سريعاً اختفى الكلام عن انفراط عقد فريق الصداقة الذي كان الأنجح منذ انطلاق لعبة الفوتسال في لبنان، إذ حتى أولئك الذين ارتبطوا بهذا الفريق من فنيين وإداريين ولاعبين، ذهبوا في اتجاهٍ آخر، وساروا نحو تجربة جديدة، ليجددوا ارتباطهم باللعبة التي وصلت الموسم الماضي الى مرتبة مهمة، حيث فرضت نفسها كإحدى الألعاب الشعبية في البلاد، وحازت اهتماماً حتى خلف شاشة التلفزيون عند نقل مبارياتها.
عموماً، أثبتت الفوتسال أنها لا تتأثر بانسحاب أي نادٍ منها، إذ قبل الصداقة كان أول سبورتس الذي قارب لاعبوه الاحتراف عام 2012، وقبل هذا الفريق كانت في البداية أندية النجمة والأنصار والعهد والصفاء والسلام زغرتا وغيرها. كلّها خرجت، لكن اللعبة سارت في خطٍ تصاعدي، مستفيدة من إصرار الأشخاص الذين عملوا مع الأندية في تطوير أنفسهم فنياً وإدارياً بالدرجة الأولى، ثم تطوير فرقهم لاحقاً، ما انعكس إيجاباً أيضاً على المنتخب الوطني الذي وجد عناصر جديدة أبقته بين كبار القارة الآسيوية.
الموسم الجديد يطلّ عاكساً المكانة التي وصلت اليها اللعبة وسط تضافر الجهود حولها، فكانت اولى الإشارات الإيجابية أن العديد من اللاعبين الذين واجهت فرقهم المشاكل أبقوا على ارتباطهم بها وتحوّلوا الى فرقٍ اخرى دون الذهاب الى كرة القدم، لا بل ان الأخيرة وبشكلٍ استثنائي بدأت تشهد هجرة معاكسة عبر تحوّل اسماء عدة منها الى الفوتسال، على غرار مهدي قبيسي وعباس فضل الله (من السلام زغرتا الى بنك بيروت وAUST توالياً)، وسامر جدعون (من الانصار الى AUST)، وعمر الياسين (من الاجتماعي الى طرابلس الفيحاء)، والواعد حسن حسين والفلسطيني مصطفى حلاق (من الخيول الى الميادين).


أكملت لجنة الحكام حلقة التماسك والتطور الإيجابي
وبانتظار أن تقدّم البطولة وجوهاً شابة جديدة يمكن الاستفادة منها في حملة بناء منتخبٍ جديد يمكنه تحقيق حلم التأهل الى كأس العالم 2016 في كولومبيا، بعدما كان لبنان قريباً من هذا الإنجاز في 2012، يبدو لافتاً التعاطي الإيجابي بين الأندية والقيّمين على البطولة، حيث ينتظر أيضاً أن تأخذ هذه الأندية خطوة تطويرية أخرى تتمثل بانتخاب رابطة خاصة بها للتواصل مع الاتحاد اللبناني عبر لجنة الفوتسال، وتسمية ممثليها في الجمعية العمومية.
ويؤكد مدير البطولة حسين ديب، الذي قام بعملٍ واسع النطاق في الفترة الأخيرة لإرساء معايير فنية - تنظيمية أفضل، بأن كل الترتيبات أصبحت منتهية لانطلاق البطولة «إذ إن الكل يعرف واجبه من مراقبين ومسؤولين عن الأبواب وإداريي الأندية والحكام، وطبعاً الهدف إخراج بطولة بأفضل حلّة حيث نتطلع الى مواصلة السير في عملية التطور التي أصبناها موسماً بعد آخر».
تطوّر اللعبة أيضاً سيكون عبر إطلاق دوري خاص باللاعبين الذين يبلغون الثامنة عشرة وما دون، ليكون الأساس الذي يمكن للمدرب الجديد للمنتخب الوطني المنتظر التعاقد معه (يتم التفاوض مع اكثر من اسمٍ اجنبي معروف حالياً)، من أجل خلق منتخبٍ قوي.
حلقة التماسك والتطور الإيجابي تكتمل أيضاً بالدور الذي تلعبه لجنة الحكام في الاتحاد اللبناني، والتي باتت تنظّم عملية تسمية الحكام للمباريات والحرص على تقديم حكام يمكنهم مجاراة المستوى المرتفع للاعبين. وكانت آخر الخطوات العملية عبر اختبارات بدنية أجراها المحاضر الآسيوي السوري باسل الحجار لحكام الفوتسال، في موازاة انخراطهم في محاضرات اسبوعية لتطوير مستواهم. وهذه المسألة ستنقل الحكام الى مرحلة اخرى تبعد عنهم اي ملاحظات سلبية، وخصوصاً ان صعوبة المباريات التي شهدها الموسم الماضي وضعت هؤلاء الحكام امام اختبارٍ حقيقي لقدراتهم، وعكست حاجتهم الى المزيد من العمل التخصصي من اجل بلوغهم مستوى دولي يخوّلهم تمثيل لبنان بأفضل صورةٍ ممكنة ايضاً، تماماً كما فعل المنتخب والأندية التي شاركت على الصعيد الخارجي.
موسمٌ يتوقع ان يكون في أوجه على صعيد المنافسة مع اتساع رقعة الأندية القوية، وخصوصاً بعد استقطاب الميادين لأبرز لاعبي المنتخب الوطني والصداقة سابقاً، ومثله فعل طرابلس الفيحاء عبر تعاقدات مميزة، ليقفا بوجه المرشحين القويين للقب بنك بيروت بطل الموسم الماضي، والجيش اللبناني، في الوقت الذي ينتظر فيه ان تسجّل فرق جامعة القديس يوسف والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا وبلدية الشويفات حضوراً لافتاً بفعل عملها الدؤوب والمستمر للظهور بصورةً افضل في كل موسم.



الليلة افتتاح البطولة

يستهل بنك بيروت حملة الدفاع عن لقبه عندما يقابل الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، الليلة، الساعة 20.00، على ملعب مجمع الرئيس إميل لحود الرياضي.
وتستكمل المرحلة غداً بثلاث مباريات، إذ يلعب الشويفات مع الميادين، الساعة 18.30، على ملعب الرئيس لحود، وبلدية الغبيري مع القلمون، الساعة 19.00، على ملعب الأول، والجيش مع جامعة القديس يوسف، الساعة 20.30، على ملعب لحود أيضاً. وتختتم المرحلة الأحد الساعة 19.00، بمباراة طرابلس وغانيرز ليبانون على الملعب عينه.