«إذا أردنا أن نكون الأفضل في العالم فيجب علينا الفوز على برشلونة». تصريح لا يمكن سوى التوقف عنده لنجم خط وسط بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا باستيان شفاينشتايغر، الذي ردّ على القائلين بأن فريقه البافاري قد لا يقهر هذا الموسم بعد ظهوره قوياً في النصف الأول من موسم «البوندسليغا»، وانسحاباً الى مسابقة دوري أبطال أوروبا.
«شفايني» رأى أنه إذا ما أراد بايرن تعويض إخفاقه في المباراة النهائية للمسابقة القارية الموسم الماضي أمام تشلسي الإنكليزي، على فريقه إلحاق الهزيمة بـ«البرسا»، لكن ليس على طريقة الفريق اللندني الذي دافع حتى الموت من أجل إقصاء الكتالونيين من دوري الأبطال في النسخة الماضية.
وتصريح شفاينشتايغر يتلاقى كثيراً مع تصريح رجل عظيم آخر في الكرة الأوروبية، وهو «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي اعترف بأنه يحفّز لاعبيه لتقديم الأفضل لديهم عبر القول لهم: «علينا أن نكون بحجم وقدرات برشلونة لنتمكن من الفوز بدوري الأبطال».
وبالفعل، كل من تابع مباراة برشلونة ومضيفه ملقة مساء الأحد كان بإمكانه التأكد من أن الفريق الكتالوني بات في عالمٍ آخر، إذ من غير الطبيعي أن يشرع عباقرة خط وسط «البلاوغرانا» في رسم مثلث كان الهدف منه خلق لعبة «حرقوص» ضد لاعبي ملقة الذين كانوا يركضون يائسين وراء الكرة في مشهدٍ يمكن وصفه بالفكاهي. الأمر غير الطبيعي أيضاً أن يقوم لاعبو برشلونة بهذا الفعل خلال مباراة ضد فريقٍ من هذا المستوى وكأنهم يجرون عملية التحمية قبيل حصة تدريبية، وذلك رغم أن الخصم الأندلسي تغنى طوال الموسم بخط وسطه الذي وصفته الصحف المحلية بالشرس وبيضة القبان التي أهّلت الفريق بنوعية الى دور الـ 16 في دوري الأبطال، ووضعته بين فرق المقدمة في الدوري الإسباني.
وبوضوحٍ كبير، ليس فارق النقاط الـ 18 التي يفصل برشلونة عن غريمه ريال مدريد هو ما يدلّ فقط على أن الفريق الكتالوني أصبح أقوى بكثير من الموسم الماضي، بل إن نوعية اللعب السهل بالنسبة الى لاعبيه والمعقّدة بالنسبة الى الفرق الأخرى الساعية الى تعطيله، هي نقطة القوة التي لا جدال حولها. وهذه القوة لا تتضاءل بفعل عامل التعب خلال المباريات، بل إنها تزداد في أحيانٍ عدة مع دخول البدلاء الذين يقدّمون نفس العمل، والمثال الأبرز ما أقدم عليه تياغو الكانتارا في المباراة الأخيرة.
لم يخطئ شفاينشتايغر وفيرغيسون، إذ إن طريق الأمجاد لأي فريقٍ أوروبي هذا الموسم لا بدّ من أن يمرّ من «كامب نو»، لكن المرور عن برشلونة قد يحتاج فيه أي منافس الى مساعدة الممثل الأميركي الشهير طوم كروز الذي لطالما وجد الحل لكل «مهمة مستحيلة».



خصوم إينييستا أداة تسلية

حاز أندريس إينييستا كل الإشادات أمس عقب الفوز الرائع لبرشلونة على ملقة؛ إذ إن هذا «الرسام» يجعل المباريات متعة استثنائية، ويوحي بأن الدوري الإسباني يبدو سهلاً كثيراً بالنسبة إليه، فيحوّل خصومه إلى أداة تسلية من خلال المراوغات التي يقوم بها، ليؤكد مرة جديدة أنه لو لم يكن ليونيل ميسي موجوداً لأحرز النجم الإسباني لقب الأفضل في العالم.