عكس كل التوقعات، نجت ألمانيا من خسارة المباراة أمام غانا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة ضمن كأس العالم لكرة القدم 2014. قدّمت الأخيرة مباراة ممتازة تمكنت فيها من تحقيق تعادل إيجابي 2-2. وعلى عكس المتوقع أيضاً، لا يزال مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف يكرر خطأه في التكتيك المتبع داخل الملعب، بالاعتماد في وسط الملعب على فيليب لام وسامي خضيرة.
أخطاء دفع ثمنها، بتقدّم غانا 2-1 حتى الدقيقة 71، حيث دخل ميروسلاف كلوزه وأنقذ الموقف بتسجيله الهدف الثاني ليعادل رقم الأسطورة البرازيلي رونالدو كأفضل هداف في نهائيات كأس العالم برصيد 15 هدفاً. كما جنّب كلوزه بلاده هزيمتها الثانية في النهائيات ضد منتخب أفريقي، الأولى كانت أمام الجزائر 1-2 عام 1982. وأكد كلوزه أنه لا يزال يملك الحس التهديفي القاتل، رغم أنه أصبح في السادسة والثلاثين من عمره. إلى جانب كلوزه، دخل باستيان شفاينشتايغر، وكان السبب الأساسي في تحسّن مستوى الألمان داخل المباراة. ولولا دخوله لظل لاعبو «المانشافت» يعانون الأمرّين طوال المباراة. حاولت غانا تعويض سقوطها في المباراة الأولى أمام الولايات المتحدة (2-1)، وكادت أن تنجح في حصد النقاط الثلاث، رغم تقدم ألمانيا في الدقيقة 51 عبر ماريو غوتزه، إذ قاتل فريق المدرب جيمس أبياه بشراسة، وتمكن من إدراك التعادل عبر أندريه أيوو (54) ثم التقدم بواسطة قائده جيان أسامواه (63). تميز الغانيون في خطي الدفاع والوسط، أما في الهجوم، فكانوا قادرين على زيادة عدد الأهداف في شباك الحارس مانويل نوير لولا الفردية التي اتسمت ببعضهم. في المقابل، كان الهجوم الألماني ممتازاً، ومن الأفضل حتى الآن في المونديال. اللاعبون يمررون الكرة لزملائهم بسلاسة، من دون أن ينظروا الى بعضهم بعضاً، متأكدين من وجود زميلهم في المكان الصحيح. رغم التعادل الإيجابي، تنتظر الجماهير الألمانية وصحافتها فوزاً على الولايات المتحدة، من أجل تجنب الخروج من الدور الأول لكأس العالم للمرة الأولى منذ 76 عاماً، عندما تعرض الفريق لهذا المصير في مونديال 1938.

المجموعة السادسة

«إنها المباراة الأسوأ في تاريخ الأرجنتين»، هكذا وصفت صحافة البلاد مباراتها أمام إيران، رغم انتهائها بفوز «التانغو» 1-0، بهدف سجله ليونيل ميسي في الدقيقة 91، ليحمل منتخب إلى دور الـ 16. كان الإيرانيون ممتازين طيلة المباراة، قدّموا أداءً دفاعياً مثالياً أمام هجوم يتألف من ميسي، أنخيل دي ماريا، سيرجيو أغويرو، وغونزالو هيغواين. كان الجميع ينتظرون مهرجاناً تهديفياً في شباك الحارس علي رضا حقيقي، لكنه حقيقة كان رجل المباراة من دون منازع، فهو لعب مباراة العمر ضد هجوم الأرجنتين طوال المباراة. الانفرادات، التسديدات، الكرات الطويلة والضربات الرأسية، تصدى لها كلها قبل أن يظهر «البرغوث».

