2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي 2010: الأرجنتيني ليونيل ميسي
2011: الأرجنتيني ليونيل ميسي...
... و2012: الأرجنتيني ليونيل ميسي
الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرة رابعة بحوزة ميسي. لا جديد، ميسي الأفضل. نعم، هو الأفضل: اول لاعب في التاريخ يحرز الكرة الذهبية لأربع مرات متتالية. ماذا يمكن أن يقول المرء عن هذا النجم. بالفعل، يعجز اللسان عن وصفه. لا شيء جديد يضاف حول ميسي، هو، بكلمة: من خارج هذا الكوكب.

امس، لم يكن مفاجئاً على الاطلاق أن يحمل المغلف الذي كشف عنه النجم الايطالي فابيو كانافارو، اسم ميسي؛ إذ إن كل المؤشرات والتوقعات والترشيحات كانت تميل لمصلحة «ليو»، وخصوصاً بعد ان تمكن من كسر الرقم القياسي لأفضل مسجل في عام واحد بـ 91 هدفاً. منذ صباح امس، تصدر الأرجنتيني عناوين كبرى الصحف العالمية. قبل زيوريخ السويسرية ليلاً كان ميسي قد نُصّب صباحاً ملكاً على لاعبي العالم في مدريد الاسبانية وروما الايطالية وبرلين الألمانية وباريس الفرنسية وأمستردام الهولندية وبوينوس أيريس الأرجنتينية. بلغات العالم أجمع كان ميسي هو العنوان.
ابن مدينة روساريو كان قد حسم الجائزة حتى قبل رقمه القياسي التاريخي في 2012، بل منذ ان نطق جملتيه هاتين في العام الماضي: «إذا اعطوها (الكرة الذهبية) لأندريس إينييستا، فسيكون ذلك مستحقاً بالنسبة إلى كل ما قدمه في مسيرته وما يفعله في كل مباراة»... و«لقد كسرت الرقم (الألماني غيرد مولر) لكي لا يستمروا في محادثتي عنه». نعم، هاتان الجملتان اللتان هما عيّنتان عن تصريحات «ليو» تبرهنان لماذا احتكر ميسي الكرة الذهبية للعام الرابع على التوالي، اذ ان تواضع هذا اللاعب (بعكس منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو) البالغ فقط 25 عاماً، قبل مهاراته الاستثنائية، كان سبباً في دخوله القلوب. بات من الصعب رؤية الكرة الذهبية بعيدة عن ميسي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو: هل عدم فوز ميسي بالكرة الذهبية أمس كان سيلغي «أسطورة» اللاعب؟ بطبيعة الحال، الجواب هو: لا، وألف لا. فببساطة، لا «الأسطورة» الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، ولا «ملك» الكرة البرازيلي بيليه حملا قبلاً الكرة الذهبية.
هذا السؤال يقودنا إلى لبّ الموضوع، وهو أن الكرة الذهبية في هذا العام كان من المفيد أكثر أن تذهب للاعب كأندريس اينييستا؛ إذ إن عدم ذهابها لميسي لم يكن ليفقده شيئاً من بريقه وتفوّقه على بقية لاعبي العالم والذي بات مسلّماً به حتى ولو لم تكن الكرة الذهبية بين يديه، كما ان عدم فوز رونالدو لا ينقص بتاتاً من نجوميته.
ذهاب الجائزة لإينييستا كان سيشكل انتصاراً لروح الإثارة والمتعة والتشويق التي اشتهرت بها كرة القدم قبل كل شيء. ولكي نقرّب الصورة، فلنأخذ مثلاً ما يحدث في المباريات الكبرى، والنهائية تحديداً، حيث نصادف حكاماً يغضّون النظر في حالات معينة عن طرد لاعب من هذه الطرف او ربما احتساب ركلة جزاء على هذا الطرف لكي لا يفسدوا الحدث حماوته وتشويقه. هذا بالضبط ما افتقده حفل توزيع الكرة الذهبية امس؛ إذ إن النتيجة كانت مضمونة سلفاً لو مهما فعل إينييستا.

إينييستا إلى نادي «المظلومين»

بناءً على ما تقدّم، ومن حيث لا يدري ميسي، فإن إينييستا لحق بركب العديد من النجوم الذين كانوا يستحقون، لما قدموه في الملاعب، الفوز بالكرة الذهبية. فما الذي كان ينقص إينييستا ليحوز هذه الكرة؟
«الرسام» أسهم كثيراً في منح بلاده كأس أوروبا في الصيف الماضي واختير أفضل لاعب في البطولة اضافة الى اختياره أفضل لاعب في اوروبا عن 2012، هذا فضلاً عن أن إينييستا يستحق أن يكافأ على كل ما قدمه في الملاعب منذ قيادته بلاده للقب كأس العالم 2010، وهو ما يمكن ألّا يتكرر مستقبلاً، بالفوز بالجائزة. ألا تستحق اسبانيا المسيطرة بـ«الطول والعرض» على كرة القدم الأوروبية والعالمية منذ خمس سنوات ان يحوز أحد لاعبيها وتحديداً إينييستا الكرة الذهبية تقديراً على ما قدمته؟

