ضاقت قاعة متحف طوني خوري الأولمبي السبت بممثلي الاتحادات ورجال الإعلام حيث اجتمعت الجمعية العمومية لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة بحضور ممثلي 26 اتحاداً مع غياب رئيس اتحاد الفروسية سهيل خوري، اضافة الى حضور عضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري. الأمور كانت قد حسمت يوم الجمعة مع الإعلان عن أسماء الأعضاء الذين سيدخلون الى «جنة» التنفيذية، خصوصاً بعد قام مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر بتنفيس الاحتقان بين المرشحين للرئاسة طوني خوري وجان همام.
وجاء هذا التوافق نتيجة التنسيق العالي بين قيادتي التيار وحركة أمل بمباركة من النائب سيمون أبي رميا والمدير العام لمجلس الجنوب أحمد بعلبكي. لكن يوم السبت حمل معه عقدتين وجب حلهما على القيمين على الانتخابات: الأولى تتعلّق بإصرار اتحاد التزلّج على الدخول الى اللجنة، والثاني يتمثّل بعدم سحب رئيس اتحاد رفع الأثقال مليح عليوان. صباحاً جرى حل العقدة الأولى مع تغييرٍ طفيفٍ أو «نصف تغيير» على صعيد اللائحة التوافقية التي أعلنت الجمعة، حيث دخل الأمين العام لاتحاد التزلّج على الثلج فريدي كيروز لمدة عامين بدلاً من رئيس اتحاد التنس سمير صليبا الذي سيكون بديلاً لكيروز بعد استقالته نهاية عام 2014. ويأتي التغيير بعد «الدفاع» الذي قدمه اتحاد التزلج حول أحقيته بالدخول الى اللجنة التنفيذية نظراً لمشاركة لبنان في الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014.
أما العقدة الثانية، فجرت معالجتها قبل ربع ساعة على عقد الجمعية العمومية الأولى، حيث قام سلامة في اجتماع جانبي خارج القاعة بإقناع خوري بقبول سحب ترشيح صديقه عليوان طارحاً مخرجاً لائقاً للعملية، حيث دعي همام الى الاجتماع ووضعت صيغة تحفظ كرامة عليوان، عبر انسحاب المرشحين حسان رستم وعزت قريطم لصالح عليوان الذي سيصر على أن ينسحب هو. وبالفعل هذا ما حصل خلال الجلسة الثانية المخصصة للانتخاب لينضم انسحاب عليوان الى الانسحابات الأخرى لصليبا وجاك تامر. وهذا ما خفض عدد المرشحين الى 15 لـ14 مقعداً، مع بقاء ممثل اتحاد السباحة غابي الدويهي مستمراً في ترشيحه، علماً أن الدويهي كان يريد الانسحاب وأبلغ نائب رئيس اللجنة هاشم حيدر بذلك لكن وجب عليه إرسال كتاب خطي بذلك وهو ما لم يحصل لأسباب تقنية.
ومع اجراء الانتخابات التي شارك فيها 27 ممثلاً، حيث ألغيت ورقتان واحتسبت واحدة بيضاء، فاز كل من هاشم حيدر (24 صوتاً) جان همام (23 صوتاً)، حسان رستم (23)، مازن رمضان (24)، جان همام (23)، محمد نشأت فتال (24)، جورج زيدان (24)، سليم الحاج نقولا (24)، فريدي كيروز (22)، فرانسوا سعادة (24)، عزت قريطم (22)، فاتشي زادوريان (23)، وليد طليع (24)، إيلي سعادة (24)، رولا عاصي (24).
وبعد الجلسة، اجتمعت اللجنة التنفيذية لتوزيع المناصب حيث انتخب همام رئيساً وطوني خوري الموجود حكماً في اللجنة كنائب للرئيس، اضافة الى حيدر وزيدان وفتال نواباً للرئيس، ورستم أميناً عاماً، وعاصي أمينة للصندوق وفرنسوا سعادة محاسباً.
