يخوض منتخب لبنان لكرة القدم مباراته الودية الثانية حين يحلّ ضيفاً على المنتخب السعودي اليوم عند الساعة 20.15 بتوقيت بيروت في مدينة جدة. ويأتي المنتخب اللبناني من خسارة ثقيلة أمام مضيفه القطري بخماسية نظيفة يوم الخميس الماضي في الدوحة. المنتخبان القطري والسعودي يستعدان لمسابقة كأس الخليج التي ستقام في السعودية الشهر المقبل.
أما منتخب لبنان فمن المفترض أن يكون الاستحقاق الأقرب له هو تصفيات أولمبياد ريو دي جانيرو، ما يعني أن المنتخب الأولمبي هو من يجب أن يستعد. لكن واقع حال المباريات التي خاضها أو سيخوضها المنتخب اللبناني (هناك مباراة ثالثة مع الإمارات في 6 تشرين الثاني) لا يشير الى أن الأولمبي هو من يستعد. فأسماء اللاعبين الذين يشاركون بمعظمها من المنتخب الأول، كلاري مهنا ونور منصور ووليد اسماعيل وهيثم فاعور وسيرج سعيد ومحمد غدار وحسن معتوق وحسين عواضة، الى جانب بعض اللاعبين الشباب كحسين ابراهيم وغازي حنينة ومهدي فحص وجارد شومان وغيرهم. هذا الواقع يشير الى ضبابية في هوية المنتخب، فهل هو الأول أم الأولمبي؟ فقدان الهوية هذا قد ينعكس سلباً على سمعة المنتخب اللبناني في حال تكررت نتيجة قطر أمام السعودية الأقوى، ما سيشوّه الصورة الناصعة التي أصبح عليها منتخب لبنان في السنوات الثلاث الأخيرة. هذه الصورة هي التي تدفع المسؤولين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وتحديداً الرئيس هاشم حيدر ورئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين، الى عدم المجازفة وخوض المباريات بالمنتخب الأولمبي كما يريد المدير الفني الإيطالي جوسيبي جيانيني. فالأخير، وضمن مشروعه الذي قدمه الى قمر الدين الذي يمسك حالياً بملف المنتخب الأول وحيداً وبالتشاور مع حيدر، يبدي استعداده لإعداد منتخب أولمبي للمستقبل وتحمّل مسؤولية النتائج مهما بلغت فداحتها ما دام يُعدّ منتخباً جديداً. لكن استعداد جيانيني اصطدم بالدعوات الموجهة الى لبنان، التي كانت تشير الى رغبة المنتخبات الداعية إلى مواجهة المنتخب الأول.
لا يمكن إعداد المنتخب الأولمبي عبر إشراك لاعبي الصف الأول


يحتاج بناء منتخب للمستقبل إلى قرار شجاع من الاتحاد

هذا الأمر دفع بأعضاء اللجنة التنفيذية الى الطلب من جيانيني عدم المشاركة بالمنتخب الأولمبي فقط، بل بالمنتخب الأول مع تطعيمه بلاعبين أولمبيين، أولاً بسبب طبيعة الدعوة الموجهة الى لبنان، وثانياً خوفاً من خسارات ثقيلة تشوّه سمعة المنتخب اللبناني. وفي السبب الثاني بيت القصيد، ذلك أن بناء أي منتخب يحتاج الى قرار شجاع بتحمّل الخسائر على المدى القصير بهدف حصد النتائج على المدى البعيد. لكن هذا الأمر يحتاج الى تعاون جميع الأطراف والوقوف خلف منتخب لبنان الذي هو منتخب كل الوطن، وليس التعاطي معه كأنه منتخب هاشم حيدر ومنسّق المنتخب رشيد نصار، أو هو منتخب أحمد قمر الدين كونه يتولى بشكل كامل الإشراف حالياً على عمل المنتخب منذ حل لجان المنتخبات بعد تايلاند. فبناء منتخب جديد يتطلب تصفية للنيات والجلوس إلى طاولة واحدة من دون خلفيات وحسابات شخصية، واتخاذ قرار موحد حول طبيعة المنتخب الذي سيجري بناؤه للمستقبل، ويعمل الجميع على تنفيذ هذا القرار، لا تسليمه لشخص واحد وانتظاره عند أول منعطف، سواء كان هذا الشخص حيدر أو قمر الدين أو غيرهما. ففي النهاية الموضوع يتعلّق بمنتخب لبنان وسمعته ومستقبله، والتاريخ لن يسجّل ما سيتحقق لشخص بل لبلد.
وقد يأتي البعض ويقول إن أي مشروع مثل هذا لا يمكن أن يكون جيانيني طرفاً فيه، نظراً إلى وجود اقتناع لدى كثيرين بعدم أهليته للعب هذا الدور. لكن هناك مسألة أن جيانيني مستمر حتى تموز 2015، ما يعني أن هناك فترة تسعة أشهر من العمل بإشرافه لا بد من الاستفادة منها، وهذا ما يتطلب تشكيل لجنة فنية تعمل الى جانبه وتقوم بإرشاده ومساءلة خياراته، خصوصاً أن بعضها بدا غير موفق على صعيد الأسماء والمهمات الموكلة اليها. فهناك أسماء عدة لمدربين لهم خبرتهم وتجربتهم كجمال طه وجمال الحاج وموسى حجيج ومحمد زهير واسماعيل قرطام ومحمد الدقة وفادي العمري يمكن تشكيل لجنة رباعية منهم تكون قادرة على مناقشة جيانيني في خياراته وتوجهاته، ولو فقط من باب النصح، لكونهم يعرفون خبايا اللاعبين أكثر منه.