طرابلس | دشّن وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي أمس القاعة الرياضية المغلقة في الميناء، واضعاً بذلك حدّاً لمسلسل التأخير الذي منع الانتهاء من أعمال هذه القاعة التي أنشئت عام 1974. لم يُكتب لهذه القاعة أن ترى النور، وأن يستفيد منها الرياضيون من أبناء مدينتي الميناء وطرابلس، ذلك أن نشوب الحرب الأهلية عام 1975 أوقف العمل نهائياً في منشآت هذه القاعة، التي بقيت هيكلاً باطونياً خالياً من الحياة، وتحوّلت طيلة السنوات اللاحقة إلى مكب للنفايات ومرتع للحيوانات. بعد انتهاء الحرب عام 1990 بقيت الوعود باستكمال بناء القاعة حبراً على ورق، وباءت بالفشل كل المحاولات التي جرت لهذه الغاية، إلى أن أقدم وزير الشباب والرياضة السابق أحمد فتفت في 9 تشرين الثاني 2007، عبر مستشاره وهيب ططر، على خطوة كانت «فضيحة» بكل معنى الكلمة، بإزاحته الستار عن اللوحة التذكارية للقاعة وهي لا تزال «على العضم»، بينما كتب على اللوحة العبارة التالية: «وزارة الشباب والرياضة. برعاية معالي وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت. جرى تدشين إنهاء اعمال بناء قاعة الشيخ رفيق الحريري الرياضية. الجمعة في 9 تشرين الثاني 2007». تبيَّن يومها أن فتفت وفريقه السياسي كانا يهدفان من وراء خطوتهما الناقصة التي سلقت سلقاً، إلى ضرب 3 عصافير بحجر واحد: الأول تسجيل فتفت اسمه بأن القاعة أنجزت في عهده حسب ما توضح اللوحة التذكارية، والثاني إطلاق اسم الرئيس رفيق الحريري عليها، والثالث التغطية على صرف ثلثي مبلغ المليون والـ400 ألف دولار أميركي المخصص لاستكمال بناء القاعة، واتضح لاحقاً أن الأموال صرفت على أشغال بسيطة تكاد لا تذكر. بعد تسلم كرامي حقيبة الشباب والرياضة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة، تعهد أنه لن يغادر الوزارة قبل أن ينهي بناء القاعة؛ فبذل جهوداً مضنية مع الجهات الممولة وديوان المحاسبة، أثمرت في نهاية الأمر وصول مشروع بناء القاعة إلى بر الأمان، بتكلفة وصلت إلى 4 ملايين و800 ألف دولار اميركي. وتتسع لـ1300 متفرج يمكنهم الجلوس على كراسٍ جرى تثبيتها على مدرجات القاعة.