ما كان ينقص جوزيه مورينيو إلا «مشكلة» مع نجمه البلجيكي إيدن هازار. هذا ما قيل وما يذكر هنا وهناك، بعد التصريحات المتبادلة بين الاثنين. إنها وسائل الإعلام، وخصوصاً تلك الإنكليزية، التي ترتقب جديد الأخير. منها ما بدأ يراهن على توقعاته السابقة برحيله إلى باريس سان جيرمان، ومنها ما يرى رحيله إلى برشلونة، واليوم، مستقبله لا يزال وسيبقى، على الأرجح في «ستامفورد بريدج».
ومما لا شك فيه أن ما حصل شجع كثيرين على الاصطياد في الماء العكر. وهو المدرب الذي لطالما عرف عنه علاقته الممتازة مع لاعبيه، النجوم منهم وغير المسلطة عليه إضاءات الشهرة، ولا إضاءات الستوديوات. يكفي مشاهدة الفيلم الوثائقي «مورينيو المدرب العبقري» حتى يتضح ذلك. عند عودة مورينيو إلى الـ«بلوز»، برز الحديث عن عودة الوالد إلى أبنائه. الفريق الذي بناه هو قبل رحيله الى إنتر ميلانو، لا يزال يضم لاعبين تركهم يومها بعيون ملأى بالدموع. سنوات مرت والفريق لم يخرج من تحت عباءته. منذ أيام، ألقت هزيمته أمام أتلتيكو مدريد بظلالها على حجرة ملابس الفريق ما قيل إنه شكل علاقة متوترة بين مورينيو و هازار.
الحادثة نفسها بين مورينيو وهازار حصلت سابقاً بين مورينيو ورونالدو... ولم تتطور إلى مشكل
بداية التصريحات بدأها هازار الذي انتقد طريقة اللعب التي طبقها مورينيو هذا الموسم. «تشلسي لا يلعب كرة القدم، بل يركز على الهجمات المعاكسة». وجاء الرد: «عندما تأتي الانتقادات من لاعب مثل إيدن، فهذا أمر طبيعي لأنّه ليس من نوعية اللاعبين المستعدين للتضحية بنسبة 100% من أجل الفريق ومن أجل زملائه... لست مسروراً من لاعب لا يضحي، وقد تحدثنا طوال الموسم بهذا الخصوص، وحاولت أن أجعله يتقدم في هذه النقطة بالذات»، وتابع وهنا الأهم: «التعليقات لا تحمل أي انتقاد، لكن لست سعيداً بها، أتحدث إليه وأحاول تحسين مستواه طوال الموسم».
إذاً لا انتقاد، ولا مشكلة مع نجمه الأول في الفريق. الجزء الأكبر من الكلام الذي قيل عن مشاكل بين الاثنين، هو «بروباغندا إعلامية». لم يتخط الأمر أكثر من تصاريح متبادلة. كل الذي قيل يأتي في سياق التهويل والمعركة بين مورينيو والإعلام. يحلو لبعضهم أن يلصق به اتهامات كثيرة، كما تحلو له هذه المعارك. لا يفوتها أبداً، تماماً كما كان يحصل معه أيام تدريبه لريال مدريد. والحدث اليوم، يتشابه بالحادثة التي حصلت بينه وبين نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو. في حديث مورينيو عن هازار يكمل قائلاً: «هازار من نوعية اللاعبين الذين لا يملكون عقلية العودة ومساندة الدفاع». وهنا حديث مورينيو ليس عابراً على الإطلاق. هو نفس الحديث بمضمونه الذي أطلقه على رونالدو سابقاً. وقتها انتقد الأخير الأسلوب الدفاعي الذي لعب به مورينيو خلال مباراة الكلاسيكو التي خسرها «الميرينغيز» 2-0 في ذهاب نصف نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. وقال: «أكره الطرق الدفاعية، لا يمكنني التكيّف معها، ولكن يبدو أنني مضطر إلى التأقلم معها إذا كان هذا ما يريده مورينيو». نفس الحادثة، ونفس الكلمات، والتشابه بين اللاعبين أيضاً. لم تكبر المشكلة وقتها، بل عوقب رونالدو بعدم استدعائه إلى مباراة واحدة في الدوري، وانتهى النقاش هناك. عاد رونالدو، وأكمل مشواره مع الفريق. يؤمن مورينيو بأن الانتقادات تأتي لتحفيز اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم. صرّح عن ذلك مسبقاً. والآن لن يتخلى مورينيو عن هازار الذي يراه أفضل لاعب في عمره ولا يقلّ عن رونالدو أو ليونيل ميسي. وهازار بدوره يُثمِّن «أبوة» مورينيو، وقال سابقاً أيضاً: «إنه لا يقتلنا عندما نرتكب الحماقات. هذا دليل ذكاء. يحاول استيعابنا كما يفعل الأب مع ابنه».