يتجه كثير من اللاعبين الذين صنعوا اسمهم ومجدهم مع فريقهم الأم للعودة إليه، فهو منزلهم الذي تربوا وانطلقوا منه نحو العالمية. إن كانوا قد حققوا النجاحات أو لم يفعلوا، تجدهم يستذكرون ما قدّمه لهم الفريق الأول، فيعودون لتسديد بعض من الدين. الدَين الذي يثقل كاهلهم لما هو مطلوب منهم: نفس ما قدّموه مع ناديهم السابق بالحد الأدنى، إذا لم يكن أكثر طبعاً.
تكررت هذه الظاهرة غير مرة، بعضهم ينجح والبعض الآخر يفشل، ليفتح له النادي الباب بالعودة، وإعادة تلميع نجمه من جديد. هذه مهمة الإسباني فرناندو توريس التالية بعدما فتح أتلتيكو مدريد الأبواب له من جديد وتعاقد معه على سبيل الإعارة لعام ونصف عام قادماً من ميلان الايطالي. تدرج توريس مع أتليتيكو ابتداءً من 1995 قبل الالتحاق بالفريق الأول عام 2000، حيث تمكن من تسجيل اسمه كأهم الهدافين الإسبان في ذلك الوقت. خطف الأضواء لينتقل بعدها الى ليفربول الإنكليزي عام 2007 بصفقة قياسية في تاريخ الدوري الإنكليزي ونادي «الحمر»، بلغت 40 مليون يورو. ازداد بريقاً هناك حتى عام 2011 حينما انتقل الى تشلسي، فبدأ مستواه بالانحدار، لينتقل الى ميلان والآن عاد معاراً إلى فريقه الأصلي.
البرازيلي ريكاردو كاكا أحد هؤلاء الذين عادوا الى فريقهم الأم. منذ صغره تدرج في ساو باولو البرازيلي ولعب له لمدة موسمين، قبل أن يصير معبود الجماهير في ميلان. مواسمه مع ميلان كانت لا توصف، حيث توّج هناك بكل البطولات. بعد ميلان انتقل الى ريال مدريد الذي ضاع فيه جزء من موهبته من عام 2009 إلى عام 2013، فعاد الى ميلان بيته الثاني، ثم الى أورلاندو الذي انتقل منه هذا الموسم الى منزله الأول ساو باولو.
لا يمكن الحديث عن أهم اللاعبين الذين عادوا الى أنديتهم من دون ذكر العاجي ديدييه دروغبا والألماني ميكايل بالاك، لما أظهراه من وفاء لفريقيهما السابقين بالعودة إليهما رغم العروض الكثيرة التي كانت أمامهما. الأول، وبعد حمله تشلسي الى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2012، انتقل الى الصين للعب مع شنغهاي شينهوا، ومنه ذهب إلى غلطة سراي التركي، حيث واصل تألقه، ليتخذ مدرب «البلوز» البرتغالي جوزيه مورينيو قراراً بإعادته الى ملعب «ستامفورد بريدج»، فكانت الموافقة سريعة من دون النظر الى عروض ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي.
يبحث بعض
النجوم في ناديهم السابق عن باب
لتلميع صورتهم


أما الثاني أي بالاك فقد عاد الى باير ليفركوزن، الذي لعب معه منذ 1999 إلى 2002، وتُوّج معه بالدوري المحلي ثلاث مرات، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا. وبعدها انتقل الى بايرن ميونيخ، فتشلسي، وعادة الى ليفركوزن عام 2010، مفضلاً فريقه الذي قدّم العرض الأقل مادياً (12 مليون يورو) على عرض أكبر من فولسبورغ. تييري هنري كان أيضاً من أهم اللاعبين العائدين الى فرقهم. «أسطورة» أرسنال الإنكليزي، وأحد أبرز هدافي «البريميير ليغ» انتقل الى «المدفعجية» قادماً من يوفنتوس، حيث بدأ بإطلاق قذائفه في شباك الخصوم من عام 1999 حتى 2007. بعدها حط في برشلونة الإسباني، ثم في نيويورك ريد بولز الأميركي. ومن ثم طلبه مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر، فلبى النداء سريعاً ولعب على سبيل الإعارة لمدة شهرين.
من اللاعبين القدامى، وأساطير الكرة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا والهولندي يوهان كرويف.
من بوكا جونيورز الأرجنتيني كانت الانطلاقة، حيث اشتهر اللاعب الأفضل عبر التاريخ، وبدأت مسيرته في أوروبا التي امتدت لأكثر من عشر سنوات: برشلونة فنابولي ومنه الى إشبيلية، ثم العودة إلى بوكا جونيورز. عام 1995، لم يجد مارادونا أي فريق قادر على استيعابه أو احتوائه، لإدمانه على المخدرات، إلا فريقه الأول، الذي تعاقد معه رغم قرار «الفيفا» بوقفه.
كرويف وأياكس أمستردام، حكاية لم تنتهِ يوماً. هو لعب مع أياكس من عام 1964 حتى عام 1973، وقاده الى بطولات محلية أوروبية، قبل انطلاقه الى برشلونة (1973-1978) ولوس أنجلس الأميركي (1979)، ثم واشنطن ديبلوماتس الأميركي (1980-1981) وليفانتي (1981) وأياكس مجدداً (1981-1983).