تختصر صورة استقبال النجم الفرنسي المعتزل روبير بيريس في الهند، حكاية حب الجماهير الهندية للعبة. فوجئ بيريس لاعب أرسنال السابق، بشعبيته الكبيرة هناك، برغم اعتزاله كرة القدم منذ 3 سنوات، وهو عاد اليها من بوابة بلد الـ 1.2 مليار نسمة، ليلعب مع فريق غوا في دوري السوبر الهندي. بيريس كان أحد هؤلاء الذين التحقوا بفريق غوا، أحد الفرق الثمانية في الدوري السوبر الهندي، بينما هناك نجوم آخرون استعانت بهم البطولة والفرق، امثال السويدي فريدي ليونبرغ (مومباي سيتي)، والإيطالي اليساندرو دل بييرو (دلهي ديناموز) والفرنسيان نيكولا أنيلكا (مومباي سيتي)، ودافيد تريزيغيه (بوني سيتي).
خطة ذكية اعتمدها القيّمون على اللعبة هناك، لرفع مستواها في البلاد، ورفع مستوى المنتخب الوطني. هذا هو الهدف الأساسي «أن تصبح الهند من القوى المهمة في صناعة كرة القدم، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026»، بحسب منظمي البطولة المحلية. مشروع طويل الأمد يتطلع اليه منتخب الهند، بعدما فشل في المشاركة في البطولة سابقاً، برغم تأهله إلى مونديال 1950 في البرازيل بعد انسحاب المنتخبات الأخرى من التصفيات، لكنه امتنع عن الحضور. من إنجازاته الفوز بميداليتين ذهبيتين في كرة القدم بدورة الألعاب الآسيوية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وإحرازه المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية عام 1956. بعدها عانى المنتخب التراجع، في ظل معاناة البلاد مشاكل اقتصارية وتنموية في شتى انحاء البلاد.
الخطة التي نُسخت أخيراً، بعدما أثبتت نجاحها في بلدان مجاورة مثل اليابان والصين، سرت، في دوري جديد ينظّم بفكر تسويقي، حيث يستمر 10 أسابيع فقط.
وبالطبع، كان هناك خوف من ألّا يجذب دوري السوبر الهندي، الجماهير كما حصل في بطولة الدوري الهندي الممتاز،
شهدت أول مباراة في
بطولة الدوري الهندي الممتاز حضور 70 ألف مشجع


إلا أنه، وفي المباراة الأولى من البطولة، امتلأ ملعب «سولت لايك» في مدينة كولكاتا بنحو 70 ألف مشجع، فأثبتت البلاد أن ثقافة الكرة لا تزال حية فيها.
الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم، جيروم فالك، قال بعد مشاهدته هذا المهرجان الكروي: «هذه هي كرة القدم، تشعر الآن بأن كرة القدم لها مكان في الهند».
أندية جديدة كلها تلك التي تأسست عام 2014، وسُمّيت بحسب المدن، مثل نادي مومباي سيتي وبون سيتي، وبعضها نسبة إلى الولايات، مثل كيرلا بلاستيرز، التي استثمر فيها، وفي تأسيس البطولة أيضاً، نجوم الكريكت، اي الرياضة الأشهر في الهند، ونجوم السينما الهندية.
ولا شك في أن إغداق رجال أعمال أموالاً كثيرة على الأندية سيعود بالنفع على اللعب، فالتجربة في الصين، بعد الخطوات التسويقية الكبيرة، جعلت لها مكاناً لتجمع العديد من نجوم اللعبة. بعد اللاعبين، هناك نية لاستقطاب مدربين عالميين للمنتخب والأندية. دل بييرو تشجع للتقدم بالخطوة بعد اعتزاله اللعب، إذ إنه يؤدي الآن دور المعلم أكثر من اللاعب، وهو قال منذ فترة إنه يراقب جيداً التجربة التدريبية لمواطنيه فيليبو إنزاغي وفابيو كانافارو وغيرهما. كذلك، هناك نية الانفتاح على أكبر الأندية الأوروبية التي ستصير مع المواسم المقبلة، تُسيِّر رحلات الى الهند لخوض مباريات ودية مع أندية السوق الكبير. صحيح أن تحقيق الأرباح، وتقدّم حال المنتخب، يلزمهما سنوات، لكن العمل الذي اجري حتى الآن يبشر خيراً، نظراً إلى إقبال معلنين من شركات على اللعبة، وكذلك مصنعي الدراجات النارية والسيارات والألبسة الرياضية، بحسب ما قال مدير نادي مومباي ارونافا تشودري، ما يعني أن البطولة تتقدم وتتطور، ونسبة المشاهدة ترتفع الى جانب نسبة مشاهدة الدوري الأكثر متابعة هناك، «البريميير ليغ».
في سنوات مقبلة، ستكون الهند، كاليابان والصين، حاضرة على الساحة العالمية لكرة القدم، وقادرة على صناعة نجوم يصلح تصديرهم الى بلدان أوروبا.