قدّم الإيرانيون
أداءً دفاعياً مثالياً أمام نجوم الأرجنتين
ميسي الذي كان مراقباً طوال الوقت، ما حدّ من قدراته، تسلم الكرة من خارج منطقة الجزاء وسدد كرة في الزاوية البعيدة للمرمى، محرزاً هدف التأهل. لم تنصف الكرة إيران التي كانت قريبة في الشوط الثاني من التسجيل بهجماتها المرتدة التي شكلت خطورة على مرمى الأرجنتين. بعد نهاية المباراة، قال مدرب إيران البرتغالي كارلوس كيروش: «صنع شخصان الفارق. الأول هو الحكم والثاني هو ميسي». يقصد كيروش هنا الخطأ الفاضح الذي ارتكبه الحكم الصربي ميلوراد مازيتش بعدم احتسابه ركلة جزاء واضحة عندما تدخل بابلو زاباليتا على أشكان ديجاغاه. ارتاحت الأرجنتين وحسمت تأهلها الى الدور الثاني بفضل سحر ميسي، الذي دائماً ما يظهر في اللحظات الحاسمة. أما إيران فقد تأجل تأهلها أو خروجها من البطولة الى الجولة الأخيرة حين تلعب مع البوسنة والهرسك التي خسرت أمام نيجيريا 0-1.
وتتصدر المجموعة الأرجنتين بـ 6 نقاط بفارق نقطتين عن نيجيريا و5 نقاط عن إيران، فيما ودّعت البوسنة التي تخوض العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخها، البطولة.
وجاءت المباراة بين نيجيريا والبوسنة مفتوحة بين الطرفين اللذين سعى كل منهما الى تحقيق الفوز، فكثرت فرص التسجيل من الجانبين، وكانت نيجيريا المستفيد الأكبر من إحداها، فيما كانت البوسنة قاب قوسين أو أدنى من انتزاع نقطة تاريخية لو سجل مهاجمها نجم مانشستر سيتي إيدين دزيكو إحدى فرصتين سنحتا أمامه في الوقت بدل الضائع. ونجحت نيجيريا في افتتاح التسجيل عندما قاد بيتر أوديموينغي هجمة مرتدة ومرر كرة الى إيمانويل إيمينيكي في الجهة اليمنى فتخلص من القائد سباهيتش وتوغل داخل المنطقة وأعادها إليه، فسددها من مسافة قريبة بين ساقي الحارس بيغوفيتش (29). وهو الهدف الثامن عشر لنيجيريا في العرس العالمي، وأصبحت أفضل هجوم أفريقي في المونديال أمام الكاميرون (17 هدفاً).





أميركا تقول كلمتها

لا تزال منتخبات أميركا الجنوبية تقدّم مباريات مميزة في مونديال البرازيل، معلنةً أنها ساعية إلى الرحيل بعيداً في المونديال على حساب الجميع، منتخبات أوروبا، أميركا الشمالية، وآسيا. مبدئياً الصراع محتدم بينها وبين أوروبا، ولأن العرس العالمي في البرازيل، فالمنتخبات اللاتينية مرجحة لأن تبرز بشكل أفضل، تساعدها الدرجات المرتفعة لأحوال الطقس، والتي تؤثر سلباً على الأوروبيين.
وفي آخر مبارياتها، نجحت الإكوادور في المحافظة على آمالها بالتأهل الى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها بالفوز على هندوراس 2-1 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة. وكانت الإكوادور، التي تدين بفوزها لإينر فالنسيا الذي سجل ثنائية، قد استهلت مشاركتها الثالثة في العرس الكروي (بعد 2002 حين تأهلت الى الدور الثاني و2006 حيث ودعت من الدور الأول) بسقوط قاتل أمام سويسرا 1-2 في مباراة كانت متقدمة فيها، لكنها تمكنت اليوم من تحقيق فوزها المونديالي الرابع من أصل 8 مباريات لها في النهائيات. وحافظت الإكوادور على آمالها بالتأهل الى الدور الثاني الذي سيتحقق في حال نجاحها بالخروج بنقطة من مباراتها مع فرنسا في الجولة الثالثة الأخيرة، وذلك شرط عدم فوز سويسرا على هندوراس التي لم تقص من النهائيات، رغم خسارتها الثانية، لأن فوزها في مباراتها الأخيرة وخسارة الإكوادور سيحسمان البطاقة الثانية عبر فارق الأهداف بين الثلاثي. وسجل كارلو كوستلي هدفاً رائعاً للإكوادور، من كرة أطلقها من حوالى 20 متراً الى الزاوية اليمنى الأرضية لمرمى الحارس ألكسندر دومينغيز (31)، لكنه لم ينعم كثيراً بهذا الهدف، إذ كان الرد الإكوادوري سريعاً حيث تمكن فالنسيا من إدراك التعادل بعد ثلاث دقائق بتسديدة غير ناجحة من زميله خوان كارلوس باريديس، لكن مهاجم باتشوكا المكسيكي كان في المكان المناسب ليتابعها عند القائم الأيمن في الشباك (34). وجاء الهدف الثاني في الدقيقة 65 إثر ركلة حرة نفذها والتر إيوفي، فوصلت الكرة الى فالنسيا الذي حوّلها برأسه في الشباك.
وتشارك فالنسيا (الصورة) صدارة ترتيب الهدافين مع الألماني توماس مولر والهولنديين روبن فان بيرسي وأريين روبن والفرنسي كريم بنزيما.