لا يمرّ عام من دون أن تقدّم «لا ماسيا» مواهب جديدة لنادي برشلونة. في 2013 تبدو أسهم جيرارد دولوفو مرتفعة جداً للارتقاء الى الفريق الأول. وأكثر من ذلك، ثمة في كاتالونيا من يذهب بعيداً، حيث يرى في دولوفو ليونيل ميسي جديداً. هذا الأمر لا ينطلق طبعاً من أن الشاب الأشقر قد شارك للمرة الاولى مع الفريق الأول لدقائق معدودة في موسم 2011 في المباراة أمام مايوركا في الـ17 من عمره (تحديداً 17 عاماً و230 يوماً) على غرار النجم الأرجنتيني (17 عاماً و114 يوماً)
، بل إن من تسنّى له مشاهدة لقطات لدولوفو سيشبّه سريعاً أسلوب لعبه بـ«ليو»، حيث يتميز هذا الشاب بسرعة مدهشة وقدرة على اختراق دفاعات الخصوم من الميمنة ومن الميسرة ومن منتصف الملعب. في المباراة الأخيرة مع الفريق الثاني لبرشلونة الذي يلعب في الدرجة الثانية، سجل دولوفو هدفاً في مرمى خيريز «على طريقة ميسي» عندما انطلق بسرعة خيالية من منتصف الملعب متخطّياً أكثر من لاعب قبل أن يُسكن الكرة بهدوء على يسار الحارس.
تطور أداء دولوفو مع الفريق الثاني لبرشلونة، حيث يتصدر حالياً ترتيب الهدافين بـ12 هدفاً، أسهم في لفت الأنظار بشدة الى هذا الشاب الذي يلقى عناية خاصة من الصحافة الكاتالونية، حيث عنونت قبل أيام «سبورت» في موقعها الإلكتروني: «اسبانيول يريد دولوفو وبرشلونة يقول لا»، كاشفة أن مسؤولي اسبانيول اجتمعوا بالمدير الرياضي لبرشلونة، أندوني زوبيزاريتا، لسؤاله عن عدد من اللاعبين الشبان، ومن بينهم دولوفو، غير أن ردّ الحارس السابق كان سلبياً. هذا الخبر جاء ليؤكد مرة أخرى أن برشلونة متمسّك بلاعبه الموهوب الى أقصى الحدود، بحيث يذهب المسؤولون في النادي الكاتالوني الى الجزم مسبقاً بأن دولوفو سيحجز مكانه قريباً في التشكيلة الرئيسية، عكس الكثير من مواهب «لا ماسايا» التي أتيحت لها في الأعوام القريبة الماضية فرصة المشاركة مع الفريق الأول من دون أن تثبت وجودها، إذ تجدر الاشارة الى أن عهد جوسيب غوارديولا شهد مشاركة 23 لاعباً من الأكاديمية الشهيرة مع الفريق الاول لم يسلك منهم الى التشكيلة الأساسية سوى سيرجيو بوسكتس ونوعاً ما بدرو رودريغيز. بعبارة أوضح، لا يُنظر الآن في كاتالونيا الى دولوفو على أنه بويان كيركيتش جديد أو جيوفاني دو سانتوس جديد. هذان اللاعبان اللذان توقع المراقبون مستقبلاً كبيراً لهما في «كامب نو»، إذا بهما يصبحان خارج أسوار النادي.
إلا أن ما يؤرق الكاتالونيين الآن هو أمر آخر، يتعلق بإمكانية فقدان هذه «الأيقونة»، إذ إن عقده ينتهي في عام 2014، وهو مطارد بشدة من قبل مانشستر سيتي الانكليزي بإيعاز طبعاً من المدير الرياضي للأخير تشيكي بيغريشتاين المطّلع عن كثب على ملف اللاعب عندما كان في برشلونة.
لكن ثمة في كاتالونيا، في المقابل، من يبدو ضامناً لتمديد دولوفو عقده مع برشلونة، إذ إن المسألة، في نظر هؤلاء، لا تعدو سوى كونها مناورة من وكيل أعمال الشاب، جينيس كارفاخال، لتحسين شروط عقده، مستنداً في ذلك الى ازدياد اهتمام الأندية الكبرى باللاعب، ولسان حال هؤلاء المتفائلين يقول: لا يُعقل أن يرفض دولوفو اللعب الى جانب ميسي وأندريس إينييستا.



بانتظار «الضوء الأخضر»

لا يزال تيتو فيلانوفا، مدرب برشلونة، يرى أن جيرارد دولوفو بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي يمنحه «الضوء الأخضر» للمشاركة مع الفريق الأول، إذ يقول: «إنه لاعب لديه قدرات عالية، لكنه بحاجة إلى أن يتطور أكثر حتى يلعب مع الفريق الأول. سنراقب تطور وضعه. لا يزال صغيراً جداً»، وهذا ما اعتبره البعض ذكاءً من المدرب لعدم «إحراق» هذه الموهبة.