استغل رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان فترة الراحة بين الذهاب والإياب لوضع الإصبع على الجرح على صعيد الجهاز التحكيمي، وأجرى تغييراً شاملاً لمعالجة ثغر عدة ظهرت سابقاً في ادارة الجهاز التحكيمي، فعُيّن الحكام السابقون طلعت نجم، محمد المولى وروبين تارزيان الذين يعوّل عليهم سمعان كثيراً. ويقع على عاتق هؤلاء الثلاثة بقيادة سمعان مهمة اعادة الثقة للجهاز التحكيمي، ووضع خطة جديدة لإدخال دماء جديدة الى الجهاز. فرئيس اللجنة مصرّ على اعادة الجهاز التحكيمي الى فترته الذهبية بين 2002 و 2005، وهو يستند الى الصدقية العالية التي يتمتع بها، لكونه يغلّب مصلحة الجهاز التحكيمي على أي مصلحة أخرى، ولا يوجد لديه ند أو أكثر مفضلين له.
اجتماع موسّع أقيم في قاعة الملعب البلدي حضره عدد كبير من الحكام، بعد خوضهم اختبارات اللياقة البدنية باشراف مسؤول الاعداد البدني حيدر قليط، حيث نجح جميع الحكام الذين شاركوا. وكانت جلسة مصارحة بوجود سمعان، ووضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة. سمعان بدا جاداً ومصمماً على معالجة جميع الثغر التي شهدتها مرحلة الذهاب، معولاً على اللجنة الجديدة التي ستعمل على نحو مركزي وتدير الجهاز التحكيمي في بيروت والمحافظات الأخرى.
وشدد سمعان على أن لجنة الحكام أمام حكامها وخلفهم. فهي أمامهم لدى الاعتداء على أي حكم، وخلفه لمحاسبته لدى ارتكاب الأخطاء. ومن الأمور التي طرحها رئيس لجنة الحكام للمرحلة المقبلة:
- زيادة عدد الحكام الجدد عبر دورات جديدة، والأهم الاهتمام بالجدد وغربلتهم لمنع تكرار ما كان يحصل سابقاً على صعيد «تطفيشهم» ودعم عدد قليل جداً منهم وفق محسوبيات ومصالح شخصية.
- إجبارية حضور التمارين وجلسات التقويم من قبل الحكام أسبوعياً.
- ممنوع اعتذار أي حكم عن أي مباراة في اللحظات الأخيرة. وأي اعتراض يكون عبر كتاب خطي للجنة الحكام والرد يكون بالطريقة عينها.
- لا يمكن الحكام الاستعلام عن المباريات التي سيقودنها في كل أسبوع حيث يجري تبليغهم من قبل لجنة الحكام.
- ممنوع على الحكام التواجد في مقر الاتحاد والتواصل مع أعضاء اللجنة أو أي أشخاص آخرين.
- يمنع على أي حكم التواصل مع الأندية أو تلقي اتصالات من إداريين فيها. وعليهم إبلاغ لجنة الحكام في حال حصول أي اتصال تحت طائلة المسؤولية.
- يمنع على مراقبي الحكام مرافقة حكامهم وإبداء الآراء حول حالات في الملعب. ويجب عليهم انتظار جلسة التقويم حتى تناقش الحالات.
- التشديد على أن مرحلة الإياب ستشهد عدالة على صعيد التعيينات وفق أداء كل حكم.
- ضرورة كتابة كل ما يحصل في المباريات من أحداث في تقرير الحكم بعيداً عن الغموض ومحاباة أطراف على حساب أخرى.
وكان هناك مداخلات لعدد من الحكام أبرزها لبشير أواسة ورضوان غندور، حيث كان الأول صريحاً جدداً ووضع النقاط على الحروف على نحو واضح حين ربط نجاح لجنة الحكام بوجود صلاحيات لها، والتأكيد على استقلاليتها مع عدم وجود سلطة للأندية وأعضاء الاتحاد عليها. ولفت أواسة الى أن البعض في الاتحاد يتصلون به ويحاولون التأثير فيه وفي غيره من الحكام وهذا ما يضعهم تحت الضغط.
وتحدث غندور عن أن الحكام يجب أن يكونوا الحلقة الأقوى في اللعبة لا الأضعف، كما هي الحال في الوقت الحاضر. فالحكام هم أساس اللعبة وفي يدهم نجاحها أو فشلها، مشيراً الى أن محاربة الفساد يجب أن تبدأ من الحكام أنفسهم. وطالب غندور الحكام بأن يكونوا رجالاً داخل الملعب وخارجه بكلامهم ومواقفهم.




كلام صريح لأواسة

تحدث الحكم بشير أواسة عن غياب العدالة في توقيفات الحكام، وعن وجود «أولاد ست وأولاد جارية» وذلك إرضاء لبعض الأندية وبعض أعضاء اللجنة العليا للاتحاد. وطالب أواسة بحماية الحكام عبر اعادة النظر في النظام الداخلي على صعيد العقوبات، كي تكون أكثر صارمة بحق الأندية واللاعبين الذين يعتدون على الحكام.