ما إن يعود مهاجم أرسنال داني ويلبيك، أو مهاجم ليفربول دانيال ستاريدج، إلى الملاعب، حتى يتعرضا لإصابة جديدة. الأكيد أن ما يحدث معهما ليس من قبيل الصدفة. هما "لاعبان بلاستيكيان"، في بطولة قوية، ما يوجب التعامل معهما بطريقة خاصة، إذ يبدو أن الخدمات الطبية التي يحصلان عليها قصيرة الأمد، وليست من أجل الشفاء الكامل، بل السريع، فضلاً عن أن الإصابات التي خضعوا لها متنوعة.
منذ عام 2007، وبين فرق تشلسي، مانشستر سيتي، بولتون وندررز، وأخيراً ليفربول، تعرض ستاريدج لأكثر من 35 إصابة، ابتعد في بعضها عن الملاعب لـ 41 يوماً! أما ويلبيك، فتعرض في خلال أيام لعبه مع يونايتد، سندرلاند، وأرسنال لأكثر من 31 إصابة.
في المباراة الأخيرة، شهدت قائمة أرسنال أمام ليستر سيتي عودة ويلبيك الغائب منذ نيسان الماضي. نزل في الدقيقة 82، وفي الدقيقة 95 سجل هدف الفوز معيداً الفريق إلى دائرة المنافسة، التي كان قريباً من الخروج منها. انفجر ملعب "الإمارات" بعودته وبالفوز 2-1.
في 12 دقيقة فقط، أعاد ويلبيك الحياة إلى "المدفعجية". وبعد المباراة صرّح المدرب الفرنسي أرسين فينغر بأنه كان على وشك استبعاد ويلبيك من قائمة المباراة، "إلا أنني قررت ضمه في اللحظات الأخيرة".
ترك ويلبيك وستاريدج المنتخب في مشاكل هجومية

لم يخيب ويلبيك أمل فينغر يوماً، ما جعل الأخير يبتعد عن التعاقد مع مهاجمٍ جديد في سوق الانتقالات، والسبب الذي علَّله: "عدم توافر مواهب أفضل من ويلبيك يمكن شراؤها". تشبّه جماهير أرسنال نجمها هذا بالنظر إلى لونه الأسمر وبنيته الجسمانية بالفرنسي تييري هنري.
ولا شك في أن الإصرار الذي يتسم به ويلبيك قلَّ نظيره، مثله مثل ستاريدج. الأخير واجه أخيراً الغياب لأسابيع عدة عن الملاعب، بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، بعدما عاد أثر إصابة في الركبة. دوامة الإصابات هذه لم تمنعه سابقاً من أن يواصل لمعانه مع "الحمر". وما يصرّ عليه بهذا الثبات هو عدم تذكيره بماضيه القريب أيام لعبه مع تشلسي، والظلم الذي لحق به هناك من قبل المدربين الذين توالوا على الإشراف على الفريق.
هناك في "ستامفورد بريدج"، عاش إحباطاً رافقه أربع سنوات، إذ كان مجرد لاعب احتياطي لا يشارك إلا دقائق قليلة. تغلب على كل هذا البؤس، وصار أحد أهم هدافي إنكلترا بعدما التحق بليفربول. إصابته سابقاً أثبتت أنها لن تقضي عليه، ووجود المدرب الألماني يورغن كلوب حالياً يساعده على استعادة مستواه الرئع الذي ظهر به مع الإيرلندي الشمالي براندن رودجرز.
هدف أرسنال وليفربول لعب الأدوار الأولى، والاعتماد على ويلبيك وستاريدج توالياً سيبقى ما داما على أرض الملعب. أما مع مع المنتخب، ونسبة إلى الوضع الذي عاشه مع الاثنين معاً، يمكن القول إنهما جعلا إنكلترا في كارثة هجومية حقيقية لعدم وجود مهاجم رأس حربة صريح بمثل قدراتهما قبل ظهور نجم توتنهام هاري كاين.
الثنائي البلاستيكي خيَّب أمل جماهير المنتخب ومدربه روي هودجسون، إذ غابا غير مرة عن مباريات مصيرية، آخرها في تصفيات كأس أوروبا 2016. ويبدو هودجسون مستعداً للنظر في خيارات أخرى، لدعم حضور واين روني في الخيارات الهجومية إذا ما استمر احتمال عدم تعافيهما بنحو كامل وارداً.
ستاريدج وويلبيك، لاعبان لا يبخلان بالعطاء إذا ما كانا بوضع صحي ممتاز، ووحدها الإصابة يمكن أن تفرملهما. وهذا الاحتمال وارد جداً، إذ إنهما لا يحتملان قساوة الدوري الإنكليزي الذي يعدّ بين الأكثر خشونة في العالم والأكثر اعتماداً على القوة البدنية بين البطولات الأوروبية الكبرى.




برنامج بطولة إنكلترا

المرحلة 27

- السبت:
وست هام يونايتد × سندرلاند (14.45)
ساوثمبتون × تشلسي (17.00)
ليستر سيتي × نوريتش سيتي (17.00)
واتفورد × بورنموث (17.00)
ستوك سيتي × أستون فيلا (17.00)
وست بروميتش ألبيون × كريستال بالاس (19.30)

- الأحد:
ليفربول × إفرتون (14.00)
نيوكاسل يونايتد × مانشستر سيتي (14.00)
مانشستر يونايتد × أرسنال (16.05)
توتنهام × سوانسي سيتي (16.05)