لاعبون لقوا حتفهم، آخرون انتُشلوا من تحت الأنقاض، البعض تمكّن من الهروب والبعض الآخر لا يزال مصيره مجهولاً. لم يسلم عالم الرياضة من الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين وأودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في حصيلة تتزايد مع مرور الدقائق. وعلى غرار مختلف القطاعات، طالت الكارثة عالم الرياضة، فيما توقعت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء أن يصل عدد المتضرّرين إلى 23 مليوناً، نتيجة الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وكان مركزه منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق)، على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود السورية.
ومن بين أول الضحايا المعلن عن وفاتهم لاعب كرة القدم الدولي السوري السابق نادر جوخدار عن 45 عاماً وابنه تاج الدين، إثر انهيار المبنى الذي يسكنه في مدينة جبلة الساحلية. كما توفي لاعب فريق العروبة السوري لكرة السلة في الفئات العمرية اليافع ألبير تنكجيان مع والدته بعد سقوط المبنى في حلب.
وبعد أكثر من 24 ساعة على الزلزال، عُثر على لاعب كرة القدم الدولي الغاني كريستيان أتسو، المحترف في نادي هاتاي سبور التركي، على قيد الحياة وسط الأنقاض. ونجا زميل أتسو في هاتاي، المغربي أيوب الكعبي، بعد أن غادر منزله عندما شعر بالزلزال ونجح في الاحتماء مع عائلته، وفق ما أفاد وكيله. وأشارت تقارير إلى أنه اختبأ في سيارته.
وأفادت تقارير إلى أن 14 لاعبة من فريق هاتاي للكرة الطائرة لدى السيدات تحت الأنقاض بعد سقوط المبنى الذي تواجدن فيه. وقال رئيس النادي محمد إركين: «قلوبنا مكسورة. نأمل انتشال مواطنينا من تحت الأنقاض في أسرع وقت ممكن ولاعباتنا أيضاً في القريب العاجل».

(أ ف ب )


رياضيون شبان بين الضحايا
ونقل بيان للجنة الأولمبية الدولية عن رئيسها الألماني توماس باخ: «قلوبنا مع جميع عائلات الرياضيين الذين لقوا حتفهم أو هؤلاء الذين تضرّروا خلال مشاركتهم في مسابقة رياضية». وتابع: «إن ظروف هذه الكارثة الطبيعية مأساوية للغاية، إذ يبدو أن هناك عدداً من الرياضيين الشباب من بين الضحايا». وأردف: «الحركة الأولمبية على استعداد للمساعدة بأي طريقة ممكنة، إذ يمكن للرياضة أن تلعب دوراً مهماً في إعادة بناء المجتمعات وفي مساعدة الناس في العودة إلى حياتهم الطبيعية».
وأشارت وسائل إعلام عن وفاة ثلاثة رياضيين إيرانيين من مبتوري الأطراف وآخر كاميروني، كانوا ينافسون في تركيا. وأفادت تقارير أن حارس المرمى التركي أحمد أيوب تركسلان، الذي يلعب لنادي ملطية سبور في الدرجة الثانية، متواجد تحت الأنقاض.
هذا وتواجد لاعبون من فريق ماراسبور لكرة القدم في فندق تدمر جراء الزلزال، وفق موقع «هابر غلوبال» التركي، بالإضافة إلى فريق كرة طائرة للرجال وآخر للفتيات ما دون 14 عاماً. وأعلن بطل أولمبياد ريو 2016 في المصارعة محمد أكغول عبر حسابه على توتير «في المبنى الذي يقع فيه نادي كهرمان مرعش للمصارعة، يتواجد 30-40 من رياضيينا تحت الأنقاض. من فضلكم فلنذهب إلى نادي المصارعة لمساعدة إخواننا». ونشر لاحقاً فيديو يظهر انتشال أشخاص أرفقه بتعليق «رفاقي من الفريق الوطني، تلاميذي أتكو وأحمد، انتشلوا من تحت الأنقاض«. وأعلن فريق إسكندرون سبور لكرة القدم أن اثنين من مدربيه لا يزالان بين المفقودين.
وأعرب العديد من الأندية واللاعبين والاتحادات حول العالم عن تضامنهم مع ضحايا الكارثة والمتضررين، على غرار الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيَّين، النجم المصري لليفربول الإنكليزي محمد صلاح والجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي ولاعب وسط ريال مدريد الكرواتي لوكا مودريتش وقائد منتخب سوريا عمر السومة وغيرهم...
وأطلقت الاتحادات والأندية المبادرات، على غرار حملة التبرع بالدم التي ينظمها الهلال الأحمر في ملعب بشيكتاش في إسطنبول. فيما يجمع الناديان الرئيسيان الآخران في إسطنبول، فنربهتشه وغلطة سراي، المواد الغذائية والمعدات والملابس ومستلزمات النظافة للمناطق المتضررة من الزلزال.
وأعلن نادي أنطاليا سبور أنه سيجعل من ملعب الفريق ومراكز التدريب مأوى للمتضررين.