لماذا استقال محمود الناطور؟ هو السؤال الأول الذي يتبادر الى الذهن لدى لقائك الناطور في أول حديث له بعد الاستقالة. فخبر استقالة أمين سر ناد بحجم الأنصار لا بد أن يكون له وقع لدى جمهور النادي الكبير الذي كان يأمل أن تكون بداية الموسم الجديد فترة نشاط وعمل لدى الأنصاريين، لا استقالات واختلاف في وجهات النظر.
الناطور يبدأ سرد أسباب الاستقالة بالسبب الأول، وهو عدم الرضى عن الطريقة التي تُدار فيها الأمور، إضافة الى غياب الكيمياء بين الأعضاء وعدم القدرة على الوصول الى وجهة نظر موحدة للأمور. «فما كان هناك خيار سوى الاستقالة نتيجة غياب المشاركة في القرار بعكس ما يقال. فالمشاركة حاضرة في الظاهر غائبة في المضمون. فهناك وجهة نظر يجب أن تمر. وحين وجدت ذلك، فضّلت الابتعاد حتى لا أكون عقبة أو شاهد زور». ويتحدث الناطور عن معادلة «صاحب المال سلطان». فهذا الأمر يجب ألا يكون عنوان العمل الإداري، في وقت أن صاحب المال قد اختار خيار دعم النادي مادياً كما هي الحال مع رئيس النادي نبيل بدر. «لكن في الوقت عينه لا يمكن اعتماد أسلوب «تمنين» الأعضاء بأنه يدفع المال». والملاحظات ليست محصورة بهذه النقطة، فمعظم أعضاء الادارة غالباً ما يعلمون بالقرارات من خلال الإعلام، اضافة الى تهميشهم نتيجة التواصل المباشر بين الرئيس ولاعبي الفريق أو المدربين، والإدارة آخر من يعلم. «فسياسة التبيلغ بما يحصل في النادي لا تناسبني، في وقت لطالما كنت فيه شريكاً في القرار، حتى في عهد شخصيات تعتبر قاطرات في العمل الإداري. أما الآن فالاعتراض يكون على اتفاق قد تم، وبالتالي لا يقدم ولا يؤخر. كذلك فإن العمل الإداري الجماعي الصحيح غائب. فنحن خلال الموسم الماضي لم نجتمع أكثر من ست مرات، في حين أن النصاب كان غالباً ما يطير».
ويأسف الناطور للنظرية السائدة في النادي وهي «نظرية المؤامرة» التي يتم الترويج لها عبر دس الأخبار عن وجود مؤامرات، «في حين أن الأمر لا يتجاوز وجود شخص يحب أن يلعب دور الإطفائي الذي يهوى إشعال الحرائق الذي يعود ويطفئها كي يحصل على الثناء.


