القصة نفسها هذه الأيام. نيمار يحمل البرازيل على كتفيه بمساعدة بعض المجتهدين في منتخب بلاده، فصال وجال امام الكاميرون ليفوز «السيليساو» 4-1، في ختام مباريات المجموعة الاولى، التي أحرجت فيها صاحبة الضيافة من دون ان تخرج عن خطّها المعروف بتصدرها للمجموعة.

نيمار صاحب الهدف الرقم 100 في النسخة العشرين من المونديال، وذلك في المباراة المئة لبلاده في النهائيات


تمكن «تشيتشاريتو» من الوصول إلى الشباك للمونديال الثاني على التوالي
بطبيعة الحال، اسكتت البرازيل جميع المشككين بقدراتها، ولو انها واجهت «أسوداً مروّضة» لم تكن قادرة على مجاراة لاعبي المنتخب الاصفر، الذين استعرضوا مهاراتهم الهجومية في عرضٍ مميّز قاده نيمار منذ الشوط الاول قبل ان يخرج للراحة بعدما سقط على ارض الملعب اثر احتكاك أرعب الجمهور البرازيلي قبل ان يتبيّن انه لم يتعرض لأي اصابة.
وحافظ المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري على نفس التشكيلة التي اعتمدها في اول مباراتين، وذلك على الصعيد الاستراتيجي، اذ سُجّلت عودة لويز غوستافو الى التشكيلة الاساسية، وهو أدى دوراً محورياً رائعاً على صعيد المجهود الكبير الذي قام به في منطقة خط الوسط، ما ذكّر بأيام تألقه مع بايرن ميونيخ الالماني في الموسم ما قبل الماضي، حيث كان مساهماً اساسياً في فوز الفريق البافاري بلقب دوري ابطال اوروبا، قبل ان يتركه منتقلاً الى مواطنه فولسبورغ بحثاً عن مركزٍ اساسي لتعزيز حظوظه في حجز مكانٍ له في صفوف منتخب بلاده خلال كأس العالم.
ورغم المفارقة بإنهاء فريد الصيام عن الاهداف واهدار الفرص بتسجيله ثالث اهداف البرازيل بكرة رأسية اثر عرضية من مارسيلو (49)، الا ان نجم الامسية كان نيمار الذي افتتح التسجيل بكرة سرقها من امام المدافعين فتابعها الى الشباك (17)، ثم بتحركٍ رائع خدع على اثره جميع المدافعين والحارس شارل إيتاندج (37).
وبالحديث عن فريد، فقد يكون هذا الهدف دافعاً إيجابياً له، وخصوصاً بعدما واجه انتقادات كثيرة، ومنها من قبل المهاجم الانكليزي السابق ألان شيرر الذي وصفه بعديم الفائدة، ما دفع داني ألفيش الى وصف شيرر بالمعتوه. وكانت صحيفة «ذا دايلي مايل» الإنكليزية، وعبر موقعها الالكتروني قد سارعت الى وضع رسم للهدف بالتمريرات، ووصفته بالهدف المدهش والمرسوم بريشة فنان.
اما نيمار الذي تصدّر ترتيب الهدافين برصيد 4 اهداف، فكان بهدفه الاول في شباك الكاميرون صاحب الهدف الرقم 100 في النسخة العشرين من المونديال، وذلك في المباراة المئة لبلاده في النهائيات.
ورغم اللوحة الجميلة من التمريرات التي رسمها راميريش واوسكار ليمهدا لهدف فرناندينيو (84)، فإن أكثر ما يبقى مقلقاً هو الظهير الايمن داني الفيش الذي ضُرب بطريقة غريبة مجدداً ليسجّل جويل ماتيب الهدف الكاميروني الوحيد (26). علماً ان البرازيل تغنّت كثيراً قبل المونديال بخط دفاعها الذي اعتبرته العمود الفقري والحلقة الاقوى.
واللافت ان دخول فرناندينيو مكان باولينيو كان له الاثر الايجابي في البرازيل، اذ ان تحركات فرناندينيو في الملعب كانت أكثر إيجابية، حتى من دون، مقابل بقاء الاخير في الخلف أكثر، ما كان يترك لاعبي منتخبه الموجودين في وظائف هجومية من دون دعم.
أما فرناندينيو فتحرك أكثر في كافة أرجاء الملعب، وكان زملاؤه يجدونه دوماً كلما احتاجوه، والهدف الثالث الذي أسهم به يكشف قيمة تمركزه، والهدف الرابع يكشف أهمية تقدّمه، فهو مساند أكثر هجومياً وهذا ما احتاجته البرازيل، وقد قرأه سكولاري جيداً بدفعه بهذا اللاعب الذي ربما قد يجد نفسه اساسياً في المباراة المقبلة.

المكسيك - كرواتيا 3-1

قطفت المكسيك ثمار مجهودٍ رهيب قامت به منذ بداية المونديال الحالي، فتساوت مع البرازيل نقاطاً وتخلّفت عنها بفارق الاهداف فقط لتتأهل معها الى الدور المقبل، وذلك بعد شوطٍ ثانٍ رائع سجل خلالها منتخب «إل تري» ثلاثة اهداف قضت على آمال كرواتيا (3-1) وقطعت الطريق عليها لتحقيق ما تصبو اليه بالعبور الى دور الـ 16.
ويمكن اعتبار ان منتخب المكسيك عاقب نظيره الكرواتي بسبب اندفاعه الى الهجوم من دون حسابات، وتحديداً في الشوط الثاني بعدما انتهى الاول بالتعادل السلبي.
وسجل المكسيكيون ثلاثة أهداف في ظرف 10 دقائق، اولاً عبر القائد المخضرم رافايل ماركيز بكرة رأسية اثر ركلة ركنية (72). وتلا هذا الهدف هدفين آخرين للجناح المتألق أندريس غواردادو (75)، ثم لخافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» (82)، الذي تمكن من الوصول الى الشباك للمونديال الثاني على التوالي. وكافأ إيفان بيريسيتش نفسه كأنشط لاعبي كرواتيا بتسجيله هدف منتخب بلاده الوحيد قبل ثلاث دقائق على النهاية. علماً ان حكم المباراة الاوزبكي رافشان ايرماتوف حرم المكسيكيين ركلة جزاء واضحة عندما ابعد الكرة بيديه على طريقة حراس المرمى، ليستمر مسلسل الاخطاء التحكيمية الفاضحة في كأس العالم، ولو ان النتيجة الكبيرة للمكسيك غطّت على هذا الخطأ الذي كاد يكون قاتلاً.
وتلتقي البرازيل مع تشيلي يوم السبت المقبل، بينما تلعب المكسيك مع هولندا في اليوم التالي.
(الأخبار)