كل شيء كان يشي بيوم جميل، أمس، للباريسيين في لندن. الطقس كان مشمساً في مدينة الضباب. ظهراً، كان لاعبو باريس سان جيرمان يتنزّهون في الـ«هايد بارك» كبرى حدائق لندن، هكذا، نقلت لنا في الأثناء، وفي خانة عواجلها، الصحف الفرنسية التي كانت ترصد أبناءها في كل شاردة وواردة في المدينة الجارة. في باريس، كل شيء كان يعكس جواً من الطمأنينة، بدءاً من التحليلات وليس انتهاءً بنتائج الاستفتاءات.
لكن ما المانع من منسوب أكبر منها قبل أن تغرب الشمس عن برج إيفيل وتكون كفيلة بأن يدخل الباريسيون سهرتهم في أقصى درجات التفاؤل؟ نجوم الحقبة الذهبية للكرة الفرنسية في 1998 و2000 مارسيل دوسايي وكريستوف دوغاري وآلان بوغوسيان جاهزون لهذه المهمة، وبلغة المنتصر قالوها. الظلام يخيّم على لندن. وحده الـ«ستامفورد بريدج» يتلألأ أنواراً. الباريسيون على بعد أميال يناظرون الحلم في شاشاتهم، واللندنيون في الملعب يتسلحون بآمالهم، وصافرة الحكم، في الأثناء، تخرق المسامع: حان وقت الحسم، وقت الحقائق.
موقعة حماسية تنتهي بهدفين نظيفين من البديلين شورلي وديمبا با

البرتغالي جوزيه مورينيو يدخل الملعب، ودون أي التفات، يجلس في مكانه. ماذا في جعبة «الداهية» لهذه الأمسية؟ أولى المفاجآت: البرازيلي ديفيد لويز في وسط الميدان. تشلسي ينطلق إلى الهجوم، لكن الدقيقة 17 تحمل النبأ السيئ: النجم البلجيكي إيدين هازار يتعرض لإصابة، ومورينيو يقحم الألماني أندريه شورلي بديلاً له. هو ذا فأل سيئ؟ لا، يجيب الألماني سريعاً، اذ من رمية تماس طويلة يلعب لويز الكرة برأسه لتصل الى شورلي فيسددها مباشرة في الشباك (32). تبديل وهدف كانا أبرز لقطات الشوط الاول. الشوط الثاني ينطلق، وما ادراك ما الثاني؟ حماسة قل نظيرها، وسرعة في الأداء لا يمكن استيعابها. تشلسي يهاجم ويهاجم، وصوت اصطدام الكرة مرتين بعارضة مرمى سان جيرمان في ظرف نحو 60 ثانية يسمع صوتها من لندن الى باريس: أولاها من تسديدة صاروخية لشورلي (52)، وثانيتها من ركلة حرة قوية للبرازيلي أوسكار (53). يا لهذا الحظ السيئ! صدحت لندن.
الدقائق تمر. التشويق يبلغ حدوده القصوى، ودقات القلوب في لندن وباريس لا تعد ولا تحصى. اندفاع تشلسي يخلّف فراغات في دفاعه، وايدينسون كافاني يهدر الضربة القاضية من انفرادية وتسديدة فوق المرمى (77)، والصرخة من باريس تصل أصداؤها الى لندن: ماذا فعلت يا أوروغواياني؟! اما الضربة القاضية فكانت من مورينيو. كيف؟ انها بصمة «الداهية»، فها هو البديل السنغالي ديمبا با الذي اشركه البرتغالي بدلاً من فرانك لامبارد يسجل الهدف القاتل، الهدف «الذهبي» من متابعة داخل المنطقة (87). الفرحة لا توصف في «ستامفورد بريدج»، أما عن احتفال مورينيو، فلا تسل.
خلاصة اليوم الطويل: بلان ولاعبوه يكتفون بقطف الورود من الـ«هايد بارك» في لندن ظهراً، أما مورينيو ولاعبوه فيحصدون نصراً، برائحة الفُلّ، ليلاً.




ريال مدريد كاد أن يودّع

بلغ ريال مدريد الاسباني نصف النهائي رغم خسارته امام مضيفه بوروسيا دورتموند الألماني 0-2، سجلهما ماركو رويس (24 و37)، لفوزه ذهاباً 3-0. ويلعب الليلة الساعة 21,45، بايرن ميونيخ الألماني مع ضيفه مانشستر يونايتد الانكليزي (1-1)، فيما يستضيف اتلتيكو مدريد الاسباني مواطنه برشلونة (1-1).