حضر اللون الأصفر في مدرجات الاستاد الوطني في برازيليا، وذلك رغم التخوّف الذي كان قد حكى كثيرون عنه عشية مباراة البرازيل وهولندا في ختام مشوارهما ضمن كأس العالم 2014. التخوّف من مقاطعة الجماهير البرازيلية للمباراة كان مجرد أوهام. وحتى نيمار حضر مرتدياً القميص الأصفر وجلس على مقاعد البدلاء وكأنه جاهز للمشاركة في المباراة. الكل سجل حضوراً ما عدا المنتخب البرازيلي. بدّل سكولاري في تشكيلته، لكن لم يتبدّل شيء في أداء البرازيل.
منتخب ضعيف، بلا شخصية، سيئ دفاعاً، ولاعبوه لا يؤدون كمجموعة، لدرجةٍ دفعت النجم السابق توستاو إلى القول: «لقد نسي لاعبو البرازيل كيف يلعبون كفريقٍ واحد».
فعلاً نسي البرازيليون تاريخهم العريق. تلقى مرماهم 10 أهداف في مباراتين وفي ظرف 5 أيام، لتكون الحصيلة النهائية للأهداف التي هزّت شباك الحارس جوليو سيزار 14 هدفاً، وهو أسوأ سجلّ للبرازيل في تاريخ مشاركاتها المونديالية، إذ إنها لم تتلقّ أكثر من 11 هدفاً في مونديالٍ واحد منذ مشاركتها في مونديال 1938.
بطبيعة الحال، الماضي هو غير الحاضر بالنسبة إلى «السيليساو»، وبالنسبة إلى هولندا أيضاً، التي قدّمت جيلاً جديداً، وضربت رقماً قياسياً جديداً، وذلك عندما أدخل المدرب لويس فان غال الحارس الثالث ميشال فورم في الدقيقة 93، ليكون قد استعمل كل لاعبيه الـ 23، وليمحو ما فعله الألمان في المونديالين الماضيين عندما استعان كلٌّ من المدربين يورغن كلينسمان ويواكيم لوف على التوالي بـ 22 لاعباً في مشواريهما.
على كل حال، فإن هولندا يمكنها البناء على شبانها الجدد، ولو أنها لن تتنعم في كأس العالم المقبلة في روسيا عام 2018، بالنجوم أصحاب الخبرة لتقدّمهم في السن، أمثال أريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي، الذي افتتح التسجيل في الدقيقة الثالثة من ركلة جزاء، احتسبها الحكم جمال حيمودي، معتبراً أن تياغو سيلفا عرقل روبن داخل منطقة الجزاء، لكن الإعادة أثبتت أن الخطأ حصل خارج المنطقة وأن سيلفا يستحق الطرد لا الإنذار. شبان هولندا رفضوا إخلاء الساحة للمخضرمين فقط في كرنفالهم الخاص، إذ سجل دالاي بليند هدفه الأول بقميص المنتخب، والهدف الأول بعد المئة الذي يهز الشباك البرازيلية في 20 مشاركة متتالية في كأس العالم (17). وفي وقتٍ عرف فيه الجمهور البرازيلي أن شيئاً لن يتغيّر في الشوط الثاني، وهذا ما حصل، سجل جورجينيو فينالدوم قبل صفارة النهاية، ليدق المسمار الأخير في نعش «السيليساو» (91).
ليلة السبت، رفعت إحدى الشابات لافتة: «أنا برازيلية لكنني مع هولندا». هي كانت كالكثير من البرازيليين تبحث عن فوزٍ في مكانٍ آخر. فوزٌ لم يكن بإمكان «السيليساو» تحقيقه، وهذا ما أدركه الكل قبل بداية اللقاء.
(الأخبار)