عندما سيتواجه ريال مدريد وضيفه برشلونة الليلة الساعة 22.00 بتوقيت بيروت، في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس إسبانيا لكرة القدم، سيكون كل التركيز على الجانب الدفاعي عند الفريقين؛ إذ إن المواجهات الأخيرة بين القطبين تركت انطباعاً بأنه مهما كانت الظروف، ستهتز الشباك في ظل وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي اللذين بإمكانهما خرق أي حصار، على أن يكون الفائز النهائي صاحب خط الدفاع الأقوى.
والنقطة الأولى التي تخصّ الدفاع ثبتت في أولى المواجهتين اللتين جمعتا العملاقين في الكأس السوبر الإسبانية، حيث فاز كلٌّ منهما على أرضه، بينما تظهر النقطة الثانية الخاصة برونالدو وميسي في ثالث المباريات بينهما هذا الموسم في «الليغا»، التي انتهت 2-2، وقد سجل النجمان مناصفة أهدافها.
إذاً، الموضوع لا يرتكز فقط على مسألة تسجيل الأهداف التي تأخذ بعداً مهماً في مباريات الكأس، وخصوصاً عند احتساب نتيجتي الذهاب والإياب، بل إن الثقل الأكبر في مواجهة الليلة يفترض أن يتمحور حول خط الدفاع، الذي تختلف صورته عند الطرفين حالياً.
ففي برشلونة يبدو الوضع أفضل بكثير عنه في «إل كلاسيكو» السابق، حيث خاض الفريق الكاتالوني اللقاء في غياب صمامي الأمان كارليس بويول وجيرار بيكيه، وقد حلّ بدلاً منهما وقتذاك لاعبا وسط ذوا نزعة دفاعية، هما الكاميروني ألكسندر سونغ وسيرجيو بوسكتس. الآن يبدو الدفاع أكثر حضوراً وحيوية بعد عودة كامل أفراده، ولو أن ملاحظة كبرى توضع عليه إثر الخسارة الأولى هذا الموسم أمام ريال سوسييداد؛ إذ إن مدافعي «البرسا» هم مهاجمون أيضاً، والدليل وصول بويول وبيكيه وجوردي ألبا مرات عدة إلى الشباك.
وبطبيعة الحال، لم يكن دفاع «البلاوغرانا» سوى عبارة عن مجموعة شرسة في مواجهة المدريديين؛ إذ منذ 2008 لم تهتز شباك الفريق الكاتالوني خلال مواجهته لنظيره الملكي سوى 8 مرات خلال لقاءاتهما في «الليغا»، وهو رقم ممتاز إذا ما قارنّا الجودة الهجومية للفريق الأبيض الذي يملك في صفوفه عوضاً عن رونالدو لاعبين يمكنهم التسجيل في أي لحظة، أمثال الفرنسي كريم بنزيما والأرجنتينيين غونزالو هيغواين وأنخيل دي ماريا وحتى الألماني مسعود أوزيل.
لكن لا بدّ من الانتباه إلى أن خط دفاع ريال مدريد هو أحد أفضل الخطوط في الفريق استناداً إلى المعدل العام للمستوى لكلٍّ من الخطوط الثلاثة، وهذا الأمر يمكن إثباته من خلال لائحة ترتيب «الليغا» حيث تلقى مرمى فريق العاصمة أهدافاً أقل من نظيره الكاتالوني. ويبدو واضحاً أن مدافعي الريال يؤدون دور الفدائيين في أحيانٍ عدة عندما يحاصر الكاتالونيون منطقتهم، لكن النزعة الهجومية لهؤلاء المدافعين لا يمكن مقارنتها أبداً بتلك الموجودة لدى نظرائهم في برشلونة. أضف أن «البرسا» الذي يهيمن عادة على نسبة الاحتفاظ بالكرة سيضع الدفاع المدريدي تحت امتحانٍ صعب، حيث المطلوب من أصحاب الأرض الحفاظ على التركيز طوال الدقائق التسعين، وخصوصاً أنه ليس هناك من «ملاك حارس» له بين الخشبات الثلاث في ظل غياب إيكر كاسياس ووجود أنطونيو أدان غير المعتاد على ضغوط «إل كلاسيكو»، حيث سيكون المطلوب من المدافعين تخفيف العبء عنه قدر المستطاع تفادياً لارتكابه أي هفوة قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
موقعة أولى سيكون فيها للدفاع كلمته والعمل الأكبر على أرض الملعب، فلا ضرورة للتذكير بأن أولئك «الشياطين» في الهجوم قادرون على خلق الرعب والكوابيس في أي لحظة وعند مصادفتهم أي ثغرة.