عشر نقاط تفصل ليفربول عن المتصدر مانشستر سيتي مع مباراة مؤجلة للأخير. فارق كبير يجعل "الريدز" منطقياً بعيدين عن الصدارة، وبالتالي إمكانية الاحتفاظ بلقبهم الذي جاهدوا 30 عاماً من أجل الفوز به. صحيح أن النادي العريق عانى من الإصابات خلال الفترة الماضية، وخاصة على المستوى الدفاعي، إلا أن ما يحصل غير مبرر على الإطلاق.هناك العديد من الأسباب التي أدت الى تراجع مستوى ليفربول بهذا الشكل، أولها عدم وجود الحافز لدى اللاعبين، وآخرها الإصابات.
لاعبو ليفربول حققوا الموسم الماضي كل شيء، فبعد الفوز بدوري أبطال أوروبا، حقق الفريق لقب الدوري الإنكليزي، وهو ربما ما جعل اللاعبين من دون حافز هذا الموسم، فهبط مستواهم بطريقة مفاجئة، وبات الفريق بحاجة الى دماء جديدة تكون لديها الرغبة بالفوز وتحقيق الألقاب. السبب الثاني هو الثقة الزائدة عند بعض العناصر في الفريق، وخاصة صغار السن الذين قدموا مستوى جيداً الموسم الماضي. الظهيران روبيرتسون وآرنولد تراجعا كثيراً عن الموسم الماضي، وهما بلا شك يرتكبان الأخطاء التي تجعل الأندية المنافسة تسجل في مرمى ليفربول العديد من الأهداف، وآخرها خلال المباراة "الفضيحة" أمام مانشستر سيتي المتصدر، والتي انتهت بنتيجة (4 - 1) لمصلحة نادي مدينة مانشستر.
بعض المحللين والمتابعين يحمّلون المدرب الألماني يورغن كلوب مسؤولية مباشرة وأساسية عما يجري للفريق هذا الموسم. كلوب الذي برز تدريبياً مع بروسيا دورتموند الألماني، يبدو عاجزاً عن صناعة المعجزة هذا الموسم وقيادة الفريق للألقاب، إلا أن عدم احتلاله مركزاً مؤهلاً الى دوري أبطال أوروبا سيكون كارثياً على المدرب والفريق معاً.
كلوب يبني نادياً من الصفر، إلا أنه يبدو غير قادر على الاستمرار بالعناصر ذاتها لفترة طويلة، وهذه نقطة ضغف كبيرة لدى المدرب.
كلوب غير قادر على حل الخلافات بين النجم المصري محمد صلاح وزميله السينغالي ساديو مانيه، وهو الأمر الذي سيدفع احدهما إلى الخروج في نهاية الموسم من قلعة "انفيلد"، وبالتأكيد هذا أمر سيترك فراغاً كبيراً.
صحيح أن كلوب طالب بشراء لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية، وهو ما حصل أخيراً، إلا أنه في الوقت ذاته لم يبن عندما كان قادراً خلال المواسم الماضية، وحين فتحت أمامه الخزائن لم يبنِ دكة بدلاء مميزة. كلوب تعاقد مع مينامينو من سالزبورغ، ولم يستفد منه ليذهب على سبيل الإعارة أخيراً، وهو بالتأكيد لم ينجح في ضبط إيقاع كل من روبرتسون وأرنولد، اللذين شعرا سريعاً بأنهما من نجوم الفريق وفوق النقد. كما أن كلوب لم يوظف شاكيري كما يجب داخل المنظومة، وجعله يجلس فترات طويلة على مقاعد البدلاء. وإضافة الى ذلك بعض التعاقدات كجويل ماتيب لم تكن بالمستوى المطلوب، والسماح برحيل لوفرين كان متسرعاً.
كلوب مدرب جيداً جداً بلا شك، لكنه ارتكب العديد من الأخطاء، وحتى عندما حقق دوري الأبطال ولقب الدوري الإنكليزي كانت معظم الأندية في إنكلترا وأوروبا تعاني على أكثر من مستوى.
المرحلة المقبلة ستظهر كيف يتعامل كلوب، والنتائج هي الحكم في النهاية لنجاح فريق ومدرب من عدمه.