لم يكن هناك أي تشابه في الطريقة التي عبر بها النجمة والصفاء الى المباراة النهائية لكأس النخبة. وربما يمكن القول إن الطريقة التي تأهل فيها كلّ من الفريقين تعكس الى حدّ ما نسبة الجهوزية التي وصل كلّ منهما إليها، وهذا الأمر بان أصلاً منذ انطلاق كأس النخبة وحتى الدور نصف النهائي الذي أقيم بعد ظهر أمس.
في ملعب برج حمود، لم يتمكن النجمة من التخلّص من عقبة طرابلس الرياضي بالسهولة التي كان يتوقعها، فالفريق الشمالي وقف ندّاً عنيداً طوال الدقائق الـ 120 التي لعبها الفريقان حيث كان التعادل السلبي سيّد الموقف. ويمكن اعتبار أن ركلات الترجيح أنصفت النجمة عندما منحته الفوز 7-6 (سجل له عباس عطوي، التونسي حمدي مبروك، محمد حمود، محمود سبليني، خالد تكه جي، قاسم الزين ومحمد شمص)، فالفريق «النبيذي» كان الطرف الأفضل طوال اللقاء، وأصاب القائم عبر خالد تكه جي والعارضة عبر عباس عطوي، وذلك رغم أنه لعب منذ الدقيقة 39 منقوصاً بعد طرد حارس مرماه أحمد تكتوك لعرقلته وليد فتوح المنفرد به خارج منطقة الجزاء. وهذه الفرصة كانت واحدة من فرصتين خطيرتين لطرابلس، حيث تصدى الحارس الاحتياطي علي السبع للغاني بيكو ببراعة، علماً بأنه في ركلات الترجيح كان السبع على الموعد بإبعاد الركلة الطرابلسية السابعة التي سددها عبد الله مغربي بعدما كان زملاؤه قد سجلوا، وهم: عبد الله طالب، خالد العلي، أحمد مغربي، حمزة العلي، الحارس عبدو طافح وأحمد دياب.
ويبدو أن النجمة خرج بإيجابيات من هذه المباراة الصعبة، إذ بدا المدافع التونسي مبروك بصورة جيّدة مرة جديدة بعدما كان قد قدّم مستوى طيّباً في المباراة الودية التي خاضها الفريق أمام منتخب لبنان، وهذا الأمر قد يحسم مسألة الأجنبي الثالث في الفريق وينهي بحث المدرب الألماني ثيو بوكير عن قلب دفاع، وخصوصاً أن الوقت بدأ يداهم الفريق الذي يستعد للدفاع عن لقبه، علماً بأن الجهاز الفني كان راضياً عن أداء مبروك الذي أظهر مستوى مميزاً أمس، رغم أن جهوزيته البدنية غير مكتملة حتى الآن.

الصفاء - السلام زغرتا (2-0)

الصفاء، الذي هزم النجمة بهدفين نظيفين في افتتاح مشوارهما ضمن المسابقة، لا يزال يظهر بصورة جيدة رغم التغييرات التي يجريها المدرب سمير سعد في كل مباراة، حيث سُجّلت هذه المرة مشاركة أكبر للاعبين جارد شومان، مصطفى قانصوه، علاء البابا والبديل حاتم عيد، ومنحهم فرصةً أكبر لإثبات حضورهم، في ظل لعب فريقهم بأجنبي واحد هو السوري طه دياب.
لكن السحر في التبديلات التي أجراها المدرب سمير سعد كان في الشوط الثاني عندما انقلبت الأمور على ملعب العهد لمصلحة الصفاء بعدما كان السلام زغرتا الأفضل، لكن من دون فعالية حيث لعب من دون أي عنصر أجنبي، وكاد يسجّل في الشوط الأول بواسطة محمود مرعوش، قبل أن يتصدى له الحارس زياد الصمد (11)، ثم عندما لعب أحمد الخطيب كرة من داخل الصندوق إثر ركلة ركنية أحدثت دربكة، فحوّلها إلى جانب القائم الأيمن (32).
لكن اللافت أن إمكانات بعض اللاعبين اللبنانيين لدى بطل مسابقة كأس لبنان كانت محدودة، وقد برز منهم الوافد الجديد عمر عويضة الذي لم يجد المساندة المطلوبة في أحيانٍ عدة، ما يدلّ على حاجة الفريق الى تعزيز صفوفه بشكلٍ سريع، وخصوصاً أن تشكيلته لا تزال مجهولة المعالم، وهو الذي يقف على أبواب البطولة المحلية، إضافة الى تمثيله لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي. كذلك، أبعد الحارس محمد دكرمنجي بعض الكرات الخطرة في الشوط الثاني، إحداها لدياب من ركلة حرة سددها صاروخية، وأخرى لمحمد حمود سددها من مسافة قريبة، ما يشير الى أن اللاعبين الجدد في الفريق يؤثرون إيجاباً، لكن مع إجراء تعاقدات أخرى ستكون الأمور أفضل بكثير.
وفي الوقت الذي لم يكن فيه المدرب الهولندي بيتر مندرتسما موفّقاً في تبديله بإخراج أفضل مدافعيه، الخطيب، انكشف الخط الخلفي لديه، فاستغل سعد الأمر بأفضل طريقة ممكنة عبر تبديلين مثمرين حسما المباراة لمصلحة الصفاء بنتيجة 2-0.
الضربة الموفقة الأولى كانت بعد نزول علي السعدي بخمس دقائق، حيث حوّل كرة حرّة لعبها دياب برأسه الى يمين دكرمنجي الذي اكتفى بالتفرّج عليها في الدقيقة 71. أما الضربة الثانية، فكانت بعد 10 دقائق تماماً، فمن أول لمسة هزّ روني عازار الشباك، مستفيداً من توغل فردي وعرضية لحسن هزيمة.