فعلها أتلتيكو مدريد، وارتقى الى منصة التتويج في الدوري الإسباني في موسم هو الأروع منذ سنوات عدة.فعلها أتلتيكو مدريد وحصد اللقب بعد انتظار دام 18 عاماً، وأي لقب ذاك الذي انتزعه في قلب برشلونة من معقلها التاريخي «كامب نو»؟
فعلها أتلتيكو مدريد وكسر هيمنة القطبين برشلونة وريال مدريد على الكرة الاسبانية منذ 2004 حين كان فالنسيا آخر فريق يحرز اللقب قبل ان يستحوذ عليه الثنائي المذكور.

فعلها أتلتيكو مدريد وأثبت أن الطموح والإصرار بإمكانهما أن يتفوقا على الملايين ويسببا سيلاً من الدموع لنجوم خُيِّل إلى كثيرين أنهم لا يُهزمون من برشلونة وصولاً إلى العاصمة الإسبانية وفريقها الملكي.
فعلها أتلتيكو مدريد وسدد، في طريقه للقب، الضربة القاضية للجيل الحالي لبرشلونة وحقبته الذهبية وسبب مسارعة مدرب الأخير الارجنتيني جيراردو مارتينو لتقديم استقالته.
فعلها أتلتيكو مدريد وقدّم درساً في أن روح الفريق والمجموعة بإمكانها ان تحقق المستحيلات وتقلب المعادلات وتغيّر وجه بطولة وتكتب التاريخ.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي صفّق لاعبو أتلتيكو لنظرائهم في برشلونة بعد حسمهم اللقب

نعم، التاريخ سيحكي أن لاعبي «الروخيبلانكوس» احتفلوا بلقبهم العاشر في «الليغا» في أرض «كامب نو» وسط تصفيق جمهوره وإقرار لاعبي برشلونة بأحقيتهم باللقب (لم يتسلموا كأس البطولة بسبب سفر رئيس الاتحاد الاسباني أنخيل ماريا فيار)، اذ، للمفارقة، فإن هؤلاء اللاعبين أنفسهم وقفوا في يوم الثاني عشر من شهر أيار لعام 2013 وهم يصفقون للاعبي الكاتالوني عند دخولهم الى أرض ملعب أتلتيكو «فيسنتي كالديرون» في تقليد يُعتمد في إسبانيا بعدما حسم «البرسا» اللقب حينذاك لفشل ريال مدريد في الفوز على إسبانيول في الليلة السابقة.
كأن القدر أراد أن ينصف لاعبي أتلتيكو من خلال هذه المفارقة التاريخية، هم الذين بذلوا الغالي والنفيس طوال الموسم ليكون شعار ناديهم هو الأعلى في الختام.
لكن كل هذا ما كان ليتحقق لولا ذاك الأرجنتيني الجالس على مقاعد البدلاء، لولا ذاك الرجل الذي كان «المفاجأة» السارة لعشاق الكرة هذا الموسم... كم أنت عظيم دييغو سيميوني!
أمسية السبت، وفيما كان لاعبو أتلتيكو يحتفلون على عشب «كامب نو»، كانت لافتة نظرات سيميوني حين التقطته عدسة الكاميرا وهو يراقب ما يحدث امامه، حيث كانت تحوي كثيراً من الفرح والشعور بالفخر لما صنعه أبناؤه تحت قيادته. في الحقيقة لولا سيميوني لما كان كل هذا ليحصل، فقد عرف «إل تشولو» كيف ينقل الروح القتالية والعزيمة القوية اللتين كانتا «علامته الفارقة» كلاعب إلى نفوس وأذهان لاعبيه حيث إن هاتين الصفتين هما «سر» نجاح هذا الفريق. هذا «السر» الذي يمكن التأكد منه في مثلَين، هما عدم تأثر لاعبي أتلتيكو عند تأخرهم خارج ملعبهم في مباريات مصيرية كمباراة السبت ومباراة تشلسي الانكليزي في اياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في «ستامفورد بريدج»، وكذا عند غياب النجم الاول للفريق، دييغو كوستا، في محطات مهمة وتحديداً امام برشلونة بخروجه السبت مطلع المباراة مصاباً، وهذا ما حصل أمام الفريق عينه في مباراة الذهاب في ربع نهائي دوري الابطال ومن ثم غيابه عن موقعة الاياب.
فعلها أتلتيكو مدريد إذاً. لا يكفي التصفيق وحده لإنجازه، ليس بكثير أن ينحني عالم الكرة، تقديراً، لإيفائه حقه.




مارتينو يقدّم استقالته

انتهت حقبة المدرب الأرجنتيني جيراردو «تاتا» مارتينو مع برشلونة سريعاً، اذ مقدّماً استقالته حيث قال بعد المباراة: «أريد ان اعلن أنه باتفاق متبادل مع النادي، لم اعد مدرباً في برشلونة». وأضاف: «أنا متأسف لأني لم أتمكن من تحقيق الأهداف التي وضعها النادي لنفسه. اعتذر من المشجعين لعدم تمكني من تحقيق اهدافهم».