إلا ميسي. هذا ما اتفق عليه الجميع من محبي النجم الارجنتيني ومن كارهيه. وربما هي المرة الاولى التي لا ينقسم فيها الرأي العام العالمي حول هوية اللاعب الفائز باحدى الجوائز الفردية التي يقدّمها «الفيفا»، ان كان في كأس العالم، او بعد نهاية كل سنة.
كثيرون شككوا لفترة طويلة في مسألة محاباة «الفيفا» لميسي على حساب غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تصارع واياه على عرش اللاعبين. كلامٌ سقط مرات عدة بسبب مواظبة ميسي على التألق ورسمه لحظات ساحرة على ارض الملعب، لكن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر، تصرّف على نحو يثير الشبهات عندما انتقد رونالدو علناً، قبل ان يراضيه اثر انتقادات مضادة واسعة، بمنحه الكرة الذهبية على حساب الفرنسي فرانك ريبيري، الذي اصاب كل شيء ممكن مع بايرن ميونيخ الالماني عام 2013.
هذه الشكوك ومحاولات تبييض الصورة، اتضح انها لم تكن مشهداً خيالياً في بعض الحالات (دون الاسقاط من قيمة ميسي واستحقاقه لجائزة افضل لاعب في العالم سابقاً)، لان ميسي بنفسه فوجئ عندما طُلب منه الصعود الى المنصة لتسلّم جائزة افضل لاعب.
افضل لاعب؟ واي لاعب؟ ميسي الذي عجز عن التسجيل في الادوار الاقصائية، واختفى من الوجود نسبياً في الادوار التي لحقت بدور المجموعات حتى المباراة النهائية. نجمٌ انتظر منه ابناء بلده الكثير، لكنه خذلهم ولم ينسخ اسطورة ملهمه دييغو ارماندو مارادونا.

لا يمكن إسقاط
نظرية المؤامرة بعد الآن عن «الفيفا»


لكن مهلاً، بلاتر ومؤسسته التي تفوح منها رائحة الفضائح هناك للتعويض على «ليو»، الذي بات رسمياً الابن المدلل لأكبر مؤسسة كروية في العالم. «الفيفا» يقوم بتدليله اكثر من اتحاد بلاده، كيف لا وهو مغناطيس يدرّ على الاتحاد الدولي الملايين.
مجلة «فوربس» الاقتصادية كانت قد نشرت تقريراً قبل بداية المونديال تشير فيه الى حدّة السباق بين «اديداس» و«نايكي» على ايصال منتخبين يرعيانهما الى نهائي المونديال. الشركة الالمانية نجحت في هذا الامر، لكنها لم تنصف احد ابناء بلادها الفائزين بالمونديال، بل ارادت اعطاء جائزة الافضل الى ميسي لأنه ببساطة صورتها الاعلانية، وهو باسمه يجلب لها المزيد من المبيعات.
«الفيفا» شريك في المؤامرة، مع شريكه الرعائي الازلي، وبلاتر بوقاحته المعتادة لا يخجل من فعلها امام اعين الملايين حول العالم. والاهم امام اعين 9 لاعبين آخرين (من اصل 10 مرشحين) كانوا يستحقون الجائزة اكثر من ميسي، وهم الالمانيون ماتس هاملس وطوني كروس وفيليب لام وتوماس مولر، والارجنتينيان انخيل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو، والكولومبي جيمس رودريغيز، والبرازيلي نيمار، والهولندي اريين روبن.
«دكانة الفيفا» تفتح ابوابها من جديد، اذ لو قُدّر لبلاتر ان يمنح اللقب للارجنتين في ليلة «ماراكانا»، لم يكن ليتأخر. اسألوا الحكم الايطالي نيكولا ريتزولي اذا كان باستيان شفاينشتايغر يستحق الانذار من اول خطأ بسيط ارتكبه، او اسألوا الاخير اذا ما كانت الدماء التي سالت من وجهه اثر اللكمة التي تلقاها من سيرجيو اغويرو، فيها قوة كافية ليرفع الحكم غير الموفّق (بعكس مساعديه ريناتو فافيراني واندريا ستيفاني)، الانذار الثاني في وجه الارجنتيني، او زميله خافيير ماسكيرانو، الذي نجا مرات عدة من الطرد بسبب تعنيفه للالمان.
لا يمكن اسقاط نظرية المؤامرة بعد الآن في كل ما يرتبط ببلاتر وجماعته، وخصوصاً بعدما تبيّن ان «البيزنس» اهم من اي شيء بالنسبة اليهم.




مارادونا: لا يستحقها

حتى «الأب الروحي» لميسي، أي دييغو مارادونا، انتقد منح الأول جائزة أفضل لاعب في المونديال، معتبراً أن ميسي لم يستحقها، قائلاً: «لو استطعت لأعطيته الجنة، إنما من غير الطبيعي أن يفوز لاعب بأمر ما بسبب خطة تسويقية»، في إشارة منه الى دور «أديداس». بدورها، انتقدت صحيفة «سبورت» الكاتالونية خيار «الفيفا، مشيرة الى ان ميسي لا يستحق الجائزة ابداً وهو يعلم ذلك، معتبرة إنها تعد بمثابة العقاب والإذلال له، بسبب ادائه الضعيف في المونديال وفي المباراة النهائية تحديداً.