لا يبدو التفاؤل كبيراً هناك في كاتالونيا، إذ إن المتابع للقنوات التلفزيونية الإسبانية والصحف اليومية، يمكنه أن يلمس أن الأمل صغير عند مشجعي برشلونة لإلغاء العقوبة المفروضة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع «البلاوغرانا» من إجراء أي تعاقدات حتى عام 2016، بسبب مخالفته القواعد المفروضة حول التعاقد مع اللاعبين الصغار.خيط الأمل الوحيد يكمن في خروج محكمة التحكيم الرياضي «كاس» بقرارٍ قبل نهاية السنة الحالية، يخفّف من حجم هذه العقوبة الثقيلة، ولو أن هذا الأمر يبدو مستبعداً في نظر الكثيرين. وهذا الأمر يشعر به القيّمون على برشلونة حالياً، وسط ازدياد همومهم مع تذبذب مستوى الفريق في مباريات مختلفة، حيث يظهر أحياناً قوياً، وفي أحيانٍ أخرى متواضعاً. وهذا القلق أيضاً يطلّ على وجوه هؤلاء عند قراءتهم جدول الترتيب العام للدوري الإسباني لكرة القدم، حيث يقف المنافس الأساسي ريال مدريد أمامهم متقدّماً بفارق نقطة، لكن مع مباراةٍ أقل.

والقلق بعدم رفع العقوبة أو جزء منها عن برشلونة، يشعر به أكثر من أي أحدٍ آخر المدرب لويس إنريكه، الذي تسلّم كرة النار مع وصوله لتدريب فريقه السابق، في واحدة من أصعب المراحل التي يمرّ بها. من هنا، كان جليّاً منذ بداية الموسم أن إنريكه يذهب نحو محاولة تدوير اللاعبين وإبقاء الكل في جاهزية تامة وضمن حساسية المباريات لأنه يعرف تماماً أنه لن يكون لديه أي مجال لتعويض لاعبٍ مصاب على سبيل المثال في سوق الانتقالات الشتوية المقفلة بوجه «البرسا».
الأمل صغير عند مشجعي برشلونة لإلغاء عقوبة «الفيفا»

إلا أن حسابات إنريكه يفترض أن تلحظ في الأسبوع الأخير من السنة بعض النقاط التي قد تضرب فريقه بشكلٍ كبير، وهي توجّه بعض اللاعبين لطلب الرحيل بنحو سيجعل التشكيلة ناقصة وخالية من أي أوراقٍ للتعويض في مراكز مختلفة. وهذه المسألة كانت ملموسة في الأسابيع الأخيرة مع طلب الظهير الأيمن مارتن مونتويا الرحيل عن فريقه الأم للبحث عن مكانٍ أساسي في فريقٍ آخر يقدّر إمكاناته. وهنا سيكون السماح لمونتويا بالرحيل خطأً جسيماً، لسببٍ بسيط، ألا وهو أن مونتويا ليس باللاعب السيئ فنياً، إضافة إلى أنه الوحيد القادر على سدّ أي غياب محتمل للبرازيلي داني الفيش، الذي يقترب من خريف العمر الكروي. كذلك، يبدو مونتويا حاضراً للعب في «الليغا» أكثر من الوافد الجديد البرازيلي دوغلاس الذي ظهر بعيداً عن الأجواء في مشاركاته الأولى مع برشلونة.
وإذ يبدو جليّاً أن إنريكه لا يعير اهتماماً لبقاء مونتويا من عدمه، والدليل اعتماده على ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع عند غياب الفيش، فإنه يفترض أن يفكر مليّاً في ما يرجّح أن يطلبه بدرو رودريغيز أيضاً. هذا الجناح المهاجم الذي يخوض موسمه الثامن مع الفريق الكاتالوني قد يجد بعد بلوغه الـ 27 من العمر وفوزه بكل الألقاب الممكنة مع برشلونة، أن الوقت قد حان بالنسبة إليه لخوض تجربة جديدة في مسيرته، خصوصاً أنه أصبح مهمّشاً بعد وصول الأوروغواياني لويس سواريز، وذلك رغم أنه أثبت في مشاركاته هذا الموسم أنه قادر على مزاحمة «العضّاض» على مركزٍ أساسي، والدليل أداؤه في المباراة أمام هويسكا في كأس إسبانيا.
ومن هذه المباراة يمكن أن نعلم الاتجاه الذي يسير نحوه إنريكه في مخططه للمرحلة المقبلة، فهو ككل المدربين الذين تخرّجوا من النادي الكاتالوني يريدون إثبات أن «لا ماسيا» أقوى من أي قرار وأغنى من أي ثروة، من خلال المواهب التي تختزنها، والتي ذهب إنريكه لإعطاء فرصة كبيرة للمتخرجين منها منذ وصوله في الصيف الماضي، حيث برزت سريعاً أسماء منير الحدادي وساندرو راميريز والبرازيلي رافينيا. أما أخيراً، فقد أطلّ المالياني الأصل الإسباني المولد أداما تراوريه، ليضع بصمة تهديفية ويترك ملاحظة صغيرة لأولئك الذين ينتظرون انهيار برشلونة، بأنه عندما تُفتح أبواب «لا ماسيا»، فإن «البرسا» يردّ بالنار (على المتهكمين) التي ستُفتح على الجميع من قبل مواهب جائعة لنسخ كل تلك الأمجاد التي احتفل بها النادي في الأعوام القريبة الماضية.