يستهجن محمود الناطور ما يقال عن إدارة سابقة وحالية
فهناك بعض الأمور يجري تعظيمها أمام صاحب القرار، ومثالاً على ذلك ما حصل مع سامي الشوم حين أخطأ إدارياً في مباراة الراسينغ. حينها جرى تقديمه ككبش محرقة، في حين كان يمكن التعامل مع الأمر بطريقة سرية تحفظ كرامة الشوم وتاريخه وعرقه وجهده بعيداً عن التشهير به عبر بيان. صحيح أنني من كتبت البيان، لكن كان هدفي أن يعلموا بما هم فاعلون بلاعبين كبار كمالك حسون، الذي ما زلت لا أعلم لماذا حُشر في الموضوع، وسامي الشوم. فالأخير كان يمكن أن يقدم كتاباً يتحمّل فيه المسؤولية ويستقيل بعيداً عن الإعلام».
ويتوقف الناطور عند «قميص عثمان» بعض الاداريين الحاليين الذين يتحدثون عن التركة الثقيلة من الادارة السابقة، والتي يتحمل عبئها الرئيس بدر والادارة الحالية، في حين أن هذه الادارة السابقة انتخبت عام 2011 وجرى تغيير ثلاثة أشخاص فقط منها، هم أحمد لاوند، رجا صعب وكريم دياب، ودخل بدلاً منهم إسماعيل محمود (أمين السر الحالي) وإيهاب الغريب (الذي لم يحضر سوى جلسة واحدة فقط إلى حين استقالة الناطور) وشفيق طاهر. وبالتالي فإن الادارة الحالية تشكّل ثلاثة أرباع الادارة السابقة، وبدر تحديداً كان نائباً للرئيس فيها. «فكيف يمكن الحديث عن تركة سابقة وإدارة جديدة؟ علماً بأن من دخلوا الى الإدارة لا يعتبرون من «عمالقة» العمل الاداري الرياضي».
ويقدم الناطور مثالاً على طريقة إدارة الأمور، حين يطلب من موظف في النادي «يتقاضى راتبه من الادارة ومن أعضائها، الرد على أمين سر له 17 عاماً في خدمة النادي بهذه الخفة والصبيانية. وانطلاقاً من حفظ العشرة، اتصلت بالاعضاء الذين رفضوا ما صدر، وحتى الرئيس قال إنه لم يقرأ ما كُتب!! وانتظرت موقفاً منهم بعد أن علموا به، لكنهم لم يحركوا ساكناً، ما يعني أنهم يتبنّون ما صدر عن الموظف. كذلك فإنه لا يحق لأحد أن يقلل من قيمة جهود أي شخص من الناحية المادية، فكل شخص يقدم ما له قدرة عليه. وإذا كان أحد قد ساهم مادياً مع رئيس النادي، فهم يعلمون من هو هذا الشخص وحتى بوق النادي يعلم ذلك؟ وهذا يعطي فكرة عن طريقة عمل المسؤولين عن الأنصار. وأنا لطالما طالبت بالجلوس لتصحيح المسار «فكان الرد بسيطاً وواضحاً أن النادي لا يدار برأسين».
ويتخوّف الناطور على مستقبل النادي، «ومثالاً على ذلك بيع لاعب عمره 25 عاماً كأيوب وضم لاعب عمره 37 عاماً كعماد الميري. وأنا أستغرب كلام أمين السر الحالي إسماعيل محمود حين برر الاستغناء عن أيوب بأنه لا يريد اللعب مع الأنصار. فهل يعقل أن كل لاعب يقول إنه لا يريد اللعب يمنح استغناءه، أم يجري الجلوس معه ومحاولة معرفة الأسباب؟».
ما هو المطلوب؟
«أن يعود نادي الأنصار الى سابق عهده من العمل الاداري. فنحن في عز الأزمة المالية لم نصل الى هذا المستوى من الادارة القائمة على المؤامرات والتربص. ففي السابق لم يكن هناك مشكلة سوى المادية التي أدت الى تراكم ديون نتيجة استحقاقات فرضت على النادي، كالمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي، علماً بأن هذه الديون تراكمت وكان نبيل بدر نائباً للرئيس الذي كان يستطيع حلها، لكنه انتظر حتى وصوله الى الرئاسة كي يتحرّك، وهذا حقه».
ويرفض الناطور ما برّره أمين السر الجديد حول أسباب تراجع الفريق الى المركز الثامن بأن «السهم يتم إرجاعه الى الوراء كي ينطلق الى الأمام، فهل هذا يعني أن تراجع الأنصار كان مقصوداً؟ على العكس كنا نحترق من أجل تحصيل النقطة وتحقيق النتائج، وبالتالي لا يمكن تبرير الفشل بهذه الطريقة».
ويختم الناطور حديثه بالتشكيك في قدرة العاملين حالياً على النهوض بالنادي، آملاً أن يكون مخطئاً، وحينها سيكون أول من يصفّق في حال نجحوا.




الناطور وكشف الخفايا

استغرب محمود الناطور الكلام الذي قيل عن عدم الرغبة في كشف الخفايا، متحدياً من صدر عنه البيان أن يقدم ما لديه، وهو سيكون أول من يدين المقصّر، ولافتاً الى أنه سيقول رأيه في ما يحصل في النادي من خلال الإعلام، ما داموا قد رفضوا أن يقال في البيت الداخلي.