رغم أن ستيفان الشعراوي يرتبط مع ميلان الإيطالي حتى عام 2017، الا ان الأخير أقدم، أول من امس، على تمديد عقد لاعبه المصري الأصلي عاماً اضافياً حتى 2018. خطوة تحمل أكثر من بعد كما يبدو واضحاً من مدة التمديد القليلة، اذ ان النادي اللومباردي اراد منها توجيه رسالتين مزدوجتين في آنٍ واحد: اولاهما مكافأة رمزية للاعبه الذي يتألق على نحو لافت ليس في «الروسونيري» أو ملاعب إيطاليا فحسب، بل في شتى الملاعب الاوروبية أين ما حل مع فريقه في مسابقة دوري الأبطال. وثانيتهما والأهم، إفهام الأندية الأوروبية الكبرى بأن الشعراوي «خط أحمر» بعدما بدأ اللاعب يفتن رؤساء ومدربي هذه الأخيرة وكان آخرهم ساندرو روسيل، رئيس برشلونة، الذي أعلن صراحة قبل مباراة ميلان وبرشلونة في ذهاب دور الـ 16 في المسابقة الأهم في قارة اوروبا أنه من المعجبين بـ«الفرعون الصغير»، هذا فضلاً عن إبداء روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي الانكليزي، والفرنسي أرسين فينغر، مدرب أرسنال، رغبتهما الشديدة بالحصول على توقيع هذا اللاعب.
في الواقع، فإن الشعراوي يستحق حالياً كل ثناء على الاداء الذي أذهل به النقاد قبل المتابعين، اذ ان السرعة التي اندمج فيها هذا «الفرعون» في نادٍ بحجم ميلان تستحق التوقف عندها رغم أن اللاعب كان قد حاز جائزة أفضل لاعب في الدرجة الثانية الايطالية مع بادوفا الا ان المنافسة في الدرجة الأولى تأخذ منحى آخر أقوى، والأهم فإن شغل مركز المهاجم في نادٍ كميلان ليست بالمسألة السهلة على الاطلاق، اذ نحن نحكي هنا عن أسماء مرعبة مرت على خط هجوم «الروسونيري» كالهولندي ماركو فان باستن والبرازيلي رونالدو والاوكراني أندريه شفتشنكو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش وفيليبو إينزاغي وغيرهم.
في حقيقة الأمر، يُحسب لميلان ومسؤوليه أنهم راهنوا على هذا الشاب لتعويض رحيل «إيبرا» الى باريس سان جيرمان الفرنسي وهو نجح إلى أبعد الحدود في ذلك، وأكثر، فإنه قدّم اوراق اعتماده، ولا يزال، حتى لإمكانية تخطي النجم السويدي، اذ ان الشعراوي يملك من المواصفات ما يخوّله أن يسير على خطى عمالقة مرّوا على تاريخ كرة القدم العالمية. قد يجد البعض أن في هذه النقطة بعضاً من المبالغة، لكن لاعباً لم يتخطّ بعد الـ20 عاماً من عمره قد نجح في معادلة رقم العظيم فان باستن بتسجيله 15 هدفاً في الجولات الـ 12 الاولى من الـ «سيري أ» وتنبؤ الكبير الآخر شفتشنكو بأنه سيصبح «بطلاً ولاعباً كبيراً في ميلان والمنتخب الايطالي» وقال عنه تشيزاري برانديللي مدرب الـ«آزوري»: «إنه البطل الاساسي في صفوف المنتخب»، يستحق، دون أي تردد، أن يوضع في هذه المرتبة.
من هنا، فإن الفرحة التي يعيشها حالياً أنصار ميلان بلاعبهم الموهوب هذا تبدو مفهومة وفي محلها، اذ ان المفاجآت التي يتحف بها الشعراوي جماهير ملعب «سان سيرو» وآخرها تمريرته السحرية لهدف الغاني علي سولي مونتاري في مرمى برشلونة وهدفه الجميل والذكي في مرمى إنتر ميلانو، ليست بعابرة على الاطلاق.
ذات يوم غير بعيد في ميلانو، وتحديداً قبل حوالي عامين عندما التحق الشعراوي بميلان، تردد أن مقولة سرت في المدينة الايطالية مفادها ان رئيس «الروسونيري»، سيلفيو برلوسكوني، تمنى على الشعراوي تغيير قصة شعره الغريبة، الا ان الواضح هو ان الشاب غيّر الكثير في ميلانو وخارجها: في الاولى أوقف، بسحره، شعر سيلفيو وأنصار ناديه، وفي الثانية أدخل، بمهاراته، الشيب في شعر الخصوم!