«إما ثلاثة لاعبين أجانب أو سنلعب في الدرجة الثانية، لسنا نحن فقط بل أندية أخرى كالمركزية والمتحد». بهذه الكلمات اختصر رئيس نادي هوبس جاسم قانصوه السجال الحاصل حول مسألة رفع عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق في الدرجة الأولى الى ثلاثة. فقانصوه دافع بشراسة عن رؤيته، التي رأى أنها لا ترمي إلى توفير الأموال بل لتطوير اللعبة لإخراجها من أزمتها. فقانصوه انطلق من واقع مادي صعب للأندية، يستفحل موسما بعد آخر حتى وصلت الأمور الى نقطة اللاعودة، فكان السعي الى «حقنة المورفين» عبر رفع عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق. يقرّ قانصوه بأن تطوير اللعبة يحتاج الى استراتيجية وجلسات طويلة، لكن نتيجة تعذّر هذا الأمر أولاً بسبب غياب الكوادر الصالحة لهذه المهمة، وضيق الوقت، لا بد من قرار يساعد الأندية على الاستمرار. فقرار رفع عدد الأجانب يساعد على انتشار اللاعبين اللبنانيين ليس فقط في فرق الدرجة الأولى، بل حتى الى فرق الدرجة الثانية. فهناك حالياً 130 لاعباً لبنانياً في الدرجة الأولى، لا بد أن يتوجه خمسون منهم الى الدرجة الثانية كي يحصلوا على فرصة اللعب.
ويرفض قانصوه مقولة أن القرار يضرب المنتخبات والفئات العمرية. فالمنتخب الأول سيحصل على عدد كاف من اللاعبين حتى لو كان عددهم اثنين فقط في كل فريق. ومن الطبيعي أن يكون هناك ثلاثة لاعبين لبنانيين بارزين في كل ناد، ما يعني وجود 30 لاعباً على الأقل يمثلون عماد المنتخب اللبناني الذي يحتاج الى 12 لاعباً غالباً ما يشارك ثمانية منهم فقط. أما بالنسبة إلى لاعبي الفئات العمرية، ففرق الدرجة الأولى ليست المكان الصحيح لهم، بل عبر تنظيم بطولات مخصصة لهم تجري الاضاءة عليها إعلامياً، ويخوض من خلالها عددا كبير من المباريات، لا أن يجري تجميع المنتخبات كما يحصل حالياً، وتحديداً منتخب دون الـ 16 عاماً، الذي يرى قانصوه أنه «تعرّض للاغتصاب في دبي، حين لعب مع منتخب إسبانيا بطل أوروبا، الذي يخوض لاعبوه عدداً كبيراً من المباريات».
ويرى قانصوه أن قرار رفع عدد الأجانب هو الذي سيجبر الأندية على مراجعة نفقاتها، ويسمح للأندية المتوسطة الحال مادياً كهوبس بالقدرة على إنشاء فريق منافس، فيما الحال حالياً لا تسمح بضم لاعب لبناني واحد نظراً إلى ارتفاع الأسعار. ويقر رئيس نادي هوبس بعدم القدرة على وضع ضوابط قانونية للانفاق المالي في الأندية، وبالتالي فإن الحل المؤقّت يكون عبر زيادة لاعب أجنبي.
رئيس هوبس لم ينف تضرر النادي الرياضي من المشروع لارتباطه بعقود طويلة مع لاعبين محليين «اتفهم موقف النادي الرياضي، لكن انا ضد ان يجلس اللاعب على مقاعد الاحتياط ولا يلعب»
ويبدو أن موقف هوبس يتقاطع مع موقف المتحد، الذي تبدو إدارته واضحة من ناحية موازنة الموسم المقبل، التي لن تتخطى الـ 700 ألف دولار، وبالتالي إما أن يكون القرار بثلاثة لاعبين أجانب، وهو ما يسمح لهم بإنشاء فريق منافس أو خوض المنافسات باللاعبين الصغار مهما كان الثمن. وهذا حال نادي الشانفيل أيضاً، كما أشار أمين سره خالد مجاعص لـ «الأخبار» على هامش المؤتمر.