يتواجه صباح غد الأحد، الإيطالي مارفن فيتوري والبرازيلي باولو كوستا، ضمن بطاقة «UFC Vegas 41»، في مواجهة مرتقبة بين عملاقَين كان يُفترض بهما أن يتواجها في فئة الوزن الوسط (83 كلغ)، إلا أنه ولأسباب غير مألوفة، تم نقل النزال إلى فئة الوزن الثقيل الخفيف (Light heavyweight) (93 كلغ). وتكتسي هذه المواجهة أهمية خاصة، لكون كلّ من المتنافسيْن قد خرج بهزيمة ساحقة أمام البطل النيجيري إزرايل أديسانيا، حيث خسر كوستا بالضربة التقنية القاضية، فيما خسر فيتوري بقرار بالإجماع من الحكام بنتيجة (50-45)، وبالتالي، فـ«الضحيتيْن» تبحثان عن استعادة التوازن والعودة إلى الانتصارات.

وقبل «UFC Vegas 41»، هذه بعض المعلومات حول نزال فيتوري-كوستا:

عدم تقبّل الهزيمة
على الرغم من أن فيتوري وكوستا ينافسان على أعلى مستوى في العالم، إلا أن ذلك لا يعني أن ليس بإمكانهما أن يكونا منفصليْن عن الواقع في بعض الأوقات. فبعد أن تعرّضا للهزيمة أمام أديسانيا، خرج كوستا أولّاً ليدّعي أنه أكثَرَ من شرب النبيذ قبل يوم من النزال، ما أثّر على أدائه أمام النيجيري وأدّى في المحصّلة إلى هزيمته بالضربة التقنية القاضية. أما فيتوري، وعلى الرغم من خسارته للجولات الخمس أمام أديسانيا أيضاً، إلا أنه خرج منذ بضعة أيام ليقول إن الأخير مقاتل ذكي، لكنه ما زال يرى أنه أفضل منه، وأنه لا يعتقد أن النيجيري تفوّق عليه من ناحية القوة أو النفس أو السرعة خلال نزالهما.

تراخي كوستا
قبل 3 أيام من المواجهة بين فيتوري وكوستا، بدا الأخير في حالة ذهنية مشتتة، وكأنه نسي بأي فئة وزن يقاتل، ومَن هو منافسه. في هذا الوقت من فترة التحضير للنزال، عادةً ما يبدأ المقاتل في تخفيض وزنه بشكل دراماتيكي ليصل إلى الوزن المطلوب يوم الوقوف على الميزان. إلا أن كوستا أعلن الأربعاء أنه بعيد جداً عن الوزن المطلوب (83 كلغ)، ويزن 95 كلغ! ثم طلب من فيتوري أن يجاريه ويواجهه بوزن 88 كلغ، فوافق الأخير. لكن كوستا عاد وطلب من فيتوري أن يواجهه بوزن 93 كلغ، قبل أن يوافق منافسه مرة أخرى على طلبه، الأمر الذي استدعى استهجان مقاتلين آخرين واستيائهم من قلّة احترافية البرازيلي، بمقابل مدحهم وثنائهم على احترافية فيتوري.
حالة التشتت الذهني لم تقف عند هذا الحد بالنسبة لكوستا، فعندما سُئل في مؤتمر صحفي عن منافسه وأسلوب قتاله، وكيف يستعدّ لمواجهته، أجاب بأنه لم يشاهده يقاتل من قبل ولا يعرف أسلوبه بالقتال، ما وضع علامات استفهام كبيرة حول جديّة تحضيره لهذا النزال، وعن حالته الذهنية في هذا الوقت الحساس.


الأضخم في فئتهما
معروف عن المقاتلين بشكل عام، أنهم يخفّضون وزنهم بشكل كبير قبل النزال عبر اتّباع طريقة غير آمنة صحياً للتخلص من جزء من مياه الجسم، ثم يقفون على الميزان قبل يوم ونصف من المواجهة، ليعودوا ويعوّضوا ما خسروه من سوائل وطعام خلال الساعات المتبقية قبل دخول «الأوكتاغون». وغالباً ما يكون المقاتل الذي كسب وزناً أكبر خلال هذه الفترة بين الوقوف على الميزان والنزال، هو المستفيد من أفضلية الوزن خلال النزال. فيتوري وكوستا هما الأضخم في فئة الوزن الوسط، فبالرغم من منافستهما في فئة تتطلّب الوقوف على الميزان بوزن 83 كلغ، إلا أنهما يحضران إلى الحلبة في اليوم التالي بوزن يقارب الـ95-96 كلغ! ما يُكسبهما أفضلية في وجه كل المنافسين في فئة الوزن الوسط.


لا مجال للخطأ
بدون شك سيحاول كل من المقاتليْن بكل ما أوتي به من قوة الفوز في هذا النزال، لكن في رياضة لا ترحم مثل الفنون القتالية المختلطة، وفي منظمة مثل «UFC»، من غير المحبّذ أن يراكم المقاتل هزائم متتالية، خصوصاً مع ما قد يحمله ذلك من تأثيرات نفسية ومعنوية، قد تؤثّر على أدائه في المستقبل، وقد تدفع بالمقاتل للتشكيك بقدراته في بعض الأحيان. وبالنسبة لكوستا خصيصاً، قد يكون ذلك مهماً جداً، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار علاقته المتوترة أصلاً مع رئيس «UFC» دانا وايت، بسبب تصريحات البرازيلي النارية التي أطلقها منذ أشهر قليلة، والتي انتقد فيها ضعف المبالغ التي يتقاضاها المقاتلون داخل المنظمة. وكوستا يعلم أن الانتقادات القاسية تلك، إن اجتمعت مع نتائج سلبية داخل «الأوكتاغون»، قد تؤدّي إلى فسخ عقده مع المنظّمة في وقت قريب.