عضُّ الميداليات، الذهبيّة خاصةً، تُعد واحدة من التقاليد الأشهر في تاريخ الألعاب الأولمبية.
اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، حذّرت الفائزات والفائزين بالميداليات، من عضّها، لأنّها مصنوعة من موادٍ معاد تدويرها من أجهزةٍ إلكترونية تبرّع بها الجمهور الياباني.

وغرّدت اللجنة المنظّمة: «نريد أن نؤكّد أن ميداليّاتنا ليست صالحة للأكل. ليس عليكم عضّها، ولو أننا نعلم أنكم ستفعلون».



ما هو المميّز في ميداليات طوكيو 2020؟
للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية، تُدمج الدولة المستضيفة، مواطنيها، بإنتاج الميداليات، إذ استخدمت مواد معاد تدويرها لتقديم الجوائز. هذه المواد عبارة عن أجهزة إلكترونية صغيرة، مثل الهواتف المحمولة مثلاً.

التصميم يحمل مواضيع متعلّقة بالتألّق والضوء، وتمثّل الأحجار التي كانت خشنة في السابق ولكنها مصقولة لتلمع الآن. يُقصد بالميداليات أن تكون رمزاً لطاقة الرياضيين في الألعاب الأولمبية وجمهورهم.

لمَ يعض الرياضيون والرياضيات الميداليّات؟
ليس لتذوّقها، هذا أكيد. لكن عض الميداليات تقليد قديم، كان الهدف منه تاريخياً، التأكّد من أن الميدالية مصنوعة من الذهب فعلاً، إذ يعلق على الأسنان بعض الذهب.

اليوم اختلفت الأمور. الميداليات ليست مصنوعة من الذهب أساساً. أحياناً، لا يُشكّل الذهب أكثر من 1 في المئة من الميداليات، كما حصل في أولمبياد لندن 2014، وهو اليوم يُشكّل 1.34 في المئة في طوكيو.

السبب الرئيسي خلف عض الميداليات، يعود إلى المصوّرين، الذين يطلبون من الرياضيّات والرياضيين عض ميداليّاتهم لتبدو الصور أجمل.

كم تبلغ قيمة الميدالية؟
فعلياً، قيمة الميدالية ليست ماديّة، بقدر ما هي رمزيّة. الميداليات الذهبيّة التي بيعت في أولمبياد بيونغ تشانغ بلغت قيمتها نحو 577 دولاراً، والفضيّة 320 دولاراً، مقابل 3.50 دولار فقط للبرونزيّة.

لكن سعر الميدالية يرتفع بحسب الفائز بها، إذ تُصبح قيمتها أكبر، إذا كانت عائدة إلى أحد الرياضيّات أو الرياضيين المشاهير. الملاكم الأوكراني فلاديمير كليتشكو باع ميداليته الذهبية من أولمبياد أتلانتا 1996 مقابل مليون دولار، لكنّه تبرّع بالمال إلى جمعية خيريّة للأطفال. أمّا السبّاح الأميركي أنتوني إرفين، فباع ميداليّته الذهبيّة من أولمبياد سيدني 2000 مقابل 17101 دولار، وتبرّع بالأموال لضحايا تسونامي المحيط الهندي عام 2004.