بالتأكيد كان النجم التشيكي السابق بافل ندفيد يشعر بالسعادة في مدرجات ملعب «أولمبيكو» في العاصمة الإيطالية روما وهو يشاهد فريقه السابق يوفنتوس يفوز على لاتسيو بثلاثية نظيفة، اذ ان ندفيد يدرك أكثر من غيره صعوبة تحقيق هذا الأمر في معقل «النسور»، وهو الذي ارتدى قميص هذا الفريق 6 سنوات قبل توجهه إلى مدينة تورينو التي قضى فيها 9 سنوات.في حقيقة الأمر، ومن دون مبالغة، يبدو «اليوفي» في كفة وباقي فرق ايطاليا في كفة أخرى إلا إذا استثنينا نوعاً ما روما مطارده على صدارة ترتيب «السيري أ»، فيوفنتوس يغرّد خارج السرب بالكرة المميزة التي يقدّمها في بطولة فقدت الكثير من جماليتها في الاعوام الاخيرة، وهو ماضٍ في ابراز قوته الهجومية عبر اكتساح الجميع وكان آخرهم قبل لاتسيو بارما بنتيجة مزلزلة 7-0، ليصل إلى هدفه الـ 28 هذا الموسم والأهم هو الأداء الممتع الذي يبتعد فيه من الحرص الدفاعي والحذر اللذين اشتهر بهما هذا الفريق، وهذه القوة الهجومية أراحت خط دفاع «البيانكونيري» وحارسه الأزلي جانلويجي بوفون وجعلتهما بعيدين من الضغط، وهذا ما تظهره المحصلة العامة بتلقي شباك يوفنتوس 4 أهداف فقط منذ انطلاق الموسم.

وبطبيعة الحال فإن أسباباً عديدة تقف وراء هذه الصورة الجميلة ليوفنتوس هذا العام. البداية لا يمكن إلا أن تكون من هذا الشاب الفرنسي الذي يصنع العجائب حالياً في وسط الملعب، ألا وهو بول بوغبا، الذي بات يعيد إلى الأذهان حقبتين ساحرتين في تاريخ الفريق تعودان، للمفارقة، لمواطنيه «الأسطورتين» زين الدين زيدان وقبله ميشال بلاتيني. إذ إن وجود بوغبا، الذي شهد مستواه تطوراً ونضجاً واضحين في الآونة الأخيرة، هو «العلامة الفارقة» في يوفنتوس وقد انعكس إيجابياً على الفريق ككل، اذ إن هذا اللاعب قادر على صنع الفارق في أية لحظة أو عند تقصير المهاجمين وهذا ما فعله أول من امس بهدفين رائعين ينمّان عن ذكاء وثقة مسجِّلهما، فضلاً عن تمريراته الساحرة وتسديداته الماكرة وهذا ما تظهره إحداها في الشوط الأول بتسديدة قوسية، على طريقة مواطنه تييري هنري، أصابت المقص الأيسر لمرمى لاتسيو.
كذلك، لا يمكن إلا التوقف عند الدور الذي يقدمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز حيث يتصدر حالياً جدول ترتيب الهدافين (قبل مباريات الأحد) بـ 9 أهداف ويبدو واضحاً أنه في أحلى فتراته في الملاعب، وهذا ما لم يخفه بنفسه أمس. ما هو اكيد أن الثقة التي مُنحت في تورينو لـ «الأباتشي» وشعوره بالاستقرار انعكسا تألقاً على أرض الملعب والأهم ثباتاً في مستواه، بالإضافة إلى التوظيف الجديد للمدرب ماسيميليانو أليغري للاعبه كـ «جوكر» يسجل الأهداف ويصنعها وآخرها الهدف الأول لبوغبا أمام لاتسيو، حيث يبدو واضحاً التفاهم الكبير بين الثنائي، وهذا ما أسهم ببروز «كارليتوس» أكثر.
فضلاً عن ذلك، لا يمكن إلا الإشادة بأليغري الذي نجح في كسب الرهان والحفاظ على «التركة» الثقيلة التي خلّفها مدرب بحجم أنطونيو كونتي وألقابه الثلاثة المتتالية في «السيري أ»، وأكثر، فإن مدرب ميلان السابق، الذي أراد «الثأر» من بوابة «اليوفي» على إخراجه من «الروسونيري»، أضاف نكهته الخاصة على «خلطة» سلفه بأداء هجومي ممتع عبر خطة 4-3-3 مقدماً أيضاً وجهاً جديداً مميزاً هو الأرجنتيني روبرتو ماكسيميليانو بيريرا المُعار في الصيف الماضي من أودينيزي.
إذاً، لعب هجومي، جمالية ومتعة في الأداء، استقرار فني، وثبات في المستوى، هذه هي حال يوفنتوس هذا الموسم في ايطاليا، وهذا ما مكّن فريق ألليغري من أن يبسط سيطرته على «السيري أ». لكن الأهم من ذلك هو أن ينعكس هذا الوجه الجميل لـ «اليوفي» على الساحة القارية، إذ ما يثير الاستغراب والتعجب أن فريقاً يمتلك كل هذه «العدّة والعتاد» وبالتحديد قائداً خبيراً في وسط الملعب مثل أندريا بيرلو و»سلاحين فتّاكين» كالهداف تيفيز والساحر بوغبا، أن لا يذهب بعيداً في دوري أبطال أوروبا.




ميسي يمحو زارا

دوّن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي اسمه بأحرف من ذهب في الدوري الإسباني، حيث سجّل هدفه الرقم 252 محطماً رقماً قياسياً عمره 59 عاماً، ليصبح أفضل هداف في تاريخ «الليغا»، قبل ان يرفع هذا الرقم الى 253 هدفاً في المباراة التي فاز فيها فريقه على إشبيلية 5-1.
وحطم ميسي بالتالي رقم تيلمو زارا لاعب اتلتيك بلباو السابق، الذي سجل 251 هدفاً مع الفريق الباسكي في 277 مباراة بين عامي 1940 و1955.
وافتتح ميسي التسجيل من ركلة حرة رائعة في الدقيقة 21، ليسجل هدفه الرقم 251 في 289 مباراة مع الفريق الكاتالوني، ثم سجل هدفه الرقم 252 في الدقيقة 72، ورفع النتيجة الى 4-1، واتبعه بهدفه الثالث الذي حمل الرقم 253 بتسديدة قوية بيسراه من داخل المنطقة (78).
وكان ميسي (27 عاماً) قد عادل الشهر الحالي الرقم القياسي لأكبر عدد من الاهداف (71 هدفاً) في دوري ابطال اوروبا المسجل باسم الاسباني راوول غونزاليس مهاجم ريال مدريد السابق.
يذكر ان البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد، يحتل المركز التاسع في الترتيب العام برصيد 177 هدفاً في 197 مباراة، وهو رفع رصيده في نهاية الاسبوع الى 20 هدفاً في 11 مباراة خاضها في «الليغا» هذا الموسم.