هذا الواقع ليس جديداً في ما يخص الكرة الذهبية، فماضي هذه الجائزة يحدثنا عن ظلم كبير لحق بنجوم كانوا يستحقون أن تتسابق عدسات المصورين لالتقاط صور لهم بجانبها. فلنأخذ مثلاً النجم الفرنسي إيريك كانتونا. هل يعقل أن لاعباً مثل كانتونا لم يحمل قط الكرة الذهبية؟ هو الذي زرع سحراً لا يمكن أن ينتشل من ملاعب إنكلترا. لاعب مانشستر يونايتد بين 1993 و1997 لم يكتف بحصد الألقاب مع «الشياطين الحمر»، بل قدّم لمحات لا تنسى في إنكلترا حيث تكفي أهدافه الخيالية للحديث عن عظمته.
مواطن كانتونا النجم تييري هنري قدم ما يستحق وأكثر ليحمل الكرة الذهبية بعد مسيرة خيالية مع أرسنال الانكليزي.
وهذا الأمر ينطبق على الإسباني راوول غونزاليس، «ملك» الأرقام: 323 هدفاً بقميص ريال مدريد الاسباني، وأفضل هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا بـ 71 هدفاً.
هل تذكرون نجم أرسنال الهولندي دينيس بيرغكامب صاحب الفنيات الخيالية؟ رحل من دون أي جائزة. ماذا عن البرازيلي روبرتو كارلوس أحد أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم؟ هل تصدقون أن مسيرة الايطاليين جانلويجي بوفون وأليساندرو دل بييرو ستنتهي حتماً من دون كرة ذهبية، كما سبقهما الى ذلك مواطنهما الكبير باولو مالديني؟
اذاً، بعبارة واضحة: كان من الأجمل، أمس، رؤية الكرة الذهبية بين يدي إينييستا؛ فببساطة، ميسي بات أكبر من الجائزة.



اللاعبون الفائزون بالجائزة:

1956: الانكليزي ستانلي ماتيوز (بلاكبول)
1957: الارجنتيني ألفريدو دي ستيفانو (ريال مدريد الاسباني)
1958: الفرنسي رايمون كوبا (ريال مدريد)
1959: ألفريدو دي ستيفانو (بالجنسية الاسبانية هذه المرة) (ريال مدريد)
1960: الاسباني لويس سواريز (برشلونة)
1961: الايطالي اومار سيفوري (يوفنتوس)
1962: التشيكي جوسيب مازوبوست (دوكلا براغ)
1963: السوفياتي ليف ياشين (ديناموو موسكو)
1964: الاسكوتلندي دينيس لو (مانشستر يونايتد الانكليزي)
1965: البرتغالي اوزيبيو (بنفيكا)
1966: الانكليزي بوبي تشارلتون (مانشستر يونايتد)
1967: المجري فلوريان ألبير (فيرينسفاروفي)
1968: الايرلندي الشمالي جورج بيست (مانشستر يونايتد)
1969: الايطالي جياني ريفيرا (ميلان)
1970: الالماني غيرد مولر (بايرن ميونيخ)
1971: الهولندي يوهان كرويف (اياكس امستردام)
1972: الألماني فرانتس بكنباور (بايرن ميونيخ)
1973: الهولندي يوهان كرويف (برشلونة)
1974: الهولندي يوهان كرويف (برشلونة)
1975: السوفياتي اوليغ بلوخين (دينامو كييف)
1976: الألماني فرانتس بكنباور (بايرن ميونيخ)
1977: الدنماركي آلان سيمونسن (بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني)
1978: الإنكليزي كيفن كيغن (هامبورغ الألماني)
1979: الإنكليزي كيفن كيغن (هامبورغ الألماني)
1980: الالماني كارل - هاينز رومينيغيه (بايرن ميونيخ)
1981: الألماني كارل - هاينز رومينيغيه (بايرن ميونيخ)
1982: الايطالي باولو روسي (يوفنتوس)
1983: الفرنسي ميشال بلاتيني (يوفنتوس)
1984: الفرنسي ميشال بلاتيني (يوفنتوس)
1985: الفرنسي ميشال بلاتيني (يوفنتوس)
1986: السوفياتي اوليغ بلوخين (دينامو كييف)
1987: الهولندي رود غوليت (ميلان)
1988: الهولندي ماركو فان باستن (ميلان)
1989: الهولندي ماركو فان باستن (ميلان)
1990: الألماني لوثر ماتيوس (إنتر ميلانو الايطالي)
1991: الفرنسي جان بيار بابان (مرسيليا)
1992: الهولندي ماركو فان باستن (ميلان)
1993: الايطالي روبرتو باجيو (يوفنتوس)
1994: البلغاري هريستو ستويتشكوف (برشلونة)
1995: الليبيري جورج وياه (ميلان)
1996: الألماني ماتياس سامر (بوروسيا دورتموند)
1997: البرازيلي رونالدو (إنتر ميلانو)
1998: الفرنسي زين الدين زيدان (يوفنتوس)
1999: البرازيلي ريفالدو (برشلونة)
2000: البرتغالي لويس فيغو (ريال مدريد)
2001: الانكليزي مايكل أوين (ليفربول)
2002: البرازيلي رونالدو (ريال مدريد)
2003: التشيكي بافل نيدفيد (يوفنتوس)
2004: الاوكراني اندري شفتشينكو (ميلان)
2005: البرازيلي رونالدينيو (برشلونة)
2006: الايطالي فابيو كانافارو (ريال مدريد)
2007: البرازيلي كاكا (ميلان)
2008: البرتغالي كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد)
2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة)
2010: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة)
2011: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة)
2012: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة).



