كانت لحظات «لا تُنسى». هكذا يتذكر الإسباني المخضرم روبرتو سولدادو هدفه الأول على الصعيد الاحترافي بكرة رأسية ضد أولمبياكوس اليوناني من كرة عرضية لعبها الإنكليزي ديفيد بيكهام، مانحاً ريال مدريد فوزاً في الوقت القاتل 2-1 في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2005-2006. الآن، وبعد 16 عاماً على مباراته القارية الأولى، سيحاول ابن الـ 35 عاماً أن يكون مهندس مفاجأة مدوية في مسابقة «يوروبا ليغ» حين يقود غرناطة في مواجهته مع مانشستر يونايتد الإنكليزي في الدور ربع النهائي الذي تقام مباراته الأولى اليوم الخميس (عند الساعة العاشرة مساءً بتوقيت بيروت) على أرض الفريق الإسباني.
فرض غرناطة نفسه مفاجأة الموسم بامتياز بعدما وصل الى ربع النهائي في أول مشاركة قارية له على الإطلاق «ولا نعلم كم من الأعوام سيحتاج إليها النادي للعب مجدداً في أوروبا ولا أعلم إذا كنت سأحظى أنا بفرصة اللعب في أوروبا مجدداً» بحسب ما أفاد سولدادو وكالة فرانس برس.
وشدد اللاعب الذي دافع عن ألوان ثمانية أندية في ثلاث دول، بينها ريال وتوتنهام الإنكليزي وفنربغتشه التركي، على أنه «يجب علينا الاستفادة من الفرصة المتاحة قدر الإمكان».
من المؤكد أن أياً من الفرق التي دافع عن ألوانها سولدادو لم تحقق الصعود الصاروخي لفريقه الحالي غرناطة الذي حل عاشراً في دوري الدرجة الثانية قبل ثلاثة أعوام، وها هو الآن أمام إمكانية إقصاء عملاق مثل يونايتد في مسابقة قارية، وذلك بفضل المدرب دييغو مارتينيس الذي «منذ أن وصل، شهد النادي صعوداً تلو الآخر» بحسب اللاعب المخضرم الذي سجل 11 هدفاً هذا الموسم.
كان مارتينيس في السابعة والثلاثين من عمره حينما تسلّم الإشراف على الفريق، لكنه بات الآن أحد أكثر المدربين موهبة في الدوري الإسباني.
يرى سولدادو أن «الجميع صعدوا معه في القارب، والجميع وضعوا أنفسهم في خدمة الفريق. هذه هي الهوية»، مضيفاً «بغضّ النظر عن عمرك أو صغر سنّك، فإننا نعمل جميعاً بنفس الطريقة ومن أجل نفس الغاية».
وتابع «لا مكان للغرور. أحاول المساهمة بحبتي الصغيرة من الرمل، من خلال التجارب التي مررت بها، لكن لديّ نفس الرغبة في التعلم كأيّ يافع. نحن نعلم أننا صغار (كناد)، لكننا بطموح العملاق».
ويواجه سولدادو ورفاقه عملاقاً حقيقياً بشخص يونايتد، وسيكون ربع نهائي «يوروبا ليغ» بين ثاني أغنى ناد في العالم ورابع أفقر نادٍ في الدوري الإسباني.
وتطرق سولدادو الى مواجهة يونايتد، بالقول «لديهم لاعبون رائعون، لا نتحدث عن لاعب أو اثنين فقط بل عن عدة لاعبين وهم على الصعيد الفردي أفضل منا بكثير».
واستطرد «لكن قوتنا هي الفريق وهذا هو المكان الذي يجب أن نشعر فيه بالتفوق. الأحلام مجانية. ما يجب أن نحلم به هو أنه يمكننا هزيمة مانشستر يونايتد».
ويعرف سولدادو شعور الفوز على عملاق «أولد ترافورد»، وكان آخر ظهور له ضد يونايتد بألوان توتنهام حين فاز الأخير 2-1 يوم رأس السنة الجديدة عام 2014.
وأشار الإسباني الى «أني أتذكر ذلك جيداً. لقد كان الأول من كانون الثاني/ يناير والليلة التي سبقتها كنت بمفردي في المنزل أتناول العنب، مثل التقاليد الإسبانية في ليلة رأس السنة الجديدة».
وتابع «لم يكن أفضل شعور (أن يكون وحيداً ليلة رأس السنة)» لكن في اليوم التالي أدرك بأن التضحية أعطت ثمارها.
استبدل سولدادو في تلك المباراة بالشاب هاري كاين الذي سرع في عملية رحيل الإسباني الى فياريال بعد موسمين مخيّبين في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وتحدث الإسباني عن تجربته في الـ»بريمييرليغ»، قائلاً «لم أكن جاهزاً ذهنياً لتحمل هذا الكم من الضغط الناجم عن المبلغ الكبير الذي دفعوه من أجل التعاقد معي. لم أعلم كيف أتعامل مع الأمر. ومع تفجّر (موهبة) كاين، كنت قد أصبحت أصلاً في الخلفية (مهمشاً)».
الآن، وبعد ستة أعوام على انتهاء مغامرته مع توتنهام، يبدو كاين بدوره في طريقه لمغادرة النادي اللندني أيضاً مع الحديث عن إمكانية انتقاله الى ريال مدريد.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا