ما حصل ليس جديداً في إيطاليا، وكثرة الجدل حوله ليست بالامر الجديد ايضاً، فالمشاكل الكروية في بلاد «الكالتشو» تصل الى «ملاعب» السياسيين حتى، فضلا عن اللاعبين والمدربين والجمهور طبعاً، والأهم وسائل الإعلام.
الحكام والمشاكل في المباريات وجدلية القرارات الصحيحة من الخاطئة، كلها تبيّن بين فترة وأخرى صعوبة وضع الكرة في إيطاليا، والانفجار الحاصل حالياً يشبه الى حدٍّ ما ذاك الذي حصل عشية الكشف عن فضيحة الـ «كالتشوبولي» التي اطاحت عام 2006 يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية. وهنا التصويب على الأزمة التي قد لا تنتهي بين يوفنتوس وروما.
في المباراة الأخيرة بينهما في الأسبوع السادس من البطولة، تغلب «اليوفي» على «الذئاب» 3-2 في لقاء شهد الكثير من استخدام القوة والتدافع البدني بين اللاعبين، وحالما انتهت المباراة، بدأ الجدال حول إذا ما كان فوز «السيدة العجوز» مستحقاً.
ثلاث ركلات الجزاء، اثنتان ليوفنتوس وواحدة لروما. لا شك في أن قرارات الحكم جانلوكا روكي كانت مؤثرة جداً في مسار المباراة، وخصوصاً في ركلة الجزاء الثانية المحتسبة ليوفنتوس، التي أتت قبل اطلاقه صافرة نهاية الشوط الأول. ببساطة كانت الركلات الثلاث غير صحيحة، وهذا ما اتضح في التحليلات بعد المباراة.
أول من أمس، خرج كل داعم معنوي أو مادي للفريقين بهذا الخيار: «أنا مع فريقي، مهما حصل من قرارت على أرض الملعب، صحيحة كانت أم غير ذلك».
انقسم السياسيون ووسائل الإعلام حول
ما جرى في المباراة

كل التصاريح من الوسائل الإعلامية والمدربين والسياسيين كانت منحازة، ما عدا ما قاله حارس يوفنتوس جانلويجي بوفون، الذي كان منطقياً وصريحاً عندما اشار الى «ان نتيجة المباراة لا تعني شيئاً على صعيد المقارنة بين مستوى الفريقين»، مؤكداً «أن الفجوة بينهما اختفت، وأن كليهما أصبح يسير بجوار الآخر على صعيد القوة».
تبدو هذه النقطة هي الإيجابية الوحيدة في كل ما حدث، إذ أعادت هذه المباراة بريق «الكالتشو» على صعيد المنافسة الحامية الوطيس. «الأسطورة» الأخرى، في الملعب كان فرانشيسكو توتي. توتي، كما يكون دائماً، عصبياً عند الخسارة، لفت الى أن تلك الاشياء تحدث وتتكرر على نحو لافت مع «اليوفي»، المؤكد «أننا لم نخسر منهم في هذه الليلة». هذا الكلام لا يتلاقى مع كلام بوفون. هذان النجمان المخضرمان، إضافة الى أندريا بيرلو، يشعون في سماء الكرة الإيطالية المظلمة.
لم تهتم وسائل الإعلام الإيطالية التي انقسمت وفقاً لانتمائها، بذلك، بل صبّت الزيت على النار. صحيفة «لا كورييري ديللو سبورت» الداعمة لفريق العاصمة، عنونت: « بطولة غير شرعية»، مشيرة في عنوانها الفرعي إلى فوز يوفنتوس بفضل قرارات الحكم. أما صحيفة «توتو سبورت»، التي تصدر من تورينو فقد احتفلت بفوز يوفنتوس الذي وضعه على صدارة الترتيب العام، ولم تشر إلى أي اخبار تتعلق بالحكم وقرارته. وأخيراً، كانت صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» التي تصدر من ميلان، الأكثر موضوعية، وأكدت أن ركلات الجزاء الثلاث التي احتسبت للفريقين كانت جميعها قرارات خاطئة من حكم المباراة.
هل عدنا للحوادث القديمة؟ يتساءل الجمهور الإيطالي الذي تعب من كل هذه المشاكل في عالم كرته. تعب من تدخل السياسة فيها، أحزاب يمينية ويسارية، ومن حكام يعانون طفرة في الزمان والمكان عند اتخاذ القرارات. لطالما كان التحكيم في إيطاليا من الأفضل في أوروبا. ومن المؤسف حاله اليوم اذا ما كان روكي يمثل صورة عنه.
ردّ الاتحاد الإيطالي على هذه الصورة سريعاً، وما أعلنه يبشر خيراً: «اراحة» (توقيف) روكي حتى تشرين الثاني المقبل...
يوفنتوس استفاد من التحكيم سابقاً، ومثله فعلت أندية أخرى. لا أحد بريئا على الإطلاق. حيثما تميل الكفة السياسية في البلاد، تميل معها البطولة على نحو عام. ظلما معاً، يوفنتوس وروما، لكن دائماً هناك رابح وخاسر. المنافسة لم تنتهِ والمشوار طويل، لكن يجب معرفة أن مباراة الإياب في روما لن تكون سهلة على الإطلاق.
الحل الذي بات يتحدث عنه الجميع، من قيّمين على الاتحاد ومدربين ولاعبين، هو مساعدة الحكام بادخال التكنولوجيا الى اللعبة.