بين البراءة والإدانة، تقف قطر اليوم في ما خصّ ملفها المتعلق بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022. ففي الوقت الذي يسود فيه الترقب لمعرفة نتائج التحقيق حول مزاعم الرشى، الذي أجراه الاتحاد الدولي، يشدد على تأكيد براءتهم بخصوص الاتهامات التي وجّهت إليهم من جهاتٍ مختلفة.
ناصر الخاطر، المدير التنفيذي للاتصالات والتسويق في اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم، كان آخر المتحدثين حول المسألة، إذ أبدى ثقته ببراءة بلاده وبسلامة إجراءات منحها حق تنظيم المونديال من دون ارتكابها أي مخالفات.
كلام الخاطر جاء خلال مؤتمر «سوكريكس» المنعقد في مدينة مانشستر الإنكليزية، حيث قال: «نثق دائماً بموقفنا وبالطريقة التي عملنا بها خلال مرحلة ترشحنا لاستضافة المونديال».
وتابع متحدثاً عن الانتهاكات الإنسانية بحق الإمارة الخليجية في ما خصّ العمال الأجانب، والتي أثارت ضجة كبيرة حول العالم إثر وفاة عدد كبير منهم في ظل ظروف عمل صعبة: «نحن لا نهرب من المشاكل.
هناك تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر بقضايا حقوق العمال، وقلنا دائماً إن كأس العالم ستكون عاملاً محفزاً للتغيير في مجتمعنا. كل هذا سيستغرق وقتاً طويلاً. لن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، لكننا سنرى تقدماً كبيراً».
في سياقٍ متصل، برز أمس ما طالب به نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، جيفري ويب، بنشر التقرير الذي وضعه المحقق الأميركي مايكل غارسيا عن كيفية منح شرف استضافة كأس العالم لروسيا عام 2018 ولقطر عام 2022.
ففي المؤتمر نفسه الذي تحدث فيه الخاطر، ردّ ويب على سؤال حول وجوب نشر تقرير غارسيا المحول الى القاضي هانز ــ يواكيم إيكرت في لجنة الأخلاقيات: «نعم، من دون أي شك». وعمّا إذا كان هناك «إثبات لرشى أو فساد»، أو التأكد من حصول أي خروقات لقواعد الأخلاقيات، اقترح ويب إجراء إعادة تصويت أو منح الاستضافة «للوصيف في التصويت»، علماً بأن الاحتمال الأخير «لن يتسبب بمشكلة» لويب كون الولايات المتحدة، أحد أعضاء الكونكاكاف، ستكون هي المستفيدة منه لحلولها وراء قطر في التصويت الذي أجري نهاية عام 2010.
وكان الاتحاد الدولي قد أشار في وقتٍ سابق الى أن تقرير غارسيا لن ينشر، بل إن القرار النهائي سيكون لغرفة التحقيق القضائية، من دون أن يكشف مضمون التقرير أو حتى العناوين العامة له. كما أنه لم يعلن عن أي موعد لإعلان القرار النهائي لهذه الغرفة.




5 ملاعب قيد الإنشاء



برغم علامة الاستفهام الموضوعة على المونديال القطري، فإن أعمال البناء وتشييد الملاعب، وكذلك أنظمة التبريد، تسير قدماً ووفق الجدول الزمني المحدد، بحسب ما اعلن ناصر الخاطر، الذي كشف عن قرب تدشين ثلاثة ملاعب قبل نهاية السنة الحالية، في موازاة بدء العمل في بناء استادين آخرين.
وقال الخاطر: «هذه الملاعب الخمسة ستكون جميعها قيد الإنشاء قبل نهاية السنة، لذا نحن في وضع جيد، ونثق في قدراتنا على انجاز الملاعب قبل الموعد المحدد لها من الاتحاد الدولي لكرة القدم».
وأبدى الخاطر ارتياحه لسير الأعمال الحالية في بعض المشاريع، مشيراً الى ترقّب ما سيصدر عن «الفيفا»، الذي كان قد اجتمع اخيراً لمناقشة الموعد الأمثل لاقامة المونديال للمرة الأولى، وسيجتمع مرة أخرى في تشرين الثاني المقبل للهدف عينه.