أمس، أعادنا الجزائريون الى أيامهم الخوالي، الى عام 1982 في إسبانيا، الى رابح ماجر ولخضر بلومي ومحمود قندوز وفوزي منصوري والبقية الباقية من ذلك الجيل الذي رسم الفرحة على وجه العرب عندما ألحق الهزيمة بألمانيا 2-1 وتشيلي 3-2 في دور المجموعات، قبل أن يخرج بتآمر بين الألمان وجيرانهم النمسويين.
أمس، كان إسلام سليماني هو ماجر، وعبد المؤمن دجابو هو بلومي، ورفيق حلّيش هو قندوز. أمس، كان «محاربو الصحراء» كلهم أبطالاً، كان «الخضر» على موعد مع التاريخ. تاريخ جميل رسمته الكتيبة الجديدة لـ«محاربي الصحراء» في مدينة بورتو ألليغري في ملعبها «بيرا ريو» بعد نجاحها في تحقيق الانتصار المونديالي الأول منذ الفوز على تشيلي قبل 32 عاماً، وأي فوز هذا الذي تحقق أمس برباعية لاثنين؟ أمس، بدا «الخضر» مقاتلين أشداء. منذ صافرة البداية، كان واضحاً أنهم مصممون على الفوز، وبنوعية. ولا يخفى أن التبديلات الخمسة التي أجراها مدربهم وحيد خاليلودزيتش بدّلت الصورة تماماً، حيث يُحسب للبوسني اعتماده على جمال مصباح وعيسى ماندي وياسين براهمي ودجابو وسليماني، حيث زرعوا الحماسة في التشكيلة وانطلقوا منذ الدقيقة الأولى نحو المنطقة الكورية، على عكس الحرص الدفاعي الذي غلب على الأداء بعد التقدم على بلجيكا في المباراة الأولى، وأكثر، فإن الثلاثة الأخيرين سجلوا أهدافاً. كانت تعليمات خاليلودزيتش لـ«مقاتليه» واضحة: هاجموا من دون هوادة. لكن «الخضر» لم يكتفوا بالهجوم، بل «اجتاحوا» المنطقة الكورية تماماً في الشوط الأول، وترجموا خطورتهم الكبيرة بثلاثية نظيفة، بدأها سليماني عندما تلقى كرة طويلة من كارل ميدجاني فسبق إليها الدفاع بقوته الجسمانية الهائلة وتابعها بهدوء في المرمى (26). وسريعاً، وبعد دقيقتين، سدد حلّيش الضربة الثانية بكرة رأسية صاروخية من ركلة ركنية. لم يهدأ الجزائريون بعد التقدم بهدفين، بل واصلوا هجماتهم ونجحوا في إضافة الثالث عبر دجابو الذي تلقى تمريرة من سليماني وسددها الى يسار الحارس الكوري جونغ سونغ - ريونغ (38). مع بداية الشوط الثاني، خال المتابعون أن التعب حلّ بالجزائريين بعد انطلاقة قوية لكوريا أثمرت هدفاً سريعاً عبر هونغ - مين سون (50) وبعدها تسديدة صاروخية من سونغ - يونغ كي من خارج المنطقة طار لها رايس مبولحي وأبعدها ببراعة (59)، غير أن «الخضر» سرعان ما أعادوا تنظيم صفوفهم وأرجعوا الفارق الى ثلاثة أهداف عندما انطلق سفيان فيغولي بالكرة وتبادلها بروعة مع براهمي، ليتابعها الأخير بهدوء في الشباك هدفاً رابعاً رائعاً (62). ومع تراجع الجزائريين الى منطقتهم لاقتصاد مجهودهم، نجح الكوريون في خطف هدف ثانٍ عبر جا - شيول كو (72).
إذاً، ما أحلاها من ليلة جزائرية في بلاد سحرة الكرة، أمس. شكراً للجزائر، هنيئاً لنا بالجزائر.
(الأخبار)