جلسة توزيع المناصب لم يحضرها حيدر الذي غادر عقب انتهاء الانتخابات في ما بدا وكأنه رسالة عن عدم رضاه على الطريقة التي جرى فيها «تركيب» اللجنة التنفيذية، فهو لأيام مضت كان له رأي مخالف مدعوماً بزميليه في اللجنة مازن رمضان ورولا عاصي، لكن القرار كان قد اتخذ بجهود من اطراف عديدة منها المدير العام لوزراة الشباب والرياضة زيد خيامي ورئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل محمد نصر الله. ويبدو أن غياب حيدر لن ينحصر في جلسة توزيع المناصب، بل سينسحب على جلسات عديدة في المستقبل، انطلاقاً من أن نائب رئيس اللجنة الأولمبية لديه وجهات نظر مختلفة للعمل الرياضي وتحديداً في اللجنة الأولمبية اللبنانية.
وكان حيدر قد بدأ مشوار اعتراضه في الجلسة الأولى المخصصة لاقرار البيانين المالي والاداري حيث طالب بشطب ثلاثة بنود في البيان الاداري والمتعلقين بنشيد اللجنة الأولمبية مشيراً الى أنه لم يعتمد بعكس ما هو مذكور في البيان، وكذلك الأمر بالنسبة للطابع المالي المخصص للجنة الأولمبية، وتاريخ الحركة الأولمبية اللبنانية الذي لم يصدق عليه بعد. وأبلغه رئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه بأنهم شطبوا قائلاً «عمرن ما يرجعوا».
اعتراض آخر برز أيضاً لكن في الجلسة الثانية عبر كلام لرئيس اتحاد الريشة الطائرة جاسم قانصوه الذي اعتبر أن التوافق في الانتخابات والسيناريو الذي حصل فيه جانب صحي ولكن في الوقت عينه طريقة الوصول اليه كانت خاطئة والكلام عن سبعة أعضاء مسيحيين وسبعة مسلمين مسيء، وكذلك الانتظار حتى الـ 24 ساعة الأخيرة للوصول الى التوافق أو كما قال «تركيب البوسطة» دون وجود أي برنامج، علماً أن قانصوه كان صاحب الورقة البيضاء.



الدويهي يستقيل


استقال نائب رئيس اتحاد السباحة غابي الدويهي اعتراضاً على طريقة تعاطي رئيسة الاتحاد مرسيل برجي وأمين السر فريد أبي رعد مع ترشّحه. كما استقال زميله طانيوس حنين دعماً له. إذ يعتبر الدويهي أنه كان مرشح الاتحاد للانتخابات، إلا أن برجي وأبي رعد لم يساعداه على صعيد تفويضه بالتصويت في الانتخابات. «فكيف يمكن أن أخوض انتخابات وأعقد التحالفات، وأنا لست الشخص الذي سيصوّت. وحين حاولت التواصل مع برجي وأبي رعد غابت الأولى عن السمع وأقفل الثاني خطه». يقول الدويهي لـ«الأخبار». ويضيف «ما حصل في اجتماع الاتحادات الجمعة كان مهيناً لي، إذ تحدثت عن حق اتحاد السباحة في الدخول الى اللجنة الأولمبية وعن الحرب التي تعرض لها في العهد السابق، ثم تأتي برجي بعدي، لتتمنى أن يعمل الجميع لمصلحة الرياضية سواء كان اتحاد السباحة ممثلاً أو لا. ما بدا كأنه رضى بعدم الدخول الى اللجنة. فهل هكذا يكون الدعم؟».
وحول مسألة استمراره في الترشح حتى الدقائق الأخيرة يشير الدويهي الى أنه بقي مراهناً على دعم جهاد سلامة له مشدداً على علاقته المتينة به، بعكس ما أشيع عن تنسيقه مع أطراف أخرى وتحديداً هاشم حيدر، بدليل أن شقيقه عضو اتحاد كرة القدم سمعان الدويهي طلب منه الانسحاب، الا أنه رفض ذلك حيث بقي مراهناً على دعم سلامة.