ريفالدو لا يزال هنا. النجم البرازيلي الذي أمتع العالم بفنياته الخيالية والساحرة لم يكلّ بعد من ركل الكرة. ثمة ما بين ريفالدو وهذه الكرة علاقة لا يفهم كنهها إلا من ارتضى أن تكون هذه الساحرة عشيقته.
كثيرون كانوا ينتظرون أن يرفع هذا النجم الكبير الراية البيضاء بعد رحيله عن كابوسكورب الأنغولي قبل فترة وجيزة، إلا أن ريفالدو أبى ذلك، وها هو يفاجئ العالم بتوصله إلى اتفاق ليلعب في صفوف ساو كايتانو في الدرجة الثانية البرازيلية، على حدّ ما أفادت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية. تصوّروا أن لاعباً سيبلغ بعد ثلاثة أشهر الـ 41 من عمره لا يزال يأبى الرحيل. غريب هذا الـ«ريفالدو»، لا بل فريد من نوعه. لم يتعب بعد. لم ييأس من الكرة. كيف للاعب أن يتنقل بين ثلاثة عشر فريقاً و6 بلدان و4 قارات؟ ريفالدو فعل ذلك. نعم، فمن نادي سانتا كروز في بلاده كانت البداية عام 1991 ومن ثم إلى موجي ميريم، فكورينثيانس ثم بالميراس البرازيلية أيضاً، من بعدها إلى ديبورتيفو لا كورونيا ثم برشلونة في إسبانيا ومنه إلى ميلان الإيطالي وكروزيرو البرازيلي وأولمبياكوس وأيك أثينا اليونانيين ومن بعدها إلى بونيودكور الأوزبكي فساو باولو البرازيلي وصولاً إلى كابوسكورب الأنغولي. أندية تشهد على عظمة هذا النجم الكبير، فحتى في سن الأربعين استطاع أفضل لاعبي العالم في عام 1999 أن يسجل 11 هدفاً في 21 مباراة مع
كابوسكورب.
كثيرون بالتأكيد يتساءلون عن سبب استمرار ريفالدو في الملاعب رغم بلوغه الـ 40 عاماً وتحقيقة كل ما يحلم به أي لاعب، وبالتحديد كأس العالم (2002). بطبيعة الحال، ليست جلسات التدليك والعلاج الفيزيائي التي يخضع لها هذا النجم باستمرار هي ما تبقيه لائقاً للمشاركة في المباريات. ففي الواقع، إن إخلاص هذا اللاعب للكرة التي أوصلته إلى الشهرة هو ما يجعله حاضراً حتى هذه اللحظة في الميدان، إذ إن ريفالدو يلعب من أجل الاستمتاع وإمتاع الجماهير التي عشقته.
وإذا كان الإعلام لا يزال يتحرى أخبار ريفالدو، نظراً إلى اعتباره أحد الرموز في تاريخ كرة القدم (كما هي حال نجوم كالإيطاليين اليساندرو دل بييرو وفرانشيسكو توتي والإنكليزي ديفيد بيكام والاسباني راوول غونزاليس والهولندي كلارنس سيدورف والأرجنتيني خافيير زانيتي والانكليزي فرانك لامبارد وغيرهم)، فإن نجوماً آخرين يستحقون التحية لمواصلتهم مزاولة كرة القدم رغم التعتيم الإعلامي عليهم.
هل تذكرون ألفارو ريكوبا؟ هذا النجم الأوروغوياني الذي لمع مع إنتر ميلانو الإيطالي بين عامي 1997 و2007 وشكّل ثنائياً مرعباً مع «الظاهرة» البرازيلي رونالدو، لا يزال يلعب كرة القدم رغم بلوغ عامه الـ 36. هناك، في مونتيفيديو في بلاده، لا يزال «إل شينو» أو «الصيني»، كما لقب، يزرع سحره في الملاعب مع فريق ناسيونال، وقد منحته صحيفة «إل باييس» في بلاده قبل أيام جائزة أفضل لاعب في الأوروغواي.
وبالانتقال إلى أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا، كثيرون يتذكرون لاعباً كان عبارة عن «ماكينة تهديفية» لا ترحم حتى أكبر الحراس في الـ«سيري أ»، هو ماركو دي فايو. هذا الهداف الذي ارتدى في فترة من الفترات قميص يوفنتوس (2002 ــ 2004) ومنتخب إيطاليا (2001 ــ 2004) لعب في مسيرته في أوروبا لعشرة أندية، غير أنه أبى في الـ 36 من عمره أن يعتزل، فعبر المحيط الى قارة أميركا الشمالية، وتحديداً إلى كندا حيث لا يزال حالياً يمارس هوايته في دكّ شباك الخصوم مع فريق مونتريال إيمباكت المشارك في الدوري الاميركي
«أم أل أس».
في هولندا، شكل إدغار ديفيدز علامة فارقة في وسط ملعب «منتخب الطواحين» بين 1994 و2005 ليس فقط بنظراته السوداء حيناً والبيضاء حيناً آخر التي اشتهر بها على أرض الملعب، نظراً إلى معاناته من قصر في النظر، بل بمهاراته في اصطياد الكرات من الخصوم، حيث كان يهابه الكثير من اللاعبين. ديفيدز، كما لا يعلم كثيرون، لم يقل وداعاً بعد، رغم بلوغه الـ 39 من عمره، حيث يلعب حالياً لفريق بارنيت في الدرجة الرابعة الإنكليزية، كذلك فإنه يشرف على تدريب هذا الفريق في الوقت عينه.
وإذا كانت البداية من البرازيل، فالنهاية في بلاد «السامبا» أيضاً. هناك، لا يزال جونينيو يستمتع برسم اللوحات الفنية في الميدان. النجم الذي قاد ليون إلى 7 ألقاب متتالية في الدوري الفرنسي، وقّع قبل فترة وجيزة عقدَ انتقاله من فاسكو دا غاما في بلاده إلى نيويورك ريد بولز الأميركي.
ريفالدو، ريكوبا، دي فايو، ديفيدز وجونينيو لا يزالون بهذه السن في الميدان إذاً. هؤلاء ليسوا نجوماً فحسب، إنهم عمالقة خالدون.



ملاعب الهند تخبر عنهم

استقطب الدوري الهندي للمحترفين قبل فترة دفعة واحدة من النجوم المخضرمين، الذين لا يزالون يستمتعون بلعب كرة القدم، والحديث هنا عن الإسباني فرناندو موريانتيس (35 عاماً) والفرنسي روبير بيريس (38) (الصورة) والأرجنتيني خوان بابلو سورين (35) والإنكليزي روبي فاولر (36) والنيجيري جاي جاي أوكوتشا (38).