أكثر ما يمكن الإشادة به خلال مباراة المنتخب الإيراني أمام نيجيريا في المجموعة السادسة، هو البراعة الفائقة لخط دفاعه. فالأداء الدفاعي للإيرانيين كان مميزاً، حيث تمكن اللاعبون من إقفال المنافذ تماماً أمام النيجيريين. خطوط الدفاع الإيرانية بدأت من منطقة نيجيريا. كان المدرب البرتغالي كارلوس كيروش يدرك جيداً مدى سرعة النيجيريين، وتحديداً عبر جناح ليفربول الانكليزي فيكتور موزيس، فضلاً عن وجود «ضابط إيقاع» ذي تجربة غنية في وسط الميدان، هو جون أوبي ميكيل لاعب تشلسي.
هكذا، غلبت الأدوار الدفاعية على جميع اللاعبين الإيرانيين، إلا رضا غوشانجاد الذي «زرعه» كيروش في المنطقة النيجيرية، أملاً في اقتناص هدف من هجمة مرتدة يخرج به فائزاً، وقد كان لهذا الأخير بعض التحركات، إلا أن «يداً واحدة لا تصفق».
بالعودة إلى الأسلوب الدفاعي الذي طبع أداء الإيرانيين ليلة أمس، والذي، للتذكير، كان مصدر قوتهم في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى الحدث العالمي حيث لم تتلق الشباك الإيرانية سوى 7 أهداف في 14 مباراة، فيحسب للاعبين أنهم أتقنوا تنفيذه باقتدار، وتمكنوا من الصمود بعد الهجمات النيجيرية تحديداً في مطلع المباراة، التي تكسّرت عند منطقة الجزاء بوجود المدافعين الأربعة مهرداد بولادي وبجمان منتظري وأمير حسين صادقي وجلال حسيني، وهذا ما أسهم في رفع معنويات اللاعبين الإيرانيين وزيادة حماستهم وقتاليتهم على كل كرة في باقي الدقائق، فيما كان العكس صحيحاً عند النيجيريين الذين تراجعت خطورتهم رويداً رويداً حتى انتفت كلياً مع تعطل «مفاتيحهم»، وهذا ما يوضحه إقدام المدرب ستيفن كيشي على إخراج النجم موزيس.
هنا، يمكن القول إن كيروش لم يصب حيث لم يستغل هذه النقطة للانطلاق أكثر نحو المنطقة النيجيرية، بل بالغ في الدفاع دون أن يترك للاعبيه الفرصة لإبراز مقدراتهم الهجومية، حيث بدا أن الإيرانيين بإمكانهم تشكيل الخطورة، وهذا ما توضحه الفرصة الأكثر خطورة في المباراة في الدقيقة 33 برأسية غوشانجاد من ركنية التي أبعدها الحارس فنسنت انياما بأعجوبة.
أمام الدفاع الإيراني القوي وعدم منح كيروش الفرصة للهجوم، وأمام «اليأس» الذي أصاب النيجيريين لعدم قدرتهم على اختراق «الحصون» الإيرانية، كان طبيعياً أن تنعدم الفرص في المباراة وتغيب الأهداف للمرة الأولى في البطولة.
(الأخبار)