من لم يتابع مباراة ألمانيا والبرتغال في المجموعة السابعة وشاهد حصيلة اللقاء التي تشير إلى رباعية نظيفة وطرد بيبي، يظنّ أن إكمال «برازيل أوروبا» المباراة منذ الدقيقة الـ 37 بعشرة لاعبين هو ما أدى إلى هذه النتيجة الكارثية، لكن الواقع أن الألمان بدأوا منذ الصفارة الأولى بقوة من خلال الاعتماد على مهاجم وهمي هو توماس مولر الذي أرهق الدفاع البرتغالي وأزعجه وتوج مجهوداته بـ«هاتريك» أعاد فيه ذكريات زمن «المدفعجي» غيرد مولر.
وإلى يمينه كان مسعود أوزيل، وإلى يساره ماريو غوتزه بمساندة من ثلاثي الوسط سامي خضيرة وفيليب لام وطوني كروس الذي تمكن من فرض سيطرته التامة على منطقة العمليات مع الاعتماد على التبادل السريع للكرات الذي أرهق البرتغاليين وشتتهم.
بدا الألمان في قمة تركيزهم وجديتهم، وهذا ما يتضح من «سرقة» غوتزه للكرة من جواو بيريرا وأجباره على ارتكاب الخطأ لتحتسب ركلة جزاء ترجمها مولر بنجاح هدفاً اولاً، وكذلك عبر «سرقة» مولر الكرة من بيبي وإجباره بدوره على ارتكاب الخطأ. عرف الألمان، بخبرتهم الكبيرة في المونديال، كيف يلعبون على الجزئيات عبر هاتين اللقطتين.
يمكن القول إن يواكيم لوف كسب الرهان بإقحامه مولر «مهاجماً وهمياً»، حيث أضاف هدفين آخرين: الثالث مستفيداً من تمريرة كروس فتابعها في الشباك (45) والرابع بالطريقة عينها من تمريرة البديل أندريه شورلي (80).
كذلك، برزت جدية الألمان وانضباطهم في أمثلة أخرى، هي عدم رد مولر على بيبي في «واقعة الطرد»، رغم استفزاز الأخير له، وإخراج لوف لأوزيل «تأنيباً» له، رغم تحركه في الشوط الأول، وذلك لإضاعته انفرادية من تمريرة رائعة لغوتزه، وكذلك عدم إدخاله ميروسلاف كلوزه لكسر الرقم التاريخي للبرازيلي رونالدو في المونديال (15 هدفاً)، رغم تأمين النتيجة في الشوط الثاني.
ماذا عن الدفاع الألماني؟ يمكن القول إن الألمان اطمأنوا إلى هذا الخط الذي كان يقلقهم، وذلك للتركيز العالي لشاغليه، وتحديداً الرائع ماتس هاميلس الذي سجل هدفاً رائعاً (الثاني) من كرة رأسية بعد ركلة ركنية من اوزيل (32)، ليتحول القلق إلى إصابة نجم دفاع بوروسيا دورتموند التي اضطر على أثرها إلى الخروج في الشوط الثاني.
مهلاً، يبقى البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم في 2013. «الدون» اختفى تماماً أمام الألمان حتى بات هؤلاء «عقدته» لغيابه الدائم أمامهم في المناسبات المهمة، حتى وصل الأمر في المباراة إلى أن ينسى «سي آر 7» كيف يروّض الكرة كما في الدقيقة 78 حين أفلتت منه وخرجت إلى رمية تماس!
لا جديد إذاً. الألمان أقوياء كما في كل مونديال. يمكنهم الآن أن يحتفلوا بهذه الرباعية حتى موعد مباراتهم الثانية، إذ إن لهذا الفوز نكهة خاصة، فهو الرقم 100 لهم في تاريخ البطولة.
(الأخبار)