هو موسمٌ مختلف. الجميع منافس والجميع بعيد عن الترشح لحسم اللقب باكراً في آنٍ واحد. باستثناء مانشستر سيتي الذي يسير بخطى ثابتة في الجولات الأخيرة، فإن جميع الفرق تعاني من التخبّط نظراً إلى تقارب المستوى مع غياب الجمهور والتدعيمات اللازمة. في ظلّ ذلك، سوف يحاول رجال المدرب بيب غوارديولا تحقيق الفوز في مباراة الغد عند استضافتهم توتنهام، (19:30 بتوقيت بيروت). يدخل السيتي اللقاء منتشياً بسلسلةٍ تمتدّ إلى 15 انتصاراً في مختلف المسابقات. لعل أبرزها، الفوز الساحق في الجولة الماضية على أرض ليفربول برباعية مقابل هدف، وهو الفوز الذي رفع رصيد مانشستر سيتي إلى 50 نقطة في قمة الجدول، مبتعداً عن الوصيف مانشستر يونايتد بـ5 نقاط مع امتلاك السيتي مباراة مؤجّلة. رغم غياب بعض الأسماء المهمة في منظومة المدرب الإسباني غوارديولا بداعي الإصابة، على غرار المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو وصانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين، عرف السيتي نجاحاً كبيراً حتى الآن وذلك بفعل التوازن بين خطَّي الهجوم والدفاع.
يمتلك السيتي ثالث أفضل هجوم في الدوري وأفضل خطّ دفاع (تلقّت شباكه 14 هدفاً فقط)، ويعدّ متوسط الميدان الألماني إلكاي غوندوغان اللاعب الأبرز في وسط الفريق. سجّل غوندوغان 9 أهداف وصنع هدفاً في 25 مباراة هذا الموسم، وهي أرقامٌ لافتة بالنسبة إلى لاعب خط وسط، تعيد إلى الأذهان أرقام العاجي يايا توري برفقة النادي. الفريق بحالة ممتازة وهو جاهز لمواجهة الغد أمام توتنهام «الجريح».
رغم البداية الجيدة لتوتنهام ـ مورينيو هذا الموسم، سقط السبيرز في سلسلة من الاختبارات، وهو ما أعاد الفريق إلى المركز الثامن. عرف الفريق انتصاراً واحداً مقابل 4 هزائم في مبارياته الخمس الأخيرة، وقد ظهر جلياً خلل المنظومة بغياب المهاجم هاري كاين. تعادلٌ في مباراة الغد على أقلّ تقدير سوف يُسعد مورينيو ورجاله بانتظار استحقاقات الجولات المقبلة، حيث سوف يساهم احتلال توتنهام لأحد المراكز الأربعة الأولى بنيل رضى الإدارة.
يلعب ليفربول مباراة صعبة أمام ليستر سيتي القوي هذا الموسم


وبالحديث عن مقاعد دوري الأبطال، تلعبُ مباراة كبيرة أخرى في هذه الجولة أيضاً، حيث يستقبل ليستر سيتي رجال المدرب الألماني يورغن كلوب غداً، (14:30 بتوقيت بيروت).
يحتلّ ليستر سيتي المركز الثالث برصيد 43 نقطة، فيما يقبع ليفربول رابعاً مع 40 نقطة. انتصار في مباراة اليوم سوف يعيد ليفربول إلى السكة الصحيحة إذا ما أراد القتال للمحافظة على لقبه، رغم صعوبة ذلك نظراً لى اتساع الفارق مع مانشستر سيتي المتصدّر.
عرف ليفربول محطّات مختلفة هذا الموسم. فبعد البداية الجيّدة، أخذ الفريق بالتراجع متأثّراً بإصابة العديد من لاعبيه البارزين من دون وجود بدلاء مناسبين على الدكة. مع مرور الجولات وعدم تدعيم الإدارة للفريق، تحديداً في الخطّ الخلفي، تعرض ليفربول لسلسلة من التخبّطات أبعدته نظرياً عن سباق اللقب.
في الجهة المقابلة، استفاد ليستر من تعثّرات الريدز والبقية، ليتشبّث حتى اللحظة بالمركز الثالث. عملٌ لافت يقدمه المدرب بريندان رودجرز رفقة لاعبيه، يتصف بالتوازن والفاعلية، حيث عادةً ما يستمر الفريق بتقديم العطاء حتى بغياب بعض لاعبيه المؤثرين. انتصارٌ في مباراة اليوم لرودجرز أمام فريقه السابق سوف يعزّز مكان ليستر في المركز الثالث في حين سوف يُبعد الليفر أكثر عن مراكز المقدمة، في رسالةٍ مبطنة من رودجرز إلى إدارة الريدز بأنه يستطيع التفوّق على كلوب بعناصر «أقل» جودة.
أبرز المستفيدين من هذه الجولة سيكون تشيلسي في حال فوزه الاثنين على نيوكاسل (22:00 بتوقيت بيروت)، حيث عاد الفريق من بعيد مع المدرب الجديد توماس توخيل وقد يدخل بين رباعي القمة للمرة الأولى منذ إقالة المدرب السابق فرانك لامبارد، كما سيحاول مانشستر يونايتد تعزيز مركزه في الوصافة عندما يحل ضيفاً ثقيلاً الأحد على وست بروم، (16:00 بتوقيت بيروت).
هي جولة الحسم وإثبات الوجود، من المرجّح أن تعيد ترتيب مراكز فرق المقدمة كما قد تضع يداً لمانشستر سيتي على اللقب. الصراع مستمرّ.