كثيرة هي الاسماء التي وصلت الى الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم او تنقّلت بين انديته بمبالغ قياسية، من دون ان تصيب النجاح الذي يخوّل ادارات الاندية نسيان المال الكثير الذي دفعته لأجلها. مقولةٌ قد تزعج محبي مانشستر يونايتد الذين يعيشون اليوم حلماً اسمه أنخل دي ماريا الذي حطّ في «اولد ترافورد» بصفقة هي الاكبر في تاريخ الـ «بريميير ليغ».
لكن قد يأتي البعض هنا ليقول ان امكانات النجم الارجنتيني كبيرة جداً، ومن سابع المستحيلات ان يفشل مع «الشياطين الحمر»، فهو ببساطة افضل لاعب جناح ايسر في العالم بنظر العديد من النقاد، واسلوبه يتناسب كثيراً مع الدوري الانكليزي الذي تعتمد فيه الفرق على الاجنحة السريعة. أضف ان مانشستر يونايتد اعتمد لاعباً يشبه دي ماريا منذ الماضي البعيد، وكان آخر المتألقين على الميسرة المدرب المساعد حالياً الويلزي راين غيغز، الذي شُبّه دي ماريا به كثيراً بعد الاداء الذي قدّمه في المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا في الموسم الماضي حيث كان رجل اللقاء من دون منازع.
لكن بعض الامثلة قد تسقط كل هذه الاوصاف، وخصوصاً انه في العصر الحديث للعبة دُفعت الملايين في العديد من النجوم الذين قَدِموا الى انكلترا بهالةٍ اكبر من تلك التي حملها دي ماريا معه من العاصمة الاسبانية، لكن الفشل كان في انتظارهم بنسبٍ متفاوتة، لا بل ان بعضهم لم يقدّم نصف ما أطلق شهرته ومنحه كل تلك النجومية.
كذلك، لم يرتقِ البعض الآخر الى حجم المبلغ الذي دُفع، ولعل ابرز من يمكن الكلام عنه حول هذه المسألة هو صاحب الصفقة الاعلى في الـ «بريميير ليغ» قبل وصول دي ماريا. وهنا الحديث عن الاسباني فرناندو توريس الذي انتقل من ليفربول الى تشلسي مقابل 50 مليون جنيه استرليني، ليحصل ايضاً على راتبٍ عال جداً. لكن كل هذا لم ينعكس ايجاباً على اللاعب، اذ تحوّل من ماكينة اهداف الى مهاجمٍ يحاول اهدار اقل عددٍ من الفرص في كل مباراة، في ظاهرة لم يوجد اي تفسير لها حتى الآن، لدرجةٍ وُصف فيها «إل نينيو» بأنه لاعب غولف لا اكثر.
وقبل توريس بثلاثة اعوام، وتحديداً عام 2008، قام البرازيلي روبينيو بنقلةٍ مشابهة لتلك التي قام بها دي ماريا، في صفقةٍ بلغت قيمتها 32 مليون جنيه. الا ان هذا اللاعب الذي قيل انه سيكون خليفة «الملك» بيليه، سقط تحت ضغوط الدوري الانكليزي وخرج مطأطأ الرأس من مانشستر سيتي.
واذا سلّمنا جدلاً بأن توريس وروبينيو هما من نجوم الصف الثاني كما يقول البعض، فإن الاوكراني أندري شفتشنكو حمل الكرة الذهبية قبل مجيئه الى تشلسي عام 2006 مقابل ما يقارب الـ 31 مليون جنيه. الا ان «شيفا» لم يعرف الطريق الى الشباك سوى نادراً مع «البلوز» فتمّت اعادته الى ميلان الايطالي معاراً، بعدما بدا انه فقد لمسته التهديفية السحرية.
...وتطول اللائحة لتصل الى آخر «صرعات» العصر الحديث في سوق الانتقالات الانكليزية، وهو المهاجم المحلي أندي كارول الذي ارتدى قميص ليفربول قادماً من نيوكاسل يونايتد مقابل 35 مليون جنيه. الا انه لم يكن يستحق فقط عدم دفع هذا المبلغ به، بل تبيّن انه لا يصلح حتى لارتداء قميص الـ «ريدز».




المصاعب تنتظر دي ماريا

لم يخفِ مدرب مانشستر يونايتد لويس فان غال قلقه حول ما يمكن ان يقدّمه أنخل دي ماريا، فهو اذ اعتبر ان الارجنتيني يمكنه المساهمة في تحسّن مستوى الفريق، فقد قال انه «لا يجب علينا ان نتوقع تغيير أمورنا بداية من الغد». وأضاف: «يجب عليه التكيف مع الثقافة في انكلترا، وثقافة الدوري الانغليزي الممتاز وفلسفة مانشستر يونايتد».