تتوالى المشاكل مع أرسنال ومدربه أرسين فينغر. إنها لعنة القدر التي تلاحقه وتعانده دائماً عند وضعه هدفاً محدداً يريد السعي إليه. مرةً مشاكل إدارية، ومرة تلاحقه مشاكل إصابات اللاعبين. هناك دائماً ما يقف بوجه هذا المدرب مذ بدأ تدريب أرسنال عام 1996.
كان ينجح في الهروب من المشاكل لامتلاكه نجوماً من أهم لاعبي الكرة سابقاً، حين كانت السوق لا تزال طبيعية من دون جنون المال. كلامه عن سوق «العرض والطلب» في كرة القدم العالمية جعله يغرّد وحيداً ضد السوق الحالية والأسعار والرواتب التي بات يعرفها الجميع. لسنوات عدة، رفض فينغر أن يكون جزءاً من هذا السوق، لحين تعاقده مع الألماني مسعود أوزيل بـ 50 مليون يويو، حيث تخلى عن فكرته بإصدار قانون الموازنة المالية لترشيد الإنفاق بمساواة المداخيل، وغصباً عنه صار جزءاً من اللعبة.
اليوم، يريد فينغر تدعيم خط الدفاع للفريق في كانون الثاني المقبل، بعدما عانى كثيراً من إصابات مفاجئة وتوقيفات، منها غياب الفرنسي لوران كوسييلني لفترة طويلة وأوزيل لستة أسابيع، الى إصابة الفرنسي الآخر ماتيو ديبوشي، وأخيراً إيقاف كالوم شامبرز.
قرر فينغر الاعتماد
على استقطاب أسماء شابة في سوق الانتقالات الشتوية



مرةً أخرى، يخطئ فينغر ويقرر الاعتماد على استقطاب أسماء شابة في سوق الانتقالات الشتوية. في خط الدفاع، مدافع سلتيك الاسكوتلندي فان ديك (23 عاماً) الذي قدم مستوى رائعاً مع فريقه منذ انضمامه إليه في 2013، وفي الهجوم، لاعب تشلسي المعار إلى صفوف أينتراخت فرانكفورت الألماني، الشاب البرازيلي لوكاس بيازون.
كالعادة، تقابل أهداف فينغر مشاكل عدة، هذه المرة مع الرئيس التنفيذي للنادي إيفان غازيديس الذي صرح بأن النادي لا يملك أموالاً طائلة يمكن إنفاقها على التعاقد مع مزيد من اللاعبين الجدد، إذ أنفق أخيراً ما لا يقل عن 60 مليون جنيه استرليني.
خلال الأعوام السابقة، اشتكى مشجعو «الغانرز» من قلة نسبة صرف الأموال على لاعبين كبار، لكن هذه الشكاوى عوضتها استطلاعات الرأي التي أجراها صندوق مشجعي الفريق لـ 70 في المئة منهم، وأعربوا عن سعادتهم بتمديد فينغر عقده لمدة ثلاثة أعوام. يأتي هذا الكلام بعد الفوز بكأس انكلترا، لكن فجأةً تتساءل الصحف حالياً عن موعد رحيله. في هذا الشق تحديداً، يقف رئيس مجلس إدارة النادي تشيبس كيسويك الى جانبه.
فينغر أوقع نفسه بهذه المتاهة، أي انقسام الإدارة تجاهه في خيار الإبقاء عليه من دون دفع دولارات، كالسنين التي خلت، أو التخلي عنه لأنه «لا نملك أموالاً طائلة».
دفع ارسنال حوالى 35 مليون جنيه استرليني لبرشلونة مقابل الحصول على خدمات التشيلياني أليكسيس سانشيز الذي يلعب دور البطولة وحيداً، في ظل غياب أوزيل، و16 مليون جنيه استرليني مقابل داني ويلبيك.
هذه مبالغ طائلة بالنسبة الى إدارة أرسنال، وفينغر هو من وقع في شر أفعاله الصحيحة مبدئياً، الى أن عاد عن قراراته وطالب بالدعم ليكون أكثر قوة.
المباراة المقبلة في المرحلة الثامنة من الدوري أمام هال سيتي محسومة نسبياً لمصلحة «الغانرز». قد تصدق بعض الانتقادات لطريقة لعب فينغر الفنية التي بقيت على حالها منذ سنوات. وعليه أن يعي أن فكره الكروي بات مكشوفاً، ولا تنفع خياراته في كل المباريات. يحتاج الى التطور في السنوات الثلاث المتبقية من عقده وزيادة الإسراف في الدفع إذا ما توفر، علَّه يعيد أمجاد أرسنال في الدوري الإنكليزي من دون الاكتفاء بالبقاء ضمن الأربعة الكبار.