نّوهت اللجنة الأولمبية اللبنانية (لجنة التضامن الأولمبي) بالإنجاز الذي حققته اللبنانية شيرين نجيم بتأهلها إلى الألعاب الأولمبية الصيفية (ريو – 2016) لسباق الماراثون وذلك خلال الجلسة التي عقدتها لجنة التضامن برئاسة عضو اللجنة مازن رمضان ورأت في ذلك الإنجاز تأكيداً للقدرات اللبنانية عندما تتوافر لها الظروف والإمكانيات المطلوبة.
وقررت لجنة التضامن في اجتماعها رفع مقترح للجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية بدعم اللاعبة نجيم إنفاذاً لطلب رئيس اللجنة جان همام بحيث من المقرّر دعوة الاتحاد اللبناني لألعاب القوى الجهة المعنيّة للبحث معه في كيفية مواكبة التحضيرات للاعبة نجيم وتأمين الدعم المطلوب.
وكانت البطلة اللبنانية "شيرين نجيم" (نادي المريميين الشانفيل) حققت يوم الأحد الماضي إنجازاً مميّزاً في تاريخ الرياضة اللبنانية عامة، وفي تاريخ رياضة العاب القوى اللبنانية خاصة، بتأهلها مباشرة كأوّل رياضية، وأوّل لاعبة العاب قوى لبنانية، الى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 التي ستستضيفها مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية بين 5 و21 من شهر آب المقبل.
ففي أقلّ من أربعة أشهر، شاركت العداءة شيرين نجيم في ثلاث سباقات ماراتون (42.195 كم)، وهو إنجاز يفوق عادة القدرة البدنية للانسان الرياضي، بحيث انّ عدائي الماراتون يقومون خلال كلّ السنة بسباقين او ثلاثة على الأكثر، وذلك نظراً لما تتطلّبه وتحتاجه عضلات العداء من فترة كافية للراحة والاستشفاء بعد كلّ سباق من هذا النوع.
وكانت نجيم قد شاركت في 11 تشرين الأول 2015 في سباق شيكاغو- الولايات المتحدة، وتمكّنت من تسجيل إنجاز لبناني مميّز بحيث اصبحت اوّل عداءة لبنانية تكسر حاجز الثلاث ساعات لسباق الماراتون عند السيدات، كما حطّمت الرقم السابق الذي كانت تحمله العداءة ماريا بيا نعمه (3:00’02”) بحوالى 14 دقيقة بتسجيلها 2:46’41” ساعتين، وبذلك اصبح حلم شيرين على قاب قوسين من تحقيقه وهو التأهل للالعاب الاولمبية الصيفية 2016.
وبعد ثلاثة اسابيع فقط، شاركت نجيم في سباق مصرف لبنان بيروت ماراثون لعام 2015 حيث حلّت في المركز الأوّل بين العداءات اللبنانيات وسجلّت 2:49’23” ساعتين، لتحتفظ بلقبها للسنة الثانية على التوالي.
وكان عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية المدير الفنّي لألعاب القوى لنادي المريميين الشانفيل ايلي سعاده وضع مخطّطاً لنجيم يتضمّن محاولتين للتأهل عن طريق المشاركة في سباقي ماراتون هيوستن (الولايات المتحدة) في كانون الثاني 2016، وروتردام (هولندا) في نيسان 2016 في حال لم تتمكّن من التأهل في السباق الأول، وكلاهما مصنّفان من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى (IAAF).
وبالطبع كان الهدف الأساسي هو إمكانية التأهل من المحاولة الأولى (أي في سباق هيوستن) وذلك من أجل تخفيف وإزالة العبء النفسي عن "شيرين" اولاً والناتج عن غرض تحقيق التأهل، وثانياً من أجل الحصول على الاستشفاء والوقت الكافيين للتحضير والاستعداد التام للبرنامج التدريبي الخاص لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية ريو - 2016.
وبفضل ما تتميّز به هذه الرياضية الفذّة من حيث الإرادة الحديدية الصلبة والمثابرة، تمكّنت نجيم يوم الأحد من تحقيق الحلم والإنجاز التاريخي لرياضة العاب القوى اللبنانية في سباق "ماراتون هيوستن" بتسجيلها رقماً قياسياً لبنانياً جديداً هو 2:44’14” ساعتين، بفارق دقيقتين و27 ثانية عن رقمها السابق، وباتت أوّل رياضية لبنانية تحقّق رقم التأهل للألعاب الأولمبية الصيفية 2016 والمحدّد بـ 2:45’00” ساعتين.
كما حطّمت شيرين خلال هذا السباق ثلاثة أرقام لبنانية أخرى هي لمسافات الـ 15كم (58’10” دقيقة، السابق 58’26” دقيقة لـ ماريا بيا نعمه)، والـ 25كم (1:37’33” ساعة، السابق 1:39’15” ساعة لـ شيرين)، والـ 30كم (1:56’54” ساعة، السابق 1:59’09” ساعة لـ شيرين ايضاً).
البطلة "شيرين نجيم-31 سنة" كانت قد بدأت، مع نادي المريميين الشانفيل- ديك المحدي، منذ حوالى الأربع سنوات في ممارسة العاب القوى بشكل جدّي، والتخصّص في المسافات الطويلة وبالتحديد في سباق الماراتون، وأبدت قدرات بدنية مميّزة، كما تميّزت بالإرادة الصلبة والمثابرة والثقة بالنفس، ووضعت نصب عينيها التأهل الى الألعاب الأولمبية الصيفية، وتطورت في تدريباتها بحيث يبلغ حالياً مجموع عدد الكيلومترات التي تقطعها اسبوعياً حوالى الـ200 كلم، ما يتطلّب مميزات بدنية ونفسية لتحمّل هذا العبء التدريبي، كما يتطلّب متابعة ومراقبة طبية وغذائية خاصة بذلك.
وكانت شيرين نجيم قد بدأت حياتها الرياضية في ممارسة رياضة التزلّج على الثلج ولمعت بموهبتها، فحازت لقب بطلة لبنان لسنوات طويلة، وقامت بتمثيل لبنان في بطولات العالم للتزلج، كما شاركت ضمن المنتخب الوطني الأولمبي في ثلاث دورات أولمبية شتوية متتالية في Salt Lake City 2002، وTorino 2006 وVancouver 2010، وباتت اليوم الرياضية اللبنانية والعربية الأولى والوحيدة التي تشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية معاً، وهذا إنجاز بحدّ ذاته لم يحقّقه، منذ إعادة إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896 ولغاية تاريخه، سوى 128 رياضي ورياضية في العالم، تمكّن خمسة منهم فقط من إحراز ميداليات اولمبية في الدورتين الصيفية والشتوية معاً.