كان محقاً مدرب ريال مدريد بطل إسبانيا البرتغالي جوزيه مورينيو عندما قال إن موقعة فريقه مع مانشستر يونايتد الإنكليزي (الليلة 21.45 بتوقيت بيروت) ينتظرها العالم أجمع. لكن هذا القول سيكون مبسّطاً إن أخذناه كما قاله المدرب المثير للجدل؛ إذ إن هذه المواجهة تتخطى صورها مجرد توقّع إثارة لا حدود لها بين فريقين يلعبان على مستوى عالٍ جداً في عالم كرة القدم؛ فهناك مشاهد كثيرة ستكون حاضرة في المخيّلة غالبيتها ترمي إلى المستقبل الخاص ببعض العناصر الأساسية التي ستكون حاضرة في هذه القمة.
البداية يمكن أن تكون من عند مورينيو نفسه، حيث يخرج من اسمه عنوانان تزامناً مع لقاء الليلة.
العنوان الأول يرتبط بمستقبل المدرب البرتغالي مع ريال مدريد؛ إذ يكثر الحديث في العاصمة الإسبانية عن أن إحراز لقب المسابقة الاوروبية الأم هو خشبة الخلاص الوحيدة لمورينيو للاحتفاظ بمنصبه في النادي الملكي. كذلك، يذهب آخرون إلى أبعد من هذا الأمر عبر القول بأن الخروج أمام مانشستر يونايتد سيكون المحطة الأخيرة لمورينيو مع «الميرينغيز»؛ إذ ستكون الإقالة في انتظاره بعد الموسم السيئ الذي قدّمه الفريق بقيادته.
ويمكن الربط بين العنوانين الأول والثاني؛ لأن الأخير يرتبط بمستقبل «مو» أيضاً، ويتمحور حول ما قيل كثيراً عن أن مهمته المقبلة ستكون على رأس الإدارة الفنية لمانشستر يونايتد تحديداً. لذا فإن ما يهم البرتغالي من خلال هذه الموقعة هو التأكيد لجمهور «الشياطين الحمر» أنه الأفضل لقيادة فريقهم مستقبلاً، وذلك عبر تغلبه مرة جديدة على المدرب التاريخي ليونايتد «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون بعدما كان قد صنع نجوميته التدريبية على حساب الأخير عندما أطاحه من دور الـ 16 موسم 2003-2004 ليحمل بورتو إلى اللقب القاري.
ومع مشهد وصول مورينيو إلى «أولد ترافورد»، يطفو مشهد مستقبلي آخر، إذ يقال كثيراً إنه إذا عاد مدرب تشلسي السابق إلى إنكلترا، فإنه سيحمل معه الألماني مسعود أوزيل، الذي كان أصلاً هدفاً لفيرغيسون. والهدف من نقل أوزيل إلى يونايتد هو إيجاد الخليفة المفقود لنجم خط الوسط بول سكولز الذي لم ينجح أحد في تعويضه حتى الآن. وأوزيل طبعاً يشبه سكولز في كثيرٍ من المزايا، منها الرؤية الشاملة، والتمرير السليم والحاسم، والسرعة في بناء الهجمات المرتدة التي تميّز طريقة مانشستر يونايتد في العمليات الهجومية، والتي باتت نقطة القوة عند ريال مدريد عبر انطلاقات أوزيل التي أعقبها العاب وتحركات أنهاها البرتغالي كريستيانو رونالدو غالباً في الشباك.
وبالحديث عن رونالدو، فإن اسمه يقفز أيضاً في المعادلة المستقبلية المطروحة؛ إذ كثر الكلام أيضاً على أن «الفتى الذهبي» قد يجد الطريق مجدداً إلى «مسرح الأحلام»، وذهاب مورينيو إلى هناك قد يشجعه أكثر، وخصوصاً أن جماهير يونايتد لم تنسَ حتى الآن ذاك الشاب الذي قَدِم إليها يافعاً ورحل نجماً كبيراً؛ إذ لا تزال تنادي باسمه في كل المباريات، ولا تمانع أن تستقبله بالتصفيق الحادّ متجاهلة أنه أدار ظهره لها في صيف 2009 عندما قرر التحوّل إلى مدريد لارتداء القميص الأبيض وصناعة مجد الفريق الملكي هناك.



مورينيو ليس المناسب

رأى الحارس التاريخي لمانشستر يونايتد الدنماركي بيتر شمايكل أنه رغم الإمكانات التدريبية الكبيرة لجوزيه مورينيو، فإنه لن يكون خيار إدارة النادي لخلافة أليكس فيرغيسون، على اعتبار أن البرتغالي يثير الكثير من الجلبة، وهو أمر لا يلتقي مع سياسة يونايتد الطامح أصلاً الى مدربٍ لفترة طويلة الأمد وليس الى أحدٍ لا يجد مشكلة في الرحيل سريعاً.