منذ ترك أندوني زوبيزاريتا حراسة عرين نادي برشلونة الإسباني عام 1994 بعد ثماني سنوات مع الفريق حمل في غالبيتها شارة القيادة، كان من الصعب على النادي الكاتالوني إيجاد حارسٍ محلي يمكنه تأمين الشباك حتى أخذ ابن النادي فيكتور فالديس المهمة ونفّذها بإتقان ابتداءً من موسم 2003-2004 ليكون أحد أعمدة الفريق الذهبي المستمر حتى الآن.
وطبعاً يقول كثيرون إن فالديس كان الأفضل بين السيّئين من الحراس المحليين الذين حاول «البرسا» زرعهم بهدف إيجاد زوبيزاريتا جديد، فشكّل فرانشيسك أرناو وبيبي راينا وألبرت جوركيرا الحلقة الأضعف عند وقوفهم بين الخشبات الثلاث. وهذا الوصف ربط بفالديس في فترةٍ ما عبر القول بأن كل الفضل يعود الى المجموعة الممتازة التي لعبت حوله.
وبين رحيل زوبيزاريتا وظهور فالديس على مسرح الأحداث، ذهب برشلونة الى الخيار الأجنبي في فتراتٍ عدة، لكن بالتأكيد لم يكن أي من الحراس الذين قدموا جديراً بالبقاء لفترة طويلة الأمد، على غرار الحارس التاريخي للمنتخب الإسباني، وهذا الأمر ينطبق على البرتغالي فيتور بايا والهولندي رود هيسب والفرنسي ريشار دوترييل والأرجنتيني روبرتو بونانو والألماني الراحل روبرت أنكه والتركي ريسيبير روشتو.
لكن مع إعلان فالديس حديثاً أنه لن يمدد عقده الذي ينتهي عام 2014، فإن «البرسا» قد لا يجد مشكلة في التخلي عنه هذا الصيف لتحصيل مبلغٍ من انتقاله ثم استثماره عبر استقدام حارسٍ جديد، وهو سيكون بالتأكيد من خارج الأراضي الإسبانية كون الحراس المحليين الجيّدين هم قلة في البلاد ويرتبطون بأندية لا يمكن أن تستغني عنهم، وهنا المثل عن كابتن ريال مدريد إيكر كاسياس ودافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي.
لذا، فإن هناك نسبة كبيرة للعودة الى فلسفة الاستعانة بحارس أجنبي، يكون خياره منوطاً طبعاً بالمدير الرياضي زوبيزاريتا المتخصّص في هذا المجال، والذي يبدو أنه يرى في الألماني مارك - أندريه تير شتيغن الخليفة الأنسب لفالديس.
لكن، من هو هذا الحارس صاحب الاسم الصعب الذي بات حديث العالم الكروي في أيامٍ قليلة بعد ترشيحه لتمثيل «البلاوغرانا»؟
تير شتيغن الذي يدافع عن ألوان بوروسيا مونشنغلادباخ حالياً هو الحارس الذي يقول عنه «الأسطورة» سيب ماير بأنه على مستوى الحارس الأول في ألمانيا مانويل نوير، بعدما كان حارس مونشنغلادباخ السابق يورغ ستيل قد قال إنه أفضل من نوير أصلاً وفي طريقه ليصبح الأفضل في العالم.
وتير شتيغن سمع العالم باسمه بقوة في آب الماضي بعد تصديه لركلة جزاء سددها الأرجنتيني ليونيل ميسي في مباراة ألمانيا ومنتخب بلاده الودية، حيث من المعلوم أنه يصعب على أبرز الحراس التصدي لأفضل لاعب في العالم عندما يقف عند نقطة الجزاء.
ويكفي القول إن تير شتيغن سجل بدايته مع ألمانيا عندما كان أصغر بثلاث سنوات من نوير لنتأكد من أن هذا الحارس الذي يلقّبه البعض في «البوندسليغا» بأوليفر كان الجديد، هو أحد خريجي المدرسة الألمانية الخاصة بالحراس المميزين، والتي كانت الأساس في عدم مواجهة المنتخب الوطني أي مشكلة طوال تاريخه في مركز حراسة المرمى، الذي يعجّ اليوم بأمثال نوير وتير شتيغن ورينيه أدلر ورون - روبرت زيلر.
قلة تعرف أن «البرسا» حاول في مطلع الألفية الجديدة استقطاب الحارس كان من بايرن، من دون أن ينجح في هذه الخطوة، لكنها تبدو اليوم قابلة للتعويض عبر الاسم الجديد المطروح الذي قد يكون أفضل يوماً ما أي مارك - أندريه تير شتيغن.