انتظرنا الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش، فأطلّ علينا البرازيلي لويز ادريانو، والتشيكي دافيد لافاتا، والسويدي ماركوس روزنبرغ، وغيرها من الاسماء التي لم يكن احد يرشحها لأداء الادوار الاولى على صعيد هزّ الشباك بكثرة في مسابقة دوري ابطال اوروبا هذا الموسم.
ادريانو سجل تسعة اهداف وتصدر لائحة ترتيب الهدافين، متقدّماً على لافاتا صاحب الثمانية اهداف، بينما يقف روزنبرغ في المركز الثالث بستة اهداف. وبعيداً من ميسي الذي يقف خلف هؤلاء بأربعة اهداف، او رونالدو الذي سجل ثلاثة اهداف، فان من يقف بين هذين النجمين، هم لاعبون لم يكونوا في الحسبان ايضاً، باستثناء الفرنسي كريم بنزيما، الذي سجل خمسة اهداف، حمل الرصيد عينه الجزائري ياسين براهيمي والكوري الجنوبي هيونغ مين سون والكولومبي جاكسون مارتينيز والصربي ميروسلاف رادوفيتش.
ويبدو لافتاً ان معظم هؤلاء اللاعبين الهدافين لديه قصة كان لها فصل مختلف عما هو عليه الحال اليوم، بحيث انه لو بقي هؤلاء في الفصل السابق من قصتهم لما كانوا تحت الاضواء حالياً.
«البيتشيتي» الحالي لويز ادريانو دي سوزا دا سيلفا، وبرغم بلوغه الـ 27 من العمر، لم يعرف يوماً الطريق الى منتخب بلاده البرازيل،
كاد أدريانو يدافع
عن الوان اوكرانيا بعد تجاهل البرازيل له


وهو الذي سعى الى هذا الامر من خلال فرض تألقه في الدوري الاوكراني منذ انتقاله اليه للعب بألوان شاختار دونتسك قبل 7 سنوات، حيث سجل حتى الآن 71 هدفاً في 151 مباراة. وهذا الامر حتى دفعه الى التفكير بتمثيل اوكرانيا عندما قال العام الماضي انه قد يقبل الجنسية إذا عُرضت عليه. والى جانب هذا المشهد، كاد ادريانو يبتعد عن شاختار قبل انطلاق الموسم بسبب الصراع السياسي الحاصل بين اوكرانيا وروسيا وما حصل في دونتسك، الا انه عاد وعدل عن رأيه ملتزماً عقده الذي لم يكن بمقدوره فسخه.
دوري ابطال اوروبا بدّل كل هذه المشاهد بالنسبة الى ادريانو، اذ بعد تصدّره لائحة هدافي المسابقة القارية استدعاه مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا ، ولعب اساسياً في المباراة الودية امام تركيا في 12 الشهر الحالي، وبات من نجوم الكرة الاوروبية هذا الموسم، حيث تضعه اندية عدة بين حساباتها في «الميركاتو» الشتوي، ولو انه يبدو شبه مستحيل استغناء شاختار عنه في هذه الفترة الحساسة.
واذا ما تحدثنا عن لافاتا، فان اسم هذا اللاعب برز للمرة الاولى على الساحة الدولية عام 2006 عندما سجل بداية اكثر من رائعة مع منتخب بلاده، مسجلاً هدفين في مرمى ويلز، لكن نجوميته لم تكن بحجم اولئك النجوم التشيكيين الذين لعبوا مع اكبر الاندية في اوروبا، امثال يان كولر وميلان باروش وبافل ندفيد، وحتى ان تجربته الاحترافية الوحيدة خارج تشيكيا مع اوستريا فيينا النمسوي لم تدم اكثر من موسمٍ واحد، حيث عاد الى بلاده، وتوقّع الكل بداية خريف مسيرته مع بلوغه الـ 33 من العمر، الا ان لافاتا خالف كل هذه التوقعات، اذ منذ الموسم الماضي لا ينفك يهز الشباك مع سبارتا براغ مسجلاً 30 هدفاً في 51 مباراة، لا بل شقّ طريقه من جديد الى صفوف المنتخب التشيكي، وسجل هدفاً امام كازاخستان في المباراة التي جمعت المنتخبين الشهر الماضي ضمن تصفيات كأس اوروبا 2016.
وقد تكون قصة روزنبرغ مشابهة لقصة لافاتا، اذ ان هذا المهاجم العائد الى بلاده ايضاً للدفاع عن الوان مالمو وصل الى عتبة سن الاعتزال ببلوغه الـ 32 من العمر، وهو اذ صال وجال في اوروبا متنقلاً بين اياكس امستردام الهولندي وفيردر بريمن الالماني وراسينغ سانتاندر الاسباني ووست بروميتش ألبيون الانكليزي، فانه لم يصل الى هذا المستوى من التهديف، الا انه تحرر مع مالمو حيث شعر بأنه النجم الأوحد، فطغى اسمه في عناوين الصحف السويدية على الاسم الاكبر في تلك البلاد، اي زلاتان ابراهيموفيتش، نجم باريس سان جيرمان، الذي ليس لديه اي مساهمة فعالة حتى الآن في المشوار الاوروبي لنادي العاصمة الفرنسية.
واذ لا يتوقع ان يذهب لافاتا وروزنبرغ في جولة اوروبية اخرى بحيث لا رغبة لأي نادٍ كبير في ضم لاعبين كبار السن، فان براهيمي وسون ومارتينيز، باتوا اسماء مطروحة لتعبئة مراكز ثقيلة في فرقٍ مهمة، والدليل سعي باريس سان جيرمان الى استقطاب النجم الجزائري لتعزيز ترسانته الهجومية التي لا تضم سوى الاسماء اللامعة.