جوائز

حازت الأمريكية آبي وامباك جائزة أفضل لاعبة في العالم لسنة 2012.
وتفوقت وامباك (20,67 %) على البرازيلية مارتا (13,50 %) وعلى الأميركية الأخرى أليكس مورغان (10,87 %).
وخلفت وامباك اليابانية هوماري ساوا الفائزة بالجائزة العام الماضي، بعد خمسة أعوام متتالية من احتكار مارتا لها.
وظفر مدرب منتخب إسبانيا، فيسنتي دل بوسكي، بجائزة أفضل مدرب في العالم.
وتقدم دل بوسكي (41,60 %) على البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الإسباني (20,49 %) وعلى الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق (12,91 %).
وقال دل بوسكي عقب تسلمه الجائزة من مدرب منتخب البرازيل لويز فيليبي سكولاري إنه فخور بفوزه بالجائزة في ظل وجود منافسين له مثل غوارديولا ومورينيو.
ووجّه دل بوسكي الشكر للاعبي المنتخب الإسباني الذين نجح معهم العام الماضي في التتويج بكأس أوروبا، فضلاً عن توجيه الشكر لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف بلاتر، على المجهود الذي يبذله من أجل اللعبة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتوّج فيها مدرب «لا فوريا روخا» بالجائزة.
وذهبت جائزة أفضل مدربة للسويدية بيا سوندهاج (28,59 %) التي حازت مع منتخب الولايات المتحدة الميدالية الذهبية في أولمبياد لندن، وقد تقدّمت على مدربة منتخب اليابان نوريو ساساكي (23,83 %) وعلى مدربة منتخب فرنسا برونو بيني (9,02 %).
وحاز السلوفاكي ميروسلاف ستوش، لاعب فنربخشه التركي، جائزة «بوشكاش» لأفضل هدف لعام 2012 ليتفوق على منافسيه، البرازيلي نيمار دا سيلفا مهاجم سانتوس، والكولومبي راداميل فالكاو مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني.
وجاء هدف ستوش (23 عاماً) أمام غينشلربرليجي في الدوري التركي في الثالث من آذار الماضي، بعدما تلقى الكرة من ركلة ركنية وسددها «على الطائر» من خارج منطقة الجزاء لتتهادى في الشباك.
وكان هدف فالكاو قد أحرزه خلال مباراة فريقه الودية أمام أميريكا دي كالي الكولومبي، حيث حوّل ركلة ركنية بضربة مقصية إلى داخل الشباك.
أما هدف نيمار فكان أمام إنترناسيونال في الدوري البرازيلي، عندما انطلق من وسط الملعب بمجهودٍ فردي رائع، ليمر من لاعبي خط الوسط ويراوغ مدافعين ويضع الكرة من فوق الحارس في الشباك.
وكان اللاعب البرازيلي قد فاز بالجائزة عن سنة 2011 بهدفٍ في مرمى فلامنغو في الدوري المحلي، عندما انطلق بالكرة من منتصف الملعب وراوغ أربعة مدافعين قبل أن يسددها في المرمى.
واختير«القيصر» الالماني فرانتس بكنباور لجائزة رئيس «الفيفا»، والاتحاد الأوزبكي لجائزة الروح الرياضية. أما التشكيلة المثالية لسنة 2012 فقد احتكرها الدوري الإسباني، وتحديداً لاعبي برشلونة وريال مدريد مناصفة، فيما لم يخرقها سوى فالكاو، وهي على الشكل الآتي:
الحارس الاسباني ايكر كاسياس (ريال مدريد)، والمدافعون البرازيلي داني الفيش والاسباني جيرار بيكيه (برشلونة) والاسباني سيرجيو راموس والبرازيلي مارسيلو (ريال مدريد)، ولاعبو خط الوسط الاسبانيون شافي هرنانديز واندريس إينييستا (برشلونة) وشابي الونسو (ريال مدريد)، والمهاجمون الارجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) والكولومبي راداميل فالكاو (اتلتيكو مدريد) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد).