حتى اختيار التشكيلة المثالية لسنة 2013 في الحفل السنوي الذي يقيمه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في زيوريخ، سيبقى علامة استفهام كبرى حول الصورة النهائية التي رست عليها تشكيلة الـ 11 الأفضل لسنة 2012.
هذه التشكيلة تدفع إلى السؤال عن الشفافية في عملية الاختيار، أو إذا ما كانت هناك ضغوط ما على «الفيفا» لإخراج نتيجة مماثلة، وقد انطلقت هذه التساؤلات من مسألة ظهور 11 لاعباً ينتمون إلى الدوري الإسباني دون سواه في التشكيلة المثالية للسنة المنتهية، وقد تقاسم الأكثرية قطبا «الليغا»، برشلونة وريال مدريد، بخمسة لاعبين لكلٍّ منهما، وقد اخترق لائحة الفريقين الأشهر الكولومبي راداميل فالكاو، مهاجم أتلتيكو مدريد.
وإذا كان بالإمكان القول إن غالبية نجوم التشكيلة المثالية يستحقون أن يكونوا فيها، فإنه لا يمكن إسقاط مسألة أن بعضهم ربما كانوا قد حضروا لأسبابٍ لا تمت إلى الحسابات الكروية بصلة. وهنا يفترض التطرّق إلى أهمية الدوري الإسباني في السوق الإعلاني، الذي رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلاد الأندلس، فإن ملاعب الكرة لم تتأثر، والدليل حجم الإعلانات الذي زرع فيها، وخصوصاً عندما يختص الأمر بالغريمين الأزليين برشلونة وريال مدريد، الذين توفّر لقاءات «إل كلاسيكو دي لوس كلاسيكوس» بينهما مساحة تسويقية مهمة للشركات المختلفة حول العالم، وذلك بسبب حجم المتابعة التي يحظيان بها في مختلف أصقاع الكوكب.
لذا، لا ضير من الاعتبار أن بعض المعلنين الأساسيين الذين يرتبطون بعقودٍ مع «الفيفا»، قد وقّعوا مثيلاً لها في الدوري الإسباني، وبالتأكيد لا يمكن إسقاط مدى إمكانية تأثير هؤلاء في عملية اختيار التشكيلة المثالية إن أرادوا وجود أسماء معيّنة خدمة لمصالحهم التسويقية.
وبالفعل، يبدو من الصعب تقبّل مسألة أن الدوري الإسباني الذي قدّم في 2012 منافسة ثنائية بين الكاتالونيين والمدريديين هو الأفضل على الإطلاق من خلال اختيار الـ 11 الأفضل من ثلاثة فرقٍ تنتمي إليه. علماً بأنه في الأعوام الثمانية التي شهدت اختيار التشكيلة المثالية للعالم لم تشهد هذه التشكيلة حضور لاعبٍ واحد من خارج بطولات إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وألمانيا. أما الأمر الأكثر لفتاً للأنظار، فإنه من أصل 88 لاعباً اختيروا، كان هناك 51 منهم من برشلونة وريال مدريد!
وبالطبع هنا لا يمكن الانتقاص من أهمية «الليغا» أو قطبيها، بل لا يمكن أيضاً تجاهل أن هناك لاعبين تركوا أثراً كبيراً في 2012 وكانوا يستحقون الحضور في التشكيلة المثالية على أسماء مختارة فيها.
وإذا استثنينا الحارس الإسباني إيكر كاسياس الذي قاد ريال مدريد إلى لقب «الليغا» ومنتخب إسبانيا إلى لقب كأس أوروبا، فإن خط دفاعه المثالي ليس بالمثالي أبداً. والكلام يطاول هنا الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش، الذي بالتأكيد ليس أفضل من الألماني فيليب لام ملهم فريقه بايرن ميونيخ إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. وإذا سلّمنا جدلاً بأن ألفيش يستحق مكاناً في التشكيلة، فالأكيد أن زميله جيرار بيكيه لا يفترض أن يكون هناك في ظل غيابه عن المباريات لفترات لا بأس بها، إضافة إلى تراجع مستواه بعض الشيء. وهنا يمكن السؤال عن كيفية سقوط اسم الألماني الآخر ماتس هاملس الذي قاد بوروسيا دورتموند للاحتفاظ باللقب المحلي ثم برز في كأس أوروبا، التي شهدت حضوراً قوياً لمدافعٍ آخر هو الإيطالي جورجيو كييلليني.
وإلى الوسط حيث يطفو اسم الإسباني شابي ألونسو، يبدو الاستغراب حاضراً لغياب الإيطالي أندريا بيرلو صاحب الأداء الرائع مع يوفنتوس في الموسم الماضي ومع منتخب بلاده في كأس أوروبا أيضاً.
وإذا كانت مسألة اختيار المهاجمين لا شائبة فيها بنسبة معيّنة لأنه لا يمكن أبداً اعتبار أن هناك أفضل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فإن البعض قد يتعرّض لاسم فالكاو الذي لا جدال حول قدراته أيضاً، بل إن الظلم في رسم علامة استفهام حول اسمه سيطاوله لأن يلعب في «الليغا» ولأنه تحوّل مادة دسمة للمعلنين أخيراً. وقد يفضّل البعض في هذا الإطار الهولندي روبين فان بيرسي صاحب الأداء الخارق في 2012 أو العاجي ديدييه دروغبا الذي يعود إليه الفضل في تتويج تشلسي الإنكليزي بدوري أبطال أوروبا.
وبغض النظر عن كل هذه الخيارات، فإن برشلونة وريال مدريد ربحا أكثر من أي أحدٍ آخر من خلال هذه التشكيلة؛ إذ سيصبح حضورهما أقوى في كلّ مرة سيفاوضان فيها على نيل أكبر العائدات الرعائية والتلفزيونية؛ إذ ببساطة حازا شهادة العالم بأنهما يضمّان أفضل لاعبي المعمورة.



خيارات بوكير بحسابات وطنيّة

لفتت خيارات مدرب منتخب لبنان الألماني ثيو بوكير في ما خصّ جائزة أفضل لاعب في العالم حيث مال الى مواطنيه، إذ رغم اختياره ليونيل ميسي في المركز الأول، فإنه اختار مواطنَيه مانويل نوير ومسعود أوزيل للمركزين الثاني والثالث توالياً. أما كابتن لبنان رضا عنتر فقد اختار ميسي للمركز الأول، تلاه كريستيانو رونالدو ثم راداميل فالكاو.