ليس غريباً أن يكون رصيد مانشستر يونايتد من الأهداف الأقل بين الفرق الخمسة الأوائل هذا الموسم في "البريميير ليغ". وليس غريباً أن يكون فريق "الشياطين الحمر" يملك الرصيد نفسه الذي يملكه ساوثمبتون صاحب المركز العاشر في البطولة. في نهاية المطاف، تطغى السلبية والتعقيدات على المقاربة الهجومية ليونايتد منذ وصول المدرب الهولندي لويس فان غال للإشراف عليه، وهذه المسألة تعززت أكثر في الموسم الحالي، ليتحوّل "مسرح الأحلام" الى "مسرح كوابيس" بالنسبة الى محبي اللعب الهجومي الممتع الذي لطالما ميّز هذا الفريق. أما السبب وراء كل هذه المشكلة، فهو الطريقة التي ينتهجها فان غال والمبنية على الدفاع أكثر منه على الهجوم، وذلك انطلاقاً من الاستحواذ على الكرة، لكن من دون فعالية، ما يجعل اللعب عقيماً، ويدمّر كل الإمكانات التي يملكها المهاجمون، ليصحّ القول إن مانشستر يونايتد حالياً هو محرقة المهاجمين. الشرح المبسّط لهذه المشكلة يأتي من خلال أرقام الإحصائيات في الفترة الأخيرة ومن خلال مقارنة ما يقدّمه مانشستر يونايتد بما يقدّمه بعض منافسيه. الواقع أن فان غال خلق فريقاً دفاعياً ممتازاً، والدليل أن فريقه الآن هو الأفضل على هذا الصعيد في "البريميير ليغ"، حيث دخل مرماه 10 أهداف فقط، رغم أن الرجل لا يملك في مجموعته أمثال أولئك المدافعين الأقوياء كريو فرديناند والصربي نيمانيا فيديتش، لكنه نجح حتى الآن، فكان فريقه الأقل تصدّياً للتسديدات ...

حوّل فان غال رجال خط الوسط إلى لاعبين غير خلّاقين

وهنا ما يمكن التوقف عنده ليس الخطة الدفاعية أو ما شابه لأن هذا الأمر لا يرتبط بالدفاع بشكلٍ أساسي، بل بمسألة أخرى أكثر وضوحاً، وهي طريقة اللعب المبنية على الاستحواذ، لكن هذا الاستحواذ لا يشبه بتاتاً ما ينتهجه برشلونة الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني مثلاً، إذ إن المنهج سلبي الى أبعد الحدود عندما يرتبط الأمر بيونايتد. وتأتي لغة الأرقام لتتحدث عن هذا الموضوع، إذ في المباريات الـ 52 التي أشرف فيها فان غال على فريقه، وصل معدل نسبة الاستحواذ الى 60%، وارتفعت نسبة التمريرات الصحيحة الى 82% خلال هذه المباريات. لكن في المقابل، ومنذ انطلاق الموسم الحالي حطّم يونايتد كل الأرقام على صعيد التمرير الى الخلف الذي عكس سلبية واضحة لدى الفريق من خلال تمريره 11.360 تمريرة الى الوراء، أي أكثر بـ 1000 تمريرة من أقرب الفرق إليه في هذا الإحصاء. واللافت أن غالبية هذه التمريرات جاءت من أقدام لاعبي الوسط الذين حوّلهم الهولندي الى لاعبين غير خلّاقين. وهنا بيت القصيد، إذ يتفادى يونايتد الهجمات عليه من قبل المنافسين من خلال إبقاء الكرة في حوزته، لكن الخطير أنه لا يترجم هذا الاستحواذ في هجمات عكسية، على غرار ما يفعله منافساه مانشستر سيتي وأرسنال مثلاً اللذان يقفان وراءه تماماً على هذا الصعيد، لكن الفارق أن لعبهما إيجابي وأكثر الى الأمام، فسجل الأول 30 هدفاً في الدوري، وكان رصيد الثاني 24 هدفاً. ومن هذه الأرقام والتشريح الفني، يمكن إدراك السبب وراء تركيز فان غال على استقدام لاعبي وسط بارعين دفاعياً، فكان إصراره في الصيف الماضي على ضم الألماني باستيان شفاينشتايغر الذي لم يعد يملك روح المبادرة تلك بالانطلاق الى الأمام لخلق المؤازرة، كما فعل أيام كان لاعباً مع بايرن. كذلك، جاء ضم فان غال للفرنسي مورغان شنايدرلين في هذا الإطار، فتحوّل الاثنان مع مايكل كاريك اللاعبين المفضّلين لديه، فقط لأنهم يترجمون أفكاره على أرض الملعب. والأسوأ من كل هذا أنه حوّل عقلية النجم الهداف واين روني الى عقلية دفاعية أيضاً، حيث يكتفي هذه الأيام بالمشاركة في منظومة التمريرات البسيطة المطلوبة منه، وهو ما قضى على خطورته، تماماً مثل زميله الفرنسي أنطوني مارسيال الذي يبلغ معدله الآن تسديدة واحدة على المرمى في المباراة الواحدة طوال الدقائق الـ 90، بينما نسي الهولندي ممفيس ديباي طريقة التسديد من بعيد التي اشتهر بها أيام صعوده الصاروخي في الدوري الهولندي.

---

برنامج بطولتي إنكلترا وإسبانيا إنكلترا (المرحلة 15) - السبت: ستوك سيتي - مانشستر سيتي (14.45) أرسنال - سندرلاند (17.00) مانشستر يونايتد - وست هام يونايتد (17.00) ساوثمبتون - استون فيلا (17.00) وست بروميتش البيون - توتنهام هوتسبر (17.00) واتفورد - نوريتش سيتي (17.00) سوانسي سيتي - ليستر سيتي (17.00) تشلسي - بورنموث (19.30) - الأحد: نيوكاسل - ليفربول (18.00) - الاثنين: إفرتون - كريستال بالاس (22.00) إسبانيا (المرحلة 14) - السبت: ريال مدريد - خيتافي (17.00) غرناطة - اتلتيكو مدريد (19.15) فالنسيا - برشلونة (21.30) ديبورتيفو لا كورونيا - إشبيلية (23.00) إشبيلية - سلتا فيغو (23.05) - الأحد: ريال سوسييداد - ايبار (13.00) فياريال - رايو فاليكانو (17.00) سبورتينغ خيخون - لاس بالماس (19.15) أتلتيك بلباو - ملقة (21.30) - الاثنين: إسبانيول - ليفانتي (21.30)