تدخل حاملة اللقب البرتغال بطولة أوروبا بعد خمس سنوات من تتويجها التاريخي في العاصمة الفرنسية باريس، الذي كان بمثابة أول تتويج للمنتخب الوطني في بطولةٍ كبرى. لم يكن أداء رجال المدرب فرناندو سانتوس على قدر التطلعات حينها، حيث اتّصف الفريق باللعب الدفاعي وتحقيق الانتصارات بشق الأنفس، غير أنّ البرتغاليين أثبتوا في بطولة أوروبا 2016 أنه ليس بالضرورة أن يتوّج الفريق الأفضل، وذلك بعد الانتصار في الوقت الإضافي على فرنسا المُضيفة في المباراة النهائية بنتيجة (0-1).بعدها، خرجت البرتغال من دور الستة عشر ضد أوروغواي في كأس العالم، لكنها تمكنت من التتويج بدوري الأمم الاوروبية في نسخته الاولى عام 2019، لتترأس بذلك قائمة المنتخبات الأكثر تتويجاً في البطولات الأوروبية خلال الأعوام القليلة الماضية، فهل تنجح في الحفاظ على لقبها؟ سيتبيّن ذلك عندما تبدأ حملتها في «مجموعة الموت» ـ المجموعة السادسة ـ جنباً إلى جنب مع فرنسا وألمانيا والمجر.
العديد من التغييرات حصلت بين جيلي 2016 والجيل الحالي، حيث يتصف البرتغاليون بالنضج أكثر حالياً، من دون إغفال ظهور مواهب جديدة ستضيف التوازن والفاعلية للمنظومة.
سيكون أفضل لاعب في العالم 5 مرات كريستيانو رونالدو النجم الأول للمنتخب البرتغالي في بطولة «يورو 2020» كما جرت العادة، ويكفي أنه الهداف التاريخي للمنتخب برصيد 103 أهداف سجلها في 124 مباراة.
وإضافة إلى رونالدو، أصبح منتخب البرتغال يمتلك العديد من العناصر المنتشرة في الدوريات الأوروبية الكبرى التي من شأنها أن تقارع المنتخبات الأخرى للمنافسة على الألقاب، وقد بلغت القيمة السوقية للاعبي منتخب البرتغال 769 مليون يورو كسادس أغلى منتخبات يورو 2020.
ويعد المدافع الشاب روبن دياس، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الانكليزي الممتاز خلال موسمه الأول في «البريميرليغ»، من أبرز اللاعبين الجدد في تشكيلة البرتغال.
بلغت القيمة السوقية للاعبي منتخب البرتغال 769 مليون يورو كسادس أغلى منتخبات يورو 2020


وكان دياس جزءاً من تشكيلة سانتوس لكأس العالم 2018، لكنه لم يشارك في أي من مباريات بلاده الأربع. الآن، سيكون بالتأكيد أحد الأسماء الأولى على قائمة المنتخب، نظراً إلى منحه صلابة دفاعية كبيرة برفقة بيبي وجواو كانسيلو ورفائيل غيريرو ونيلسون سيميدو.
وستستفيد البرتغال أيضاً من التطور الكبير في أداء متوسط الميدان برونو فيرنانديز، خاصةً إذا تمكن من تكرار عروضه القوية مع ناديه، مانشستر يونايتد، برفقة منتخب بلاده، من دون إغفال فاعلية الجناح برناردو سيلفا بجانب جواو فيلكس مهاجم أتليتكو مدريد، إضافة إلى دييجو جوتا لاعب ليفربول الذي خطف الأنظار مع «الريدز» أخيراً.
العديد من المواهب تجعل من البرتغال خصماً صعباً على الورق، خاصةً بفعل حنكة المدرب الأهم في تاريخ البلاد الحديث فرناندو سانتوس الذي تسلم تدريب المنتخب عام 2014 وحقق حتى اليوم 51 فوزاً مقابل 20 تعادلاً و12 خسارة.
تأهل المنتخب البرتغالي إلى «يورو 2020» بعد أن حل وصيفاً في المجموعة الثانية من التصفيات الأوروبية، وجمع 17 نقطة من 8 مباريات (5 انتصارات وتعادلان وخسارة)، وسجّل المنتخب 22 هدفاً مقابل 6 أهداف في مرماه، ليضمن المشاركة الثامنة رسمياً في تاريخه الكروي.
يبدأ المنتخب البرتغالي مشواره ضد منتخب المجر، ثم يلعب ضد المنتخب الألماني، على أن يختتم مبارياته في المجموعة ضد المنتخب الفرنسي.
البرتغال جاهزة وقادرة على تحقيق اللقب. الفريق مكتمل الصفوف ويمتلك الخبرة الأوروبيّة التي تجعله «شرساً» ضد أي منافس. تتمثل المهمة الصعبة أولاً في تجاوز دور المجموعات، نظراً إلى وجود منتخبين صعبين مثل فرنسا وألمانيا، من دون إغفال المنتخب المجري «العنيد». المشوار صعب وطويل، غير أنّ رفاق رونالدو مرشحون فوق العادة للتتويج بالبطولة.