ليست مقنعة بلجيكا حتى الآن. صحيح أنها حسمت تأهلها الى الدور الثاني، لكنها لم تثبت بعد أنها «الحصان الأسود» والمرشحة للذهاب بعيداً في المونديال، كما رشحها كثيرون. مجدداً، تفاصيل صغيرة صنعت الفارق.غاب البلجيكيون تماماًً في الشوط الأول، ولولا تحركات دريس ميرتينز على الجهة اليمنى وتصديات الحارس تيبو كورتوا للتسديدات الروسية، لالتبس على كثيرين أن النجوم الكثر الذين يرتدون القميص الأحمر هم لاعبو المنتخب الذي عُقدت عليه الآمال الجسام. بدت الفردية طاغية على الأداء البلجيكي.
في المقابل، بدا الإيطالي فابيو كابيللو، مدرب روسيا، أنه قرأ منتخب «الشياطين الحمر» جيداً، فتمكن من تعطيل المفاتيح الكثيرة لديه وتحديداً النجم إيدين هازار الذي غاب تماماً عن مجرى الأحداث، وذلك وسط أداء منظّم وجماعي واعتماد على الهجمات المرتدة التي كادت أن تؤتي أُكلها في 3 مناسبات في الشوط الأول عبر تسديدتي فيكتور فايزولين (12) وماكسيم كانونيكوف (30)

اللتين أبعدهما كورتوا، وتحديداً رأسية ألكسندر كوكورين وهو بمواجهة كورتوا، إلا أنه أضاعها برعونة (44)، مقابل فرصة يتيمة لبلجيكا عبر الخطير ميرتينز عندما تلاعب بديميتري كومباروف وسدد كرة قوية أبعدها الحارس الروسي إيغور أكينفييف (36).

غابت بلجيكا
طيلة 80 دقيقة
أمام روسيا وفازت في النهاية بهدف نظيف
ولم تتغير الحال في الشوط الثاني من الجانب البلجيكي، حيث ظل الأداء عقيماً، حتى إن ميرتينز تراجع نشاطه وقد أخرجه مارك فيلموتس في الدقيقة 75. على الطرف الآخر، استمد الروس الثقة من الشوط الأول، وكانوا الطرف الأفضل والأكثر سيطرة ووصولاً الى المرمى، لكن دون أن يستغلوا تراجع البلجيكيين وهذا ما كلفهم كثيراً، ذلك أن هؤلاء الأخيرين انتفضوا في الدقائق العشر الأخيرة، على غرار مباراتهم الأولى أمام الجزائر التي قلبوا فيها التأخر الى فوز 2-1.
كان كافياً أن يستفيق هازار في هذه الدقائق لتتبدل الصورة، حيث أنعش نجم تشلسي الإنكليزي الجهة اليسرى ونجح في صناعة الهدف الوحيد من توغل داخل المنطقة وتمريرة للبديل ديفوك أوريجي، الذي حل بديلاً لروميلو لوكاكو في الدقيقة 57، فتابعها قوية في الشباك (88)، وكاد أن يصنع الثاني للبديل الآخر كيفن ميرالاس، إلا أنه سدد في جسم أكينفييف في الدقيقة الأخيرة، بعدما أصاب اللاعب ذاته القائم الأيمن من ركلة حرة (83).
هكذا، ثبُت مجدداً أن لا أمان مع البلجيكيين الذي يهوون «اللدغ» في الدقائق القاتلة، حيث حصدوا بطاقة العبور الى الدور الثاني بأقل مجهود ممكن وفي ظرف دقائق قليلة في مباراتين، ومرة جديدة ينجح فيلموتس في تبديلاته التي قلبت الموازين مجدداً.
في مونديال كوريا الجنوبية واليابان، كان فيلموتس لا يزال لاعباً عندما سجل هدف الفوز على روسيا تحديداً، وفي دور المجموعات أيضاً، 3-2، وها هو بعد 12 عاماً يتفوّق عليهم بتبديلاته الصائبة، لكن من على مقاعد البدلاء هذه المرة.
(الأخبار)