جاءت المباراة بين منتخبي لبنان والغابون الودية ضعيفة المستوى غابت عنها الأهداف وكذلك الفرص فجاءت سلبية النتيجة والأداء. لكن مباراة أمس الودية كانت فرصة للجهاز الفني بقيادة الألماني ثيو بوكير لمشاهدة لاعبيه للمرة الأولى منذ لقاء قطر في تصفيات كأس العالم. فأشرك بوكير فايز شمسين وعدنان حيدر ونادر مطر من بداية اللقاء وقدموا أداء جيداً خصوصاً في الشوط الأول بمساعدة عباس عطوي. أما حراسة المرمى فكانت للاري مهنا الذي كان حارس المنتخب عن حق وبرع في التعامل مع الكرات القليلة التي وصلت اليه. ولم يشرك المدرب بوكير الحارس الاحتياطي مهدي خليل الذي نجح فريق الصفاء بخطفه عبر عقد يمتد لثلاث سنوات، في خطوة تعتبر «ضربة معلّم» من قبل ادارة الصفاء التي تعلم أنها تحتاج الى حارس جديد مع اقتراب الحارس الحالي زياد الصمد من نهاية مسيرته الكروية. وبالعودة الى لقاء أمس، فقد كان خط الظهر الأفضل في خطوط المنتخب بقيادة يوسف محمد والنشيط معتز الجنيدي الى جانب علي حمام عن الجهة اليمنى ووليد اسماعيل عن اليسرى. لكن الأخير لم يكمل اللقاء بعد اصابته في الشوط الثاني، ولعب نور منصور بدلاً منه. وتفيد التقارير الأولية باحتمال اصابة اسماعيل بتمزّق في عضلة فخذه اليسرى بانتظار الصورة اليوم. لكن هذه الإصابة قد تحرم المنتخب اللبناني من جهود اسماعيل في لقاء إيران في 6 شباط في طهران.
وشاكر ثنائي فريق العهد أحمد زريق وهيثم فاعور في الشوط الثاني، رغم أن المدرب كان قد استبعدهما سابقاً عن التشكيلة وقدما أداءً مقبولاً، إضافة الى إشراك فيليب باولي في الهجوم والذي لم يستطع التفلت من القوة البدنية لمدافعي الغابون.
واللافت في اللقاء الحضور الجماهيري الضئيل الذي شهده اللقاء حيث حضر ما يقارب الـ 300 مشجع. وقد يكون توقيت المباراة في منتصف الأسبوع وبرودة الطقس حال دون حضور الجمهور للمرة الأولى. لكن الخوف أن يكون الحضور الجماهيري قد تأثر في قضية التلاعب المتداولة حالياً، حيث يتخوف البعض من أن يكون الجمهور اللبناني قد فقد الثقة بمنتخبه الوطني. وهنا قد يكون هناك تجن على لاعبي المنتخب، خصصواً أن من تورّطوا في التلاعب على صعيد المنتخب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة كما تفيد المعلومات، إضافة الى ابتعاد عدد منهم عن المنتخب، في حين أن معظم عناصر المنتخب غير متورطين. وبالتالي يستحق هؤلاء الذين لم يتورطوا في التلاعب أن يلقوا دعماً جماهيرياً مضاعفاً نتيجة التزامهم واخلاصهم لقميص منتخب بلادهم. وإذا كان منتخب لبنان قد وصل الى ما وصل اليه على الساحة الآسيوية نتيجة مجموعة عوامل يأتي في طليعتها الحضور الجماهيري، فإن منتخب لبنان يحتاج الى جمهوره في هذه الفترة أكثر من وقت مضى.
هذا وسيخضع لاعبو المنتخب الى معسكر في الالعاصمة القطرية الدوحة من 27 الجاري وحتى 4 شباط على أن يتضمن مباراة ودية مع منتخب البحرين في 31 الجاري. ومن المفترض أن يكتمل عقد المنتخب اللبناني مع انضمام اللاعبين الذين لم يلتحقوا بمباراة الغابوني.