كانت الجولة الرابعة من تصفيات كأس أوروبا 2016 على موعد مع رقمين لافتين. الأول حققه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في المباراة أمام أرمينيا، الذي أصبح بفضل الهدف الوحيد في المباراة، الذي قاد به «برازيل أوروبا» إلى الفوز، أفضل هداف في تاريخ تصفيات ونهائيات الـ «يورو» بـ 23 هدفاً، متخطياً الدنماركي يون دال توماسون والتركي هاكان سوكور. أما الثاني فحققه النجم الإنكليزي واين روني، الذي دخل في المباراة أمام سلوفينيا التي سجل فيها هدفاً من ركلة جزاء نادي المئة بقميص «الأسود الثلاثة».
هي مصادفة لا شك، أن تشهد هذه الجولة تحقيق هذين النجمين لهذين الرقمين معاً، علماً ان رونالدو سبق روني الى نادي المئة مع بلاده، ذلك أن انطلاقتهما نحو النجومية كانت متزامنة عند انتقالهما إلى مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب التاريخي «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، وكذلك فإن انطلاقتهما الدولية في بطولة كبرى كانت متزامنة وتحديداً في كأس الأمم الأوروبية عام 2004 في البرتغال، والأهم من ذلك كله أن علاقتهما شهدت توتراً كبيراً بعد واقعة طرد روني في المباراة أمام البرتغال في ربع نهائي كأس العالم 2006 في ألمانيا، إثر خطئه على ريكاردو كارفاليو، الذي اتهم فيه «الغولدن بوي» زميله وقتها في «الشياطين الحمر» بالتسبب بنيله البطاقة الحمراء لدى الحكم، وحينها قال عبارته الشهيرة: «من الآن لم نعد زميلين».
لو كان رونالدو لاعباً لإنكلترا لكان قد حصل على الألقاب


بالعودة إلى صيف البرتغال في «يورو 2004»، فقد لفت وقتها النجمان اللذان - للمصادفة أيضاً - كانا في التاسعة عشرة من عمرهما، الأنظار حيث سجل روني 4 أهداف ورونالدو هدفين وصنع آخرين وجرى اختيارهما في التشكيلة المثالية للبطولة، لكن مذذاك سار كل منهما في طريق مختلف على المستوى الدولي، بخلاف تألقهما المستمر على صعيد الأندية.
فمن جهة «الدون»، فإنه قاد البرتغال إلى نصف نهائي مونديال 2006 حيث اصطدم بفرنسا زين الدين زيدان، ومن ثم وصل إلى ربع نهائي «يورو 2008» قبل الخروج أمام ألمانيا، تلاه الوصول الى الدور الثاني لمونديال 2010 حيث اصطدم بإسبانيا وجيلها الذهبي، وبعده التألق اللافت في «يورو 2012» حيث أوقعه حظه العاثر مجدداً في مواجهة الاسبان في نصف النهائي وزاد عليه سوء الحظ بالخروج بركلات الترجيح، وأخيراً كانت السقطة الوحيدة في دور المجموعات لكأس العالم 2014، علماً ان مجموعة البرتغال كانت صعبة، فضلاً عن ان رونالدو دخل البطولة منهكاً بعد مجهوده الكبير في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الاسباني.
أما من جهة روني، فإن تهوّره بطرده أمام البرتغال في ربع نهائي مونديال 2006 تسبب في خروج «الأسود الثلاثة» من البطولة، وبعدها كانت الضربة الكبرى بفشله في ايصال انكلترا الى «يورو 2008»، اما في مونديال 2010 فلم يقدم روني شيئاً يذكر وخرجت انكلترا من الدور الثاني أمام ألمانيا، ثم حصل تهوره الثاني في المباراة الأخيرة لتصفيات «يورو 2012» بطرده أمام مونتينغرو وحرمانه اول مباراتين في النهائيات، قبل أن يخرج في ربع النهائي أمام ايطاليا، حيث انتقدته الصحف الانكليزية بقسوة، ووصفه مدربه حينها، الإيطالي فابيو كابيللو، بأنه «يلعب جيداً فقط مع مانشستر»، وأخيراً كانت الخيبة الكبرى في مونديال 2014 والخروج من الدور الاول حيث نال روني مجدداً نصيباً وافراً من الانتقادات.
في المحصلة، وبلغة الأرقام أيضاً، وبالنظر إلى أن النجمين انطلقا معاً على المستوى الدولي وهما القائدان الآن لمنتخبي بلديهما، تبدو كفة رونالدو وإنجازاته أرجح بكثير على روني، برغم عدم تحقيق أي منهما الألقاب. وما يزيد من تفوّق «سي آر 7» المقارنة بين التشكيلات التي لعب فيها كل من النجمين مع بلديهما، فصحيح أن رونالدو زامل روي كوستا ولويس فيغو لكن في «آخر أنفاسهما» في الملاعب، وبعدها لم يتح له الاستناد الى مجموعة قوية، بل كان، ولا يزال، الوحيد المطالب في البرتغال بفعل كل شيء، أما روني، ففضلاً عن تهوراته التي كلّفت انكلترا غالياً، فقد لعب الى جانب جيل ذهبي ضم لاعبين كفرانك لامبارد وستيفن جيرارد وآشلي كول وجون تيري وغيرهم، وظل عاجزاً عن إفادة إنكلترا التي توسّمت فيه خيراً منذ 2004، كموهبة كبيرة، لفك النحس الذي يلازمها.
يكفينا هنا أن نتخيّل مثلاً لو كان رونالدو بقميص إنكلترا بدلاً من روني، بالتأكيد لكان في جعبة «الدون» حتى الآن، على الأقل لقب كبير، إن لم يكن أكثر.
خلاصة القول: رونالدو يليق بالقيادة وهي تليق به، أما روني فلا.