قبل ما يقارب شهراً ونصف شهر، بدأت عملية اعداد منتخب لبنان للشباب (مواليد 95 - 96 - 97) بهدف المشاركة في بطولة كأس العرب، في العاصمة القطرية الدوحة ما بين 2 حزيران و15 منه.
لكن البطولة أُجِّلَت حتى إشعار آخر. إلا أن هذا لم يؤثر في خطة الإعداد التي وضعت حينها، فكان السفر الى إندونيسيا في معسكر دام خمسة أيام، تخللته مباراة ودية مع النظير الإندونيسي انتهت بالتعادل السلبي. تلا ذلك معسكر آخر في قطر تضمن مباراتين وديتين مع قطر (فاز لبنان 2 -1) ومع اليمن (خسر لبنان 0 - 3). وشكل المعسكران فرصة لمنتخب لبنان لخوض ثلاث مباريات مع منتخبات متأهلة إلى بطولة آسيا. والأهم هو المؤشرات القوية عن وجود نواة منتخب واعد للمستقبل، وخصوصاً للمنتخب الأول، لكن بشرط الاهتمام
باللاعبين ووضع خطة واضحة بعد حسم موضوع الجهاز الفني.
يشرف على تدريب منتخب الشباب المدرب باسم محمد الذي عبّر عن رضاه الكلي عن المعسكرين الناجحين. فالأول قدّم فكرة عن كيفية تعاطي الدول مع منتخبات الشباب إن كان على الصعيد الاتحادي أو الإعلامي أو الجماهيري. فاللقاء تابعه ما يقارب 25 ألف متفرج وسط حشد إعلامي، إن كان في المؤتمر الصحفي أو في تغطية المباراة. واللقاء مع الإندونيسيين كان فرصة للاعبي لبنان بخوض مباراة أمام جمهور كبير مع كل ما يشكله ذلك من ضغط.
معسكر قطر كان فرصة لإقامة تمارين مكثفة حيث خاض المنتخب 8 تمارين خلال فترة خمسة أيام، قبل خوض اللقاء مع القطريين الذي كان هناك فيه حافز لدى اللاعبين بتحقيق نتجية أمام منتخب خاض معسكراً في النمسا وألمانيا وفرنسا، ولعب مع عدد من المنتخبات الكبيرة من فئات عمرية أكبر.
يعاني اللاعبون
ضعفاً من الناحية الجسدية

بالنسبة إلى المدرب محمد، فقد خرج من التجربة بمجموعة أسماء نجح أصحابها في ترسيخ الصورة الإيجابية التي كان يملكها محمد عنهم. ومن هؤلاء خالد علي، خالد الجاسم، حسين الزين، محمد سالم، حسن كوراني، غازي حنيني. كذلك كان هناك لاعبون لفتوا الأنظار إليهم كمحمد قدوح وحبيب شويخ ومحمود حولي، وعبد الله علي الذي يلعب مهاجماً ويتميّز بالقدرة على التحرك من دون كرة بطريقة جيدة إلى جانب انطلاقاته السريعة وفاعليته. لكن الأهم كان الأداء الذي قدمه المهاجم فيليب باولي حيث تميّز بخبرته وعلو كعبه، وأثّر غيابه عن لقاء اليمن كثيراً. فاللقاء الأخير كان له ظروفه الخاصة، إذ يعتبر محمد أن النتيجة (خسر 0 - 3) لا تعكس طبيعة المباراة حيث كان المنتخب اللبناني سبّاقاً في صناعة الفرص وتهديد المرمى اليمني، فيما كانت الأهداف تسجّل في الشباك اللبنانية بعكس مجريات المباراة، ومن أخطاء فردية دفاعية. أضف الى ذلك كثرة التبديلات التي أجريت (8 تبديلات) بسب إرهاق اللاعبين وعدم قدرتهم على تحمل مجهود مباراتين في ظرف ثلاثة أيام. كذلك غاب خالد علي وحسين الزين وعلي كركي بسبب الإصابة وسفر باولي، الى جانب مشاركة خليل خميس وعبد الله علي رغم مرضهما ولشوط واحد فقط.
ولعل الانضباط والالتزام لدى اللاعبين ساعدا على نجاح المعسكرين. «فاللاعبون كانوا مدركين ماذا يريدون والى أين يريدون الوصول حتى يصلوا الى المنتخب الأول».
ويشير محمد الى وجود نقص كبير لدى الجانب البدني حيث يعاني اللاعبون ضعفاً من الناحية الجسدية، وخصوصاً في الجزء العلوي، بعكس تمتعهم بنقاط إيجابية على الصعيد الفني والمهاري. «فاللاعب حبيب شويخ (يلعب في مركز وسط يسار) يشبه الى حد كبير اللاعب محمد حيدر من الناحية المهارية والفنية، لكن في المقابل يعاني من ضعف بدني لا يساعده في الاحتكاكات. ومن السهل على شويخ تطوير قدراته البدنية، لكن يحتاج الى عناية خاصة.
وعن المرحلة المقبلة تبدو الأمور ضبابية شأنها شأن جميع المنتخبات نتيجة غياب التخطيط والعمل، إذ ينتظر الجميع ما ستقرره لجنة المنتخبات ورؤيتها لمنتخب الشباب، حيث من المفترض أن تحسم أمرها بالنسبة إلى الأجهزة الفنية نتيجة وجود عدد من الاستحقاقات المقبلة في العام المقبل، كبطولة قطر دون الـ 17 عاماً، البطولة العربية المدرسية، تصفيات بطولة آسيا لمواليد 97، وتصفيات أولمبياد البرازيل لمنتخب دون 22 عاماً.
ويقدم محمد خلاصة لوضع اللاعبين، حيث يرى أنّ ما يقارب سبعين بالمئة منهم قادرون على الذهاب بعيداً، وتحديداً الحارس مصطفى مطر الذي قدم أداءً كبيراً وخبرة عالية، الى جانب امكانية الاستعانة بعناصر أخرى كلاعب الساحل يوسف بكري ولاعب العهد محسن الدبق اللذين غابا نتيجة ارتباطهما بالامتحانات الرسمية.
لكن الأهم اتخاذ قرار على صعيد الاتحاد بالاهتمام أكثر في موضوع الفئات العمرية. إذ لا يجوز توقف نشاط منتخبات الفئات العمرية لأكثر من ستة أشهر لأسباب مجهولة. «فحين زرنا أكاديمية أسباير في قطر، دهش اللاعبون بما هو متوافر من تسهيلات، إذ يمكنك القول إنها فعلاً صناعة لاعبين. في حين ان سياستنا هي منتخبات غب